حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال البخاري رحمه الله تعالى في باب قول الله تعالى : (( يريدون أن يبدلوا كلام الله ))
حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عز وجل : الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال البخاري رحمه الله تعالى في باب قول الله تعالى : (( يريدون أن يبدلوا كلام الله )) ذكر الحديث القدسي في الصوم يقول الله تعالى يقول الله عز وجل : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) قال العلماء معنى قوله : ( الصوم لي ) أنه سر بيني وبين العبد لأن السر، لأن الصوم مركب من نية وترك، ولا يعلم بالنية والترك إلا الله عز وجل فلهذا اختصه الله به اختص الله به وأضافه إلى نفسه وقيل معناه أن الإنسان إذا كان عليه مظالم وأخذ من حسناته يوم القيامة فإنه يؤخذ من جميع الحسنات إلا الصوم فإنه لا يؤخذ منه شيء، لأنه لله والمعنى الأول أصح، أي أن الصوم لله ليس فيه رياء ، بل هو خالص له بدليل قوله : ( وأنا أجزي به ) ثم بين اختصاص ثم بين حكمة اختصاص الله تعالى به بقوله : ( يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي ) ( يدع شهوته ) يعني النكاح الجماع، وأكله وشربه من أجل الله عز وجل هذا الإخلاص وهذه الثلاثة هي التي نص الله عليها في القرآن في قوله في قوله تبارك وتعالى : (( فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) وهي التي أجمع المسلمون على أنها تفسد الصوم وقوله : ( يدع شهوته ) هل نفسر هذا بالجماع فقط؟ ونقول لا تفطير بالمني والمذي والمباشرة أو نقول : إنها تشمل الجماع والإنزال، أما المباشرة فإنها لا تفطر الصائم بلا شك ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكذلك المذي ولو من شهوة لا يفطر الصائم لأنه ليس عليه دليل وليس فيه شهوة، الشهوة بغيره لا به، وأما المني فإن جمهور العلماء على أنه يفطر الصائم، لأنه شهوة ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : نعم أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ قالوا : نعم. قال فإذا وضعها في الحلال كان له أجر ) والذي يوضع هو النطفة وهذا يدل على أن المني مفطر وهو الأصح، وأما الجماع فبالإجماع أنه مفطر ، وقوله وقوله تبارك وتعالى : ( الصوم جنة ) الجنة : ما يتقى به سهام الأعداء مأخوذ من الاجتنان وهو الخفاء لأن الإنسان يختفي به عن سهام الأعداء ، وهو مثل الصاج الكبير الذي يخبز عليه ، يحمله المقاتل فإذا رأى أحدهم صوب إليه سهما دفع هذا السهم بهذا الترس الذي يسمى جنة، والمراد بكونه جنة أنه جنة يستتر به الإنسان في الدنيا من قول الزور والعمل به والجهل ، وفي الآخرة يتقي به من النار ، ثم قال : ( وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ) فرحه حين يفطر لأمرين الأمر الأول : تناول ما أحل الله له من طعام وشراب ونكاح، فإن النفس إذا حبست عن ذلك ثم أذن لها فيه فرحت والثاني : فرحه بأداء هذه الفريضة إن كان صومه فرض أو هذا التطوع إن كان صومه نفل، الفرح الثاني : فرحة حين يلقى ربه يوم القيامة يجد أجر الصائم أجر الصوم موفرا عند الله سبحانه وتعالى ، ثم قال : ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) الخلوف : هي الرائحة التي تنبعث من المعدة عند خلوها ، وهي رائحة مستكرهة، في مشام الناس لكنها عند الله أطيب من ريح المسك لأنها ناشئة عن طاعته وهذا يشبه قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في دم الشهيد : ( أنه يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللوم لون الدم والريح ريح المسك ) وكل هذه الجمل في هذا الحديث كلها تفيد الترغيب في الصوم والحث عليه، وبيان فوائده في الدنيا وفي الآخرة، والشاهد من هذا الحديث قوله : ( يقول الله عز وجل ) ثم ذكر الحديث، والحديث هذا كلام مقول القول فدل ذلك على أن الله سبحانه وتعالىى يتكلم بكلام بحروف تتلى وتقرأ .
حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عز وجل : الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال البخاري رحمه الله تعالى في باب قول الله تعالى : (( يريدون أن يبدلوا كلام الله )) ذكر الحديث القدسي في الصوم يقول الله تعالى يقول الله عز وجل : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) قال العلماء معنى قوله : ( الصوم لي ) أنه سر بيني وبين العبد لأن السر، لأن الصوم مركب من نية وترك، ولا يعلم بالنية والترك إلا الله عز وجل فلهذا اختصه الله به اختص الله به وأضافه إلى نفسه وقيل معناه أن الإنسان إذا كان عليه مظالم وأخذ من حسناته يوم القيامة فإنه يؤخذ من جميع الحسنات إلا الصوم فإنه لا يؤخذ منه شيء، لأنه لله والمعنى الأول أصح، أي أن الصوم لله ليس فيه رياء ، بل هو خالص له بدليل قوله : ( وأنا أجزي به ) ثم بين اختصاص ثم بين حكمة اختصاص الله تعالى به بقوله : ( يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي ) ( يدع شهوته ) يعني النكاح الجماع، وأكله وشربه من أجل الله عز وجل هذا الإخلاص وهذه الثلاثة هي التي نص الله عليها في القرآن في قوله في قوله تبارك وتعالى : (( فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) وهي التي أجمع المسلمون على أنها تفسد الصوم وقوله : ( يدع شهوته ) هل نفسر هذا بالجماع فقط؟ ونقول لا تفطير بالمني والمذي والمباشرة أو نقول : إنها تشمل الجماع والإنزال، أما المباشرة فإنها لا تفطر الصائم بلا شك ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكذلك المذي ولو من شهوة لا يفطر الصائم لأنه ليس عليه دليل وليس فيه شهوة، الشهوة بغيره لا به، وأما المني فإن جمهور العلماء على أنه يفطر الصائم، لأنه شهوة ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : نعم أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ قالوا : نعم. قال فإذا وضعها في الحلال كان له أجر ) والذي يوضع هو النطفة وهذا يدل على أن المني مفطر وهو الأصح، وأما الجماع فبالإجماع أنه مفطر ، وقوله وقوله تبارك وتعالى : ( الصوم جنة ) الجنة : ما يتقى به سهام الأعداء مأخوذ من الاجتنان وهو الخفاء لأن الإنسان يختفي به عن سهام الأعداء ، وهو مثل الصاج الكبير الذي يخبز عليه ، يحمله المقاتل فإذا رأى أحدهم صوب إليه سهما دفع هذا السهم بهذا الترس الذي يسمى جنة، والمراد بكونه جنة أنه جنة يستتر به الإنسان في الدنيا من قول الزور والعمل به والجهل ، وفي الآخرة يتقي به من النار ، ثم قال : ( وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ) فرحه حين يفطر لأمرين الأمر الأول : تناول ما أحل الله له من طعام وشراب ونكاح، فإن النفس إذا حبست عن ذلك ثم أذن لها فيه فرحت والثاني : فرحه بأداء هذه الفريضة إن كان صومه فرض أو هذا التطوع إن كان صومه نفل، الفرح الثاني : فرحة حين يلقى ربه يوم القيامة يجد أجر الصائم أجر الصوم موفرا عند الله سبحانه وتعالى ، ثم قال : ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) الخلوف : هي الرائحة التي تنبعث من المعدة عند خلوها ، وهي رائحة مستكرهة، في مشام الناس لكنها عند الله أطيب من ريح المسك لأنها ناشئة عن طاعته وهذا يشبه قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في دم الشهيد : ( أنه يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللوم لون الدم والريح ريح المسك ) وكل هذه الجمل في هذا الحديث كلها تفيد الترغيب في الصوم والحث عليه، وبيان فوائده في الدنيا وفي الآخرة، والشاهد من هذا الحديث قوله : ( يقول الله عز وجل ) ثم ذكر الحديث، والحديث هذا كلام مقول القول فدل ذلك على أن الله سبحانه وتعالىى يتكلم بكلام بحروف تتلى وتقرأ .