فائدة في إثبات صفة النزول لله سبحانه وتعالى0 حفظ
الشيخ : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا : ( كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) ينزل ربنا النزول مضاف إلى الرب، والفعل المضاف إلى الله يكون فعلا يكون فعلا واقعا من الله ، يجب كل فعل أضافه الله فهو فعل واقع منه هذا واجب ، لأن هذا هو ظاهر اللفظ والناس في كلامهم إذا قالوا وفعل وذهب وجاء وركب ونزل إلى أي شيء تعود هذه الأوصاف ؟ إلى الفاعل الذي أضيفت له فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بالله وأنصح الخلق لعباد الله، وأفصح الخلق فيما يقول، وأصدقهم فيما يخبر ، يقول : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ) ما بقي مجال للتحريف وأن يقال إن المراد ينزل أمره أو تنزل رحمته، أو ينزل ملك من ملائكته، بل نقول: ينزل الله نفسه. ولكن كيف ينزل هنا نقف نقول : الله أعلم، النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وإذا نزل إلى السماء الدنيا هل يلزم أن يخلو منه العرش ؟ نقول للسائل : هذا بدعة، هذا السؤال بدعة، لو كان هذا من الدين أي لو كان علمنا بكونه يخلو منه العرش أو لا يخلو من الدين لكان ذلك مبينا قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الله يقول : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فقد أكمل الله الدين ما عقيدة وقولا وعملا فإذا قال : هل يخلو منه العرش ؟ نقف هذا بدعة وليس لك الحق أن تتكلم لأن علمنا بكون العرش يخلو منه أو لا لو كان من الدين ما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد أعلمنا به ، ثم نقول أأنت أحرص على معرفة صفات الله من الصحابة ؟ إن قال : نعم، قلنا : كذبت، وإن قال : لا. قلنا: لماذا لم يسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ لماذا لم يسألوا الرسول ؟ والجواب عن هذا سهل . يعني الآن لماذا لم يسألوا ؟ نقول : لأن عندهم من تعظيم الله والأدب مع الله وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله ما ليس عند ها السائل. هذا هو السبب أن يرد مثل هذا السؤال من الخلف من هذه الأمة ولم يرد من سلف هذه الأمة، لأن في قلوب سلف الأمة من تعظيم الله والتأدب بين يدي الله ورسوله ما ليس عند خلف هذه الأمة ولذلك لا يسألون عن هذا الشيء. طيب لو سأل سائل قال : هل نزول إلى السماء الدنيا ينافي علوه ؟ فالجواب : لا لأن علوه وصف لازم له والوصف اللازم لا يمكن أن يتحول أو يتغير فإذا قال: إذا أثبتم العلو فكيف ينزل ؟ نقول : إن نزوله إلى السماء الدنيا أمر لا يحاط به، ليس معنى نزوله أن تكون السماء الثانية وما فوقها فوقه هذا شيء مستحيل، وليس معنى نزوله أن السماء الدنيا تقله وما فوقها يظله فإن هذا من الظنون الكاذبة ولا يظن هذا الظن إلا من لم يقدر الله حق قدره، فالله أعظم وأجل من أن تحيط به السماوات أو يحيط به شيء من مخلوقاته، ونحن ليس علينا إلا أن نسلم حتى وإن حارت عقولنا في كيفية هذا الشيء ، العقل قد يحار ويقول كيف يكون هذا ؟ فنقول : الحيرة حدثت لعدم قدرتنا على الإحاطة بصفات الله عز وجل، ولكن العقل لا يحيل ذلك بالنسبة لله لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته، وقوله : ( حين يبقى ثلاث الليل الآخر ) من أين تحتسب الليل ؟ الليل لا شك من غروب الشمس بالنص والإجماع، فإن قوله تعالى : (( ثم أتموا الصيام إلى الليل )) يحصل بماذا ؟ بغروب الشمس بالاتفاق، بل بالنص لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا ويشير إلى المشرق والمغرب وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) وهذا هو معنى قوله تعالى : (( إلى الليل )) إذا ابتداء الليل من غروب الشمس ولا إشكال فيه، لكن انتهاء الليل أمن أبطلوع الفجر أو بطلوع الشمس ؟ فالجواب : أما فلكيا فإن الليل ينتهي بطلوع الشمس، لأن الشمس ما دام مواجهة للأرض فهو نهار، فإذا اختفت فهو ليل ، وأما شرعا فالنهار .