تتمة شرح الحديث : حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حفظ
الشيخ : فالجواب : أما فلكيا فإن الليل ينتهي بطلوع الشمس، لأن الشمس ما دام مواجهة للأرض فهو نهار، فإذا اختفت فهو ليل ، وأما شرعا فالنهار من طلوع الفجر، النهار من طلوع الفجر فهل نحمل هذا الحديث على المعنى الشرعي أو على المعنى اللغوي ؟ هذا ينبني على قاعدة معروفة وهي أن خطاب الشرع ينبني على المصطلح الشرعي أي على الحقيقة الشرعية فإن وافقت الحقيقة اللغوية فهذا واضح وإن خالفت الحقيقة اللغوية وجب الأخذ بإيش ؟ بالحقيقة الشرعية فإذا جاء في لسان الشارع أقم الصلاة هل نقول المعنى أقم الدعاء ؟ لا مع أن الصلاة في اللغة الدعاء، لأن اصطلاح كل متكلم يحمل عليه كلامه فعلى هذا نقول الأقرب في هذا الحديث أن ثلث الليل أن الليل المعتبر هو إيش ؟ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، إلى طلوع الفجر ويدل لذلك أنه في بعض الألفاظ حتى يطلع الفجر، حتى يطلع الفجر وعليه يكون المعنى واضحا، فكيف نعرف ثلث الليل، اقسم ما بين غروب الشمس إلى طلوعها إلى طلوع الفجر اقسمه على ثلاثة فما حصل فهو ثلث الليل فإذا بقي هذا المقدار فهذا وقت النزول الإلهي وهل يختلف هذا الثلث باختلاف الفصول وباختلاف الأماكن ؟ الجواب : نعم يختلف باختلاف الفصول وباختلاف الأماكن، فالليل في أيام الصيف يكون قصيرا، والليل في أيام الشتاء يكون طويل الليل في الجانب الشمالي من الأرض أو الجنوبي الذي حول القطب يكون طويل جدا في أيام الشتاء، ربما يصل إلى أسبوع أو أسبوعين، وكلما قربنا من خط الاستواء قرب التساوي بين الليل والنهار، وعلى كل حال نحن نقسم ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر على ثلاثة فما حصل بالقسمة فهو الثلث، طيب .