باب : ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ لقوله تعالى : (( فاذكروني أذكركم )) . (( واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) . غمة : هم وضيق . قال مجاهد : اقضوا إلي ما في أنفسكم يقال افرق اقض . وقال مجاهد : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) : إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع منه كلام الله وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه . (( النبأ العظيم )) : القرآن . (( صوابًا )) : حقًا في الدنيا وعمل به حفظ
القارئ : باب : ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ لقوله تعالى : (( فاذكروني أذكركم )) . (( واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) . غمة : هم وضيق . قال مجاهد : " (( اقضوا إلي )) ما في أنفسكم يقال افرق اقض " . وقال مجاهد : " (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) : إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع منه كلام الله وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه (( النبأ العظيم )) : القرآن " . (( صوابًا )) : حقًا في الدنيا وعمل به .
الشيخ : يقول المؤلف البخاري رحمه الله ما ذكر الحديث في هذا الباب قال باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ يعني أن الله سبحانه وتعالى يكون كلامه المضاف إليه كلامه بنفسه وأما العباد فلهم الدعاء والتضرع والرسالة والابلاغ، (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) كلام الله المبلغ من قبل التالي وليس كلام الله الذي هو فوق العرش عز وجل ، ثم ذكر الحديث فقال لقوله تعالى : (( واذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )) حذف المؤلف آخر الآية مع أنه كان ينبغي أن يذكر ، لأن الشكر لله هو العبادة ، (( اذكروني أذكركم )) هذا شرط وجواب (( اذكروني )) أمر جوابه (( أذكركم )) وهذا التركيب عند علماء النحو فيه قولان : الأول : أن أذكركم جواب الأمر والثاني : أن أذكركم جواب لشرط مقدر تقديره فاذكروني إن تذكروني أذكركم ولكن القول الأول أصح لأنه إذا دار الكلام بين التقدير وعدمه فالأولى عدم التقدير والكلام يستقيم بلا تقدير، (( اذكروني اذكركم )) اذكروني بأي شيء ؟ بنفوسكم بألسنتكم بجوارحكم، ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) إذا فكونك ساعة من الليل أو النهار تتأمل وتتفكر في الرب عز وجل في أسمائه وصفاته وآياته الكونية والشرعية يعتبر هذا ذكرا، وكونك تنطق بلسانك سبحان الله والحمد لله الله أكبر هذا ذكر، وكونك تثني على الله عز وجل بنعمه عند جماعة من الناس هذا أيضا ذكر، وكونك تقوم بطاعته بالجوارح بالركوع والسجود والقيام والقعود هذا أيضا ذكر، فالله عز وجل يقول : (( اذكروني أذكركم )) والجزاء من جنس العمل (( واتل عليهم )) يا محمد (( نبأ نوح إذ قال لقومه )) النبأ هو الخبر الهام نوح أول الرسل إذ قال لقومه إذ متعلقة باتل أو بنبأ ؟ هل تلاوته حين قال نوح لقومه ؟ لا إذا لا تصح ولكن نبأ نبأه في هذه الحال (( إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله )) يعني عظم عليكم وشق عليكم (( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم )) وهذه قوة عظيمة وتحد عظيم يقول إن كان الأمر كبر عليكم وعظم مقامي بينكم وتذكيري إياكم بآيات الله فأنا متوكل على الله معتمد عليه واثق به جل وعلا ، وأنا لا تهموني وأنتم لا تهموني أجمعوا أمركم أي اعزموه اعزموه وجدوا فيه واجمعوا شركاءكم ولهذا الواو حرف عطف وشركاء مفعول لفعل محذوف تقديره واجمعوا شركاءكم ولا يصح أن يكون معطوفا على أمر لأن المعنى يفسد أجمعوا شركاءكم لا يصح لكن أجمعوا أمركم من الإجماع وهو العزم واجمعوا شركاءكم يعني اجعلوا الأمر جدا لا هزلا واجمعوا شركاءكم كل من تعبدون من دون الله وكل من شارككم فيما أنتم عليه من الكفر ثم لا يكن أمركم عليكم غمة يعني إيتوا إلي ببصيرة سبحان الله تحداهم بعدة أمور أولا : أن يعزموا بلا تردد، من أين يؤخذ؟ أجمعوا أمركم، الثاني : أن يجتمعوا بلا تفرق من قوله : (( وشركاءكم )) واجمعوا شركاءكم الثالث: أن يتأنوا بلا عناء لقوله : (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة )) يعني ايتوا بتأني وتبصر وكيف تقولون علي نعم ثم (( اقضوا إلى ولا تنظرون )) يعني انتهوا بالقضاء إلي حتى تصلوا إلي وتقضوا علي، سبحان الله وحيد يقول هذا الكلام لأنه آوى إلى ركن شديد إلى من ؟ إلى الله أول ما قدم توكلت على الله ، (( فعلى الله توكلت )) (( ثم قضوا إلي ولا تنظرون )) أيضا بسرعة ليكن قضاؤكم علي بسرعة لا تمهلوني يقول بعض العلماء : إن هذا يعتبر آية أوتيها نوح لأن كونه يتحدى هذا التحدي لقومه وهو وحيد وعجزوا عن أن يدبروا ما تحداهم به يعتبروا ايش؟ يعتبروا آية لأنه لم يذكر له آية معينة صادقة أو آية وكذلك موسى وعيسى ولكن نوح ما في آية معينة تدل على ذلك ولكن مثل هذا الكلام وصبره على قومه ألف سنة الا خمسين عاما يعتبر آية من آيات الله (( فإن توليتم فما سألتكم من أجر )) يعني إن توليتم فأنا لن أضيع لأني لست أقول آمنوا بي وأعطوني دراهم إن توليتم فإن ذلك لا يضر بالنسبة لي لأن إيمانكم بي لا يعني أنكم تعطونني ايش؟ اجرا إن أجري إلا على الله أجره على الله وهو ثواب الآخرة الذي هو خير من ثواب الدنيا (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) أمر وهو نبي أن يكون من المسلمين والإسلام وصف يشترك فيه الأنبياء وأتباعهم بإحسان كلهم مسلمين لكن هناك فرق بين إسلام الأنبياء واسلام الأتباع أيهما أقوى ؟ إسلام الأنبياء لا شك لكن يشتركون في كون كل منهما مسلما يقول : غمة : هم وضيق، يعني بذلك قوله : (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة )) المعنى الذي ذكره له وجه لكن ما ذكرناه أحسن يعني لا يكن أمركم فيه تعمية كما يقال غم الهلال إذا استتر فلم إيش ؟ فلم ير والمعنى إيتوا على بصيرة وتأني لكن ما قاله المؤلف لا بأس به قال مجاهد : " اقضوا إلي ما في أنفسكم " وش اللي ما الذي في أنفسهم ؟ القضاء عليه اقضوا إلى ما في أنفسكم اهلكوني اقتلوني لكن ما استطاعوا إلى هذا سبيلا يقال: افرق اقض افرق اقضي هل في الآية افرق ؟ نعم وش معناها عند الشرح ها .
القارئ : ما بين ... .
الشيخ : لا لا بد .