تتمة الشرح حفظ
الشيخ : وقال مجاهد هو إمام التابعين في التفسير وقد أخذ تفسيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : " في قوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) " وإن أحدٌ مشكله وهي : كيف دخلت إن الشرطية على أحد وهو اسم ؟ خرجها علماء النحو على الوجوه التالية : أولا : أنه لا مانع من أن يلي الاسم حرف الشرط ، لا مانع أن يلي الاسم حرف الشرط، وعلى هذا القول يكون قوله : أحدٌ مبتدأ واستجارك خبره و فأجره جواب الشرط وهذا مذهب الكوفيين ونظير ذلك قوله تعالى : (( إذا السماء انشقت )) يقولون : السماء مبتدأ وانشقت خبره والقول الثاني : أن أحد فاعل مقدم وأنه لا بأس بتقديم الفاعل . وعلى هذا تكون الجملة فعلية أو اسمية ؟ فعلية والتقدير : وإن استجارك أحد من المشركين لكن قدمت أحد ، فقيل : (( وإن أحد من المشركين )) وهذا أيضا مذهب الكوفيين جواز تقديم الفاعل وعلى هذا فقولك : زيدٌ قام يكون زيد فاعلاً مقدماً وقام فعل ماض وليس فيه ضمير ، والقول الثالث : قول البصريين وهم في الغالب متشددون يقولون : أحد فاعل لفعل محذوف يفسر ما بعده والتقدير : وإن استجارك أحد من المشركين، والمبتدئون في طلب العلم يقولون : التقدير وإن استجارك أحد استجارك . وهذا غلط لأنه لا يجمع بين المفسِّر والمفسَّر فأنت إذا أردت التقدير : وإن استجارك أحد ولا تجيب استجارك لأنه لا يجمع بين المفسِّر والمفسَّر من وجه لأنك اذا قلت : وان استجارك أحد استجارك ظن السامع أن الثانيه جواب إيش ؟ جواب الشرط وهذا غلط . طيب على كل حال لدينا قاعدة دل عليها القرآن والسنة وهي أن نتبع الأيسر من أقوال النحويين لأننا لا نأثم بذلك ، دل عليها القرآن والسنة نتبع الأيسر ، الدليل من القرآن : (( يريد الله بكم اليسر )) الدليل من السنه : ( ما خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بين شيئين إلا اختار أيسرهما - بشرط- ما لم يكن إثماً ) ونحن نقول : إن شاء الله ليس علينا إثم إذا كان الكلام لا يتغير به المعنى ، فإننا نتبع الأسهل. نعم وقد علمتم الآن أن اتباع الأسهل في النحو اذا لم يكن به محظور دل عليه الكتاب والسنة طيب استجارك أي طلب الجوار والجوار يعني : المنع والحماية (( فأجره حتى يسمع كلام الله )) يعني لو قال رجل من الكفار الحربيين : أجيروني حتى أسمع القرآن لعلي أنتفع به ، فالواجب علينا أن نجيره نقول طيب تفضل حتى يسمع كلام الله ، فإذا سمعه وكان له قلب وإن لم يكن مسلما فسيتذكر لقوله تعالى : (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) حتى يسمع كلام الله ، فإذا سمع كلام الله وقال : أريد أن أرجع هل نقول : لا ترجع . لا بد أن تؤمن وإلا قتلناك لأنك تلعب علينا ؟ الجواب : لا (( ثم أبلغه مأمنه )) انظر إلى تعامل أو معامله الاسلام لغير أهله ، نرده إلى مأمنه أي إلى المكان الذي يأمن فيه وهو أرضه أرض الكافر ولا نقول ... أنت لعبت علينا سمعت كلام الله ولم تؤمن نجب رأسك بل نقول : نردك إلى مأمنك فإن اهتديت فسنجدك وإن لم تهتد فالحرب بيننا وبينك نعم ، ثم أبلغه مأمنه يقول : " يأتيه إنسان حتى يسمع الله إنسان يأتيه فيستمع بما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع كلام الله ، وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه " أي : من المكان الذي جاء منه. ثم قال : " النبأ العظيم القرآن " ، يشير بذلك إلى قوله تعالى : (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون )) أو إلى قوله تعالى : (( قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون )) وسواء هذا أو هذا فالمعنى واحد والظاهر أنه يريد ما في سورة النبأ لقوله بعده : " صوابا : حقا " (( إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا )) وهذه جاء بمكان في القرآن في النبأ أليس كذلك طيب ، حقا في الدنيا وعمل به يعني : يسمع القرآن في الدنيا ويعمل به أو قال صوابا يعني : حقا في الدنيا وعمل به ، أي : بالحق في الدنيا لأنه إذا عمل حقا في الدنيا فإنه يكون من أهل الشفاعه فيؤذن له. على كل حال المؤلف ما ذكر حديثا في هذا الباب ولعله لم يجد حديثا على شرطه يتعلق بهذا الباب والحاصل في هذا الباب أن الأمر من الله والدعاء والعبادة من المخلوقين والرساله والإبلاغ على الرسل (( فإنما عليك البلاغ )) (( فإنما على رسولنا البلاغ المبين )) والعلماء هم ورثه الأنبياء يجب أن يبلغوا ما وجب عن الرسل أن يبلغوا وأما الهدايه فإلى الله فعليك أن تبلغ الشرع فإن اهتدى الناس فهذا لك ولهم وإن لم يهتدوا فلك وعليهم نعم مصطفى .
السائل : شيخ بارك الله فيكم حديث المعراج قلتم أمس أن المعراج كان ربيع خلافا لأهل البدع .
الشيخ : لا لا ما قلنا في الربيع أقرب الأقوال أنه في الربيع ولا نجزم به .