باب : قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادًا )) . وقوله جل ذكره : (( وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين )) وقوله : (( والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر )) . (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )) . وقال عكرمة : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) . (( ولئن سألتهم من خلقهم )) . و : (( من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) . فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله تعالى (( وخلق كل شيء فقدره تقديرًا )) وقال مجاهد ما تنزل الملائكة إلا بالحق بالرسالة والعذاب ليسأل الصادقين عن صدقهم المبلغين المؤدين من الرسل وإنا له لحافظون عندنا والذي جاء بالصدق القرآن وصدق به المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه .. حفظ
القارئ : باب قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) وقوله جل ذكره : (( وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين )) وقوله : (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )) وقال عكرمة : " (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ولئن سألتهم من خلقهم و من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره " وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وقال مجاهد : " ما تنزل الملائكة إلا بالحق بالرسالة والعذاب ليسأل الصادقين عن صدقهم المبلغين " .
القارئ : لا المبلغين .
القارئ : " المبلغين المؤدين من الرسل وإنا له لحافظون عندنا (( والذي جاء بالصدق )) القرآن (( وصدق به)) المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه ".
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : باب قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) هذا الباب يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات ويتعلق بتوحيد العبادة وبتوحيد الربوبية (( فلا تجعلوا لله أندادا )) أي : نظراء نداً لله ، فيكون فيه رد على أهل التمثيل وهذا يتعلق بتوحيد الصفات ورد على عبّاد الأصنام وهذا يتعلق بتوحيد العبادة، ورد على من زعموا أن للعالم خالقين فيتعلق بتوحيد الربوبية . فإن قال قائل : وهل في الآية رد على أهل التعطيل ؟ فالجواب : نعم ، مع أن أهل التعطيل لا يمثلون لكن نقول : نعم فيها رد على أهل التعطيل لأن أهل التعطيل بنوا تعطيلهم على فهم خاطئ وهو التمثيل ، فمثلوا أولا وعطلوا ثانيا ، لأنه مثلا فهموا من إثبات اليد أنها يد كأيدي المخلوقين هذا إيش ؟ هذا تمثيل ، ثم قالوا : وبناء على ذلك يجب أن تفسر اليد بالقدرة فعطلوا ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " كل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل جامع بين التعطيل والتمثيل فالمعطل ممثل معطل والممثل ممثل ومعطل ".كيف هذا ؟ تصور ،كيف تمثيل المعطل ؟ قلنا أنه مثّل أولا وعطّل ثانيا ، ونقول في الممثل : إنك معطل لأنك عطلت النصوص الدالة على أن الله ليس كمثله شيء فكل نص يدل على نفس التمثيل فالممثل إيش ؟ قد عطله الثاني : أنك عطلت الله من كماله الواجب صح ؟ لأن تمثيل الخالق بالمخلوق نقص. الثالث : أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفه ، لأن النص الذي أثبت به الصفه لا يدل على صفة المماثله للمخلوقين ، يدل على صفة مضافة الى رب لا يماثل المربوب عرفتم يا جماعة، فصار الآن كل ممثل معطل من ثلاثة أوجه ، كل ممثل فهو معطل لأنه مثّل أولا وعطّل ثانيا طيب إذا كل منهما جعل لله أندادا. وقال جل ذكره : (( وتجعلون لله أندادا ذلك رب العالمين )) هذا معطوف على قوله تعالى : (( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا )) وهو عز وجل لا ند له (( ذلك رب العالمين )) وأين الند الذي يكون ربا للعالمين ؟ لا يوجد إذا فأنتم كاذبون في جعل الأنداد لله .
وقوله تعالى : (( والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر )) لا يدعون دعاءَ مسألة أو دعاء عبادة ؟ أجيبوا، الاثنين ، لا يدعون مع الله دعاء مسألة ولا دعاء عبادة لكن دعاء المسألة فيما يمكن أن يجيب جائز فلو دعوت إنسانا وقلت : تعال احمل معي هذا المتاع ، هذا جائز . أما دعاء العبادة فلا يجوز بوجه من الوجوه الا لله. وقال تعالى : (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) . (( ولقد أوحي )) هذه الجملة مؤكدة بكم ؟ أنت ؟ أنت مؤكدة بكم ؟ ولقد أوحي، ولقد أوحي إليه. لا أحد يتكلم يا جماعه الله المستعان . هل ترى فيها تأكيدا أو لا ؟ أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ... الخطاب ما هي توكيد ما شاء الله ، طيب عبد الرحمن ؟
السائل : الواو .
الشيخ : الواو الواو للتوكيد ؟ ما هي للتوكيد الواو حرف عطف .
السائل : اللام .
الشيخ : اللام ، اللام للتوكيد ؟ طيب وغير ؟ اللام والقسم المقدر وقد ثلاثة مؤكدات ، وهذه تأتي في القرآن كثيرا فتقول إنها مؤكدة بثلاث مؤكدات بثلاثة مؤكدات القسم المقدر والثاني : اللام والثالث : قد (( لقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ))
قوله : (( لئن أشركت )) هل الموحى لمن قبله ؟ أنه قيل له لئن أشرك محمد ليحبطن عمله ؟ لا ، أوحي إلى كل واحد فقيل له إيش ؟ لئن أشركت ليحبطن عملك إذا فالجملة موزعة على كل واحد وليست للرسول فقط . كل واحد أوحي اليه هذه الجملة (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) وهذه الآية فيها إشكال : كيف يقال للرسول عليه الصلاة والسلام (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) ؟ فقال بعض العلماء : أي لئن أشركت أمتك ليحبطن عملك أما هو لا يشرك ، لكن المعنى لئن أشرك أحد من أمتك ليحبطن عمله وهذا نظير قول من قال : واستغفر لذنبك أي لذنب أمتك أما هو فلا يذنب. وهذا كما ترون جواب ليس بصحيح لأن الخطاب نص (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) ولكن الجواب الصحيح أنه لا يلزم من تعليقه بالشرط أن يقع المشروط، لا يلزم. ونظيره قوله تعالى : (( قال إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) وهل يمكن أن يكون للرحمن ولد ؟ لا يمكن فالتعليق بالشرط لا يلزم منه أتموا وقوع المشروط . فهنا إن شرط والمشروط أشركت وجواب الشرط (( ليبحطن عملك )) نعم إن أشرك حبط عمله لكن هل معناه يشرك ؟ لا تقول لإنسان: إن قتلت زيدا قتلناك ، فهل يلزم أن يقتل زيدا ؟ لا يلزم بل قد يكون ممتنعا كما كان الشرك في حق الرسول ممتنعا وهذا الجواب ما فيه إشكال ولا فيه أي تعقيد (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد )) الشاهد قوله : (( بل الله فاعبد )) حيث خص العبادة بمن؟ بالله ووجه الاختصاص تقديم المفعول (( بل الله فاعبد )) ولهذا قال المعربون في الفاء في قوله : (( فاعبد )) إنها زائدة لتحسين اللفظ وأن أصل التركيب : بل الله اعبد لكن من أجل تحسين اللفظ زيدت الفاء كما زيدت في قولهم : فقط بمعنى : قط فزادوا الفاء لتحسين اللفظ ، أعط فلانا مئة درهم فقط كقولك : أعط فلانا مئة درهم قط . يعني فحسب لا تزد لكن زيدت الفاء لتحسين اللفظ ، وعلى هذا فالآية فيها دليل على أن الله وحده جل وعلا هو المختص بالعبادة وأنه لا يعبد أحد سواه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل (( وكن من الشاكرين )) الشاكرين إيش ؟ الشاكرين الله على نعمه ومن أكبر النعم أن يوفقك الله عز وجل لعبادته وحده . وقال عكرمة : " (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) (( ولئن سألتهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض ليقولن الله )) فذاك إيمانهم وهم يعبدون غيره ". يعني أن عكرمة رحمه الله فسر هذه الآيه تفسيرا واضحا جدا : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) الإيمان الذي آمنوه هو الإيمان بالربوبية وما هو الشرك الذي أشركوا به هو الإشراك في الألوهية واستدل عكرمة لكونهم مؤمنين بالربوبية بقوله : (( ولئن سألتهم من خلقهم )) الجواب؟ (( ليقولن الله )) (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) والمؤلف ما ساق الآيه على أنها آية بل هي من قول عكرمة ، يعني : أن هؤلاء يقرون بالربوبيه وأن خالق السموات والأرض وخالقهم هو الله لكن هم يعبدون غيره وهذا شركهم . فالآية إذا واضحة جدا وما يؤمن أكثرهم بالله أي بربوبيته إلا وهم مشركون أي في ألوهيته نعم ، كذلك أيضا غيرهم يوجد من يؤمن بالله وهو مشرك، من كان همه المال فهو مؤمن بالله مشرك، مشرك نعم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ) فسماه الرسول عبدا فالذي يؤثر المال على الأعمال الصالحة وإن عملها يعتبر مشركا عابدا لها ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا نقول في حقه : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) إنسان تقلد وترا علق تميمة محرمة نقول له : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) ثم قال البخاري : وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم ، لقوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وذكر هنا خلق الأفعال لأن من أهل القبلة من أشرك في خلق الأفعال من ؟ القدرية، أشركوا في خلق الأفعال فقالوا : إن الانسان خالق لعمله وخالق كسبه . فأخرجوا قسما من الحوادث عن خلق الله عز وجل ، كل أفعال الناس والمواشي وغيرها كلها خارجة عن خلق الله ، ولهذا سماهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجوس هذه الأمة لمشابهتهم بالمجوس المشركين ، لأن المجوس المشركين يقولون : إن الحوادث لها خالقان : الظلمة والنور ، فالشر خالقه الظلمة والخير خالقه النور ، هؤلاء القدرية يقولون : الحوادث التي تكون في الكون منها ما يخلقه الله وهو فعله ومنها ما يخلقه غير الله وهو فعل العباد. ولهذا ذكر المؤلف هذه المسألة - خلق أفعال العباد - في باب لا تجعلوا لله أندادا ، ردا على المعتزلة الذين قالوا إن الإنسان خالق عمله وكسبه فيكونون بذلك إيش ؟ مشركين جاعلين لله أندادا خلق أفعال العباد لو قال قائل : ما هو الدليل على أن الله خالق أفعال العباد ؟ قلنا : استمع إلى البخاري استدل بقوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) خلق كل شيء وهل أفعال العباد من الشيء أو لا ؟ إذا تدخل في العموم أو لا تدخل ؟ نعم تدخل في العموم . وقوله : (( فقدره تقديرا )) هل المعنى أو هل المراد بالتقدير التقدير الأول وهو القضاء أو المراد به شيء أو المراد به التسوية ؟ نعم ، خلق كل شيء فقدره أي سواه وجعله على قدر معلوم كقوله الذي خلق فسوى أم المراد التقدير الأول الذي قدره الله في الأزل ؟ نعم طيب ، إذا قلنا بالثاني : إنه التقدير الأول الذي قدره الله في الأزل صار أشكل علينا الترتيب لأننا على هذا التقدير تكون التسوية قبل الخلق وقوعا وهي الآن بعد الخلق ذكرا فما هو الجواب ؟ ما أدري الظاهر أنكم ما فهمتم زين إذا قلنا : (( فقدره تقديرا )) يعني : قدره في الأزل قبل الخلق لأن الله كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة فإذا قلنا قدره تقديرا أي في الأزل فأيهما السابق الخلق أو التقدير ؟ التقدير ، طيب هنا قال خلق كل شيء فقدره والفاء للترتيب فكيف يكون هذا ؟ قالوا : إن هذا من باب الترتيب الذكري يعني : أخّر التقدير ذكرا وإن كان سابقا واقعا ، بحسب الوقوع التقدير قبل الخلق وبحسب الذكر التقدير بعد الخلق وهذا يسمى الترتيب الذكري لا الواقعي والترتيب الذكري موجود في اللغه العربيةو وموجود في القرآن ، يقول الشاعر : إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ومعلوم أن سيادة الجد سابقة على سيادة الأب وسيادة الأب سابقة على سيادة الابن لكن هذا من باب الترتيب الذكري وقال تعالى : (( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكه اسجدوا لآدم فسجدوا )) ومعلوم أن تصويرنا وخلقنا بعد سجود الملائكه لآدم فهذه الآية أيضا فيها ترتيب ذكري إن لم تقل : إن المراد بقوله خلقناكم ، أي خلقنا أباكم ثم صورنا أباكم فإن قيل : هذا هو معناها فالترتيب على ما هو طيب، القول الثاني : إن التقدير هنا بمعنى التسوية ، (( وخلق كل شيء فقدره )) أي : جعله على قدر معلوم وسواه لقوله تعالى : (( الذي خلق فسوى )) وعلى هذا الوجه يكون الترتيب واقعيا ولا إشكال فيه . الشاهد أن الله خلق أفعال العباد لأن الله خلق كل شيء .
القارئ : لا المبلغين .
القارئ : " المبلغين المؤدين من الرسل وإنا له لحافظون عندنا (( والذي جاء بالصدق )) القرآن (( وصدق به)) المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه ".
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : باب قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) هذا الباب يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات ويتعلق بتوحيد العبادة وبتوحيد الربوبية (( فلا تجعلوا لله أندادا )) أي : نظراء نداً لله ، فيكون فيه رد على أهل التمثيل وهذا يتعلق بتوحيد الصفات ورد على عبّاد الأصنام وهذا يتعلق بتوحيد العبادة، ورد على من زعموا أن للعالم خالقين فيتعلق بتوحيد الربوبية . فإن قال قائل : وهل في الآية رد على أهل التعطيل ؟ فالجواب : نعم ، مع أن أهل التعطيل لا يمثلون لكن نقول : نعم فيها رد على أهل التعطيل لأن أهل التعطيل بنوا تعطيلهم على فهم خاطئ وهو التمثيل ، فمثلوا أولا وعطلوا ثانيا ، لأنه مثلا فهموا من إثبات اليد أنها يد كأيدي المخلوقين هذا إيش ؟ هذا تمثيل ، ثم قالوا : وبناء على ذلك يجب أن تفسر اليد بالقدرة فعطلوا ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " كل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل جامع بين التعطيل والتمثيل فالمعطل ممثل معطل والممثل ممثل ومعطل ".كيف هذا ؟ تصور ،كيف تمثيل المعطل ؟ قلنا أنه مثّل أولا وعطّل ثانيا ، ونقول في الممثل : إنك معطل لأنك عطلت النصوص الدالة على أن الله ليس كمثله شيء فكل نص يدل على نفس التمثيل فالممثل إيش ؟ قد عطله الثاني : أنك عطلت الله من كماله الواجب صح ؟ لأن تمثيل الخالق بالمخلوق نقص. الثالث : أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفه ، لأن النص الذي أثبت به الصفه لا يدل على صفة المماثله للمخلوقين ، يدل على صفة مضافة الى رب لا يماثل المربوب عرفتم يا جماعة، فصار الآن كل ممثل معطل من ثلاثة أوجه ، كل ممثل فهو معطل لأنه مثّل أولا وعطّل ثانيا طيب إذا كل منهما جعل لله أندادا. وقال جل ذكره : (( وتجعلون لله أندادا ذلك رب العالمين )) هذا معطوف على قوله تعالى : (( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا )) وهو عز وجل لا ند له (( ذلك رب العالمين )) وأين الند الذي يكون ربا للعالمين ؟ لا يوجد إذا فأنتم كاذبون في جعل الأنداد لله .
وقوله تعالى : (( والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر )) لا يدعون دعاءَ مسألة أو دعاء عبادة ؟ أجيبوا، الاثنين ، لا يدعون مع الله دعاء مسألة ولا دعاء عبادة لكن دعاء المسألة فيما يمكن أن يجيب جائز فلو دعوت إنسانا وقلت : تعال احمل معي هذا المتاع ، هذا جائز . أما دعاء العبادة فلا يجوز بوجه من الوجوه الا لله. وقال تعالى : (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) . (( ولقد أوحي )) هذه الجملة مؤكدة بكم ؟ أنت ؟ أنت مؤكدة بكم ؟ ولقد أوحي، ولقد أوحي إليه. لا أحد يتكلم يا جماعه الله المستعان . هل ترى فيها تأكيدا أو لا ؟ أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ... الخطاب ما هي توكيد ما شاء الله ، طيب عبد الرحمن ؟
السائل : الواو .
الشيخ : الواو الواو للتوكيد ؟ ما هي للتوكيد الواو حرف عطف .
السائل : اللام .
الشيخ : اللام ، اللام للتوكيد ؟ طيب وغير ؟ اللام والقسم المقدر وقد ثلاثة مؤكدات ، وهذه تأتي في القرآن كثيرا فتقول إنها مؤكدة بثلاث مؤكدات بثلاثة مؤكدات القسم المقدر والثاني : اللام والثالث : قد (( لقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ))
قوله : (( لئن أشركت )) هل الموحى لمن قبله ؟ أنه قيل له لئن أشرك محمد ليحبطن عمله ؟ لا ، أوحي إلى كل واحد فقيل له إيش ؟ لئن أشركت ليحبطن عملك إذا فالجملة موزعة على كل واحد وليست للرسول فقط . كل واحد أوحي اليه هذه الجملة (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) وهذه الآية فيها إشكال : كيف يقال للرسول عليه الصلاة والسلام (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) ؟ فقال بعض العلماء : أي لئن أشركت أمتك ليحبطن عملك أما هو لا يشرك ، لكن المعنى لئن أشرك أحد من أمتك ليحبطن عمله وهذا نظير قول من قال : واستغفر لذنبك أي لذنب أمتك أما هو فلا يذنب. وهذا كما ترون جواب ليس بصحيح لأن الخطاب نص (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) ولكن الجواب الصحيح أنه لا يلزم من تعليقه بالشرط أن يقع المشروط، لا يلزم. ونظيره قوله تعالى : (( قال إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) وهل يمكن أن يكون للرحمن ولد ؟ لا يمكن فالتعليق بالشرط لا يلزم منه أتموا وقوع المشروط . فهنا إن شرط والمشروط أشركت وجواب الشرط (( ليبحطن عملك )) نعم إن أشرك حبط عمله لكن هل معناه يشرك ؟ لا تقول لإنسان: إن قتلت زيدا قتلناك ، فهل يلزم أن يقتل زيدا ؟ لا يلزم بل قد يكون ممتنعا كما كان الشرك في حق الرسول ممتنعا وهذا الجواب ما فيه إشكال ولا فيه أي تعقيد (( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد )) الشاهد قوله : (( بل الله فاعبد )) حيث خص العبادة بمن؟ بالله ووجه الاختصاص تقديم المفعول (( بل الله فاعبد )) ولهذا قال المعربون في الفاء في قوله : (( فاعبد )) إنها زائدة لتحسين اللفظ وأن أصل التركيب : بل الله اعبد لكن من أجل تحسين اللفظ زيدت الفاء كما زيدت في قولهم : فقط بمعنى : قط فزادوا الفاء لتحسين اللفظ ، أعط فلانا مئة درهم فقط كقولك : أعط فلانا مئة درهم قط . يعني فحسب لا تزد لكن زيدت الفاء لتحسين اللفظ ، وعلى هذا فالآية فيها دليل على أن الله وحده جل وعلا هو المختص بالعبادة وأنه لا يعبد أحد سواه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل (( وكن من الشاكرين )) الشاكرين إيش ؟ الشاكرين الله على نعمه ومن أكبر النعم أن يوفقك الله عز وجل لعبادته وحده . وقال عكرمة : " (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) (( ولئن سألتهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض ليقولن الله )) فذاك إيمانهم وهم يعبدون غيره ". يعني أن عكرمة رحمه الله فسر هذه الآيه تفسيرا واضحا جدا : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) الإيمان الذي آمنوه هو الإيمان بالربوبية وما هو الشرك الذي أشركوا به هو الإشراك في الألوهية واستدل عكرمة لكونهم مؤمنين بالربوبية بقوله : (( ولئن سألتهم من خلقهم )) الجواب؟ (( ليقولن الله )) (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) والمؤلف ما ساق الآيه على أنها آية بل هي من قول عكرمة ، يعني : أن هؤلاء يقرون بالربوبيه وأن خالق السموات والأرض وخالقهم هو الله لكن هم يعبدون غيره وهذا شركهم . فالآية إذا واضحة جدا وما يؤمن أكثرهم بالله أي بربوبيته إلا وهم مشركون أي في ألوهيته نعم ، كذلك أيضا غيرهم يوجد من يؤمن بالله وهو مشرك، من كان همه المال فهو مؤمن بالله مشرك، مشرك نعم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ) فسماه الرسول عبدا فالذي يؤثر المال على الأعمال الصالحة وإن عملها يعتبر مشركا عابدا لها ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا نقول في حقه : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) إنسان تقلد وترا علق تميمة محرمة نقول له : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) ثم قال البخاري : وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم ، لقوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وذكر هنا خلق الأفعال لأن من أهل القبلة من أشرك في خلق الأفعال من ؟ القدرية، أشركوا في خلق الأفعال فقالوا : إن الانسان خالق لعمله وخالق كسبه . فأخرجوا قسما من الحوادث عن خلق الله عز وجل ، كل أفعال الناس والمواشي وغيرها كلها خارجة عن خلق الله ، ولهذا سماهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجوس هذه الأمة لمشابهتهم بالمجوس المشركين ، لأن المجوس المشركين يقولون : إن الحوادث لها خالقان : الظلمة والنور ، فالشر خالقه الظلمة والخير خالقه النور ، هؤلاء القدرية يقولون : الحوادث التي تكون في الكون منها ما يخلقه الله وهو فعله ومنها ما يخلقه غير الله وهو فعل العباد. ولهذا ذكر المؤلف هذه المسألة - خلق أفعال العباد - في باب لا تجعلوا لله أندادا ، ردا على المعتزلة الذين قالوا إن الإنسان خالق عمله وكسبه فيكونون بذلك إيش ؟ مشركين جاعلين لله أندادا خلق أفعال العباد لو قال قائل : ما هو الدليل على أن الله خالق أفعال العباد ؟ قلنا : استمع إلى البخاري استدل بقوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) خلق كل شيء وهل أفعال العباد من الشيء أو لا ؟ إذا تدخل في العموم أو لا تدخل ؟ نعم تدخل في العموم . وقوله : (( فقدره تقديرا )) هل المعنى أو هل المراد بالتقدير التقدير الأول وهو القضاء أو المراد به شيء أو المراد به التسوية ؟ نعم ، خلق كل شيء فقدره أي سواه وجعله على قدر معلوم كقوله الذي خلق فسوى أم المراد التقدير الأول الذي قدره الله في الأزل ؟ نعم طيب ، إذا قلنا بالثاني : إنه التقدير الأول الذي قدره الله في الأزل صار أشكل علينا الترتيب لأننا على هذا التقدير تكون التسوية قبل الخلق وقوعا وهي الآن بعد الخلق ذكرا فما هو الجواب ؟ ما أدري الظاهر أنكم ما فهمتم زين إذا قلنا : (( فقدره تقديرا )) يعني : قدره في الأزل قبل الخلق لأن الله كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة فإذا قلنا قدره تقديرا أي في الأزل فأيهما السابق الخلق أو التقدير ؟ التقدير ، طيب هنا قال خلق كل شيء فقدره والفاء للترتيب فكيف يكون هذا ؟ قالوا : إن هذا من باب الترتيب الذكري يعني : أخّر التقدير ذكرا وإن كان سابقا واقعا ، بحسب الوقوع التقدير قبل الخلق وبحسب الذكر التقدير بعد الخلق وهذا يسمى الترتيب الذكري لا الواقعي والترتيب الذكري موجود في اللغه العربيةو وموجود في القرآن ، يقول الشاعر : إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ومعلوم أن سيادة الجد سابقة على سيادة الأب وسيادة الأب سابقة على سيادة الابن لكن هذا من باب الترتيب الذكري وقال تعالى : (( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكه اسجدوا لآدم فسجدوا )) ومعلوم أن تصويرنا وخلقنا بعد سجود الملائكه لآدم فهذه الآية أيضا فيها ترتيب ذكري إن لم تقل : إن المراد بقوله خلقناكم ، أي خلقنا أباكم ثم صورنا أباكم فإن قيل : هذا هو معناها فالترتيب على ما هو طيب، القول الثاني : إن التقدير هنا بمعنى التسوية ، (( وخلق كل شيء فقدره )) أي : جعله على قدر معلوم وسواه لقوله تعالى : (( الذي خلق فسوى )) وعلى هذا الوجه يكون الترتيب واقعيا ولا إشكال فيه . الشاهد أن الله خلق أفعال العباد لأن الله خلق كل شيء .