ذكر الشيخ مسألة التكفير بالجهل . ثم ذكر نصوص على العذر بالجهل وقيام الحجة . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين ، يبدو لي أنها ما زالت مشكله التكفير بالجهل ما زالت مشكله عليكم ولكني أتعجب كيف تشكل عليكم هذه المسألة ما الذي جعلها تشكل من بين سائر أركان الإسلام وشروط وواجبات الإسلام إذا كان الرجل يعذر بالجهل في ترك الصلاة وهي ركن من أركان الإسلام مثل أن يكون ناشئا في بادية بعيدة عن المدن وعن العلم ولا يدري أنها واجبة فإنه يعذر بذلك ولا تجب عليه ولا يلزم منه قضاؤها، وإذا كان الجهل بالشرك لا يعذر به الإنسان فلماذا أرسلت الرسل تدعوا قومها إلى توحيد الله ؟ لأنهم إذا كانوا لا يعذرون بالجهل معناه أنهم عالمون به ، فلماذا ترسل الرسل ؟ كل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه أنه لا اله إلا أنا فاعبدون )) فإذا كان الإنسان ينتسب للإسلام ويفعل شيئا كفرا شركا لكن لا يعلم أنه شرك ولم ينبه لذلك فكيف نقول بكفره ؟ هل نحن أعلم بهذا الحكم من الله ؟ وهل نحول بين العبادة وبين رحمه الله ونقول في هذه المسألة سبق غضبه رحمته هذه مسألة يا إخواني ما هي عقلية ، الكفر والتفسير والتبديل حكم شرعي يتلقى من الشرع، فإذا كان الله يقول : (( ومن يشاقق الله من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى )) ويقول عز وجل: (( وما كان الله ليضل قوما بعد اذا هداهم حتى يبين لهم ما يتقون )) ويقول : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) رسولا لإيش ؟ يبين ويدعو للتوحيد فإذا ارتفع العذاب هذا هو العذر والآيات في هذا كثيرة والرسول عليه الصلاه والسلام يقول : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار ) لا يسمع بي ، إذن إذا لم يسمع لم يكن من أصحاب النار، والشواهد على هذا كثيرة، نعم بعض العلماء قال بذلك لكنه قول ضعيف ، الأئمة على خلاف على خلاف القول بأن الإنسان يكفر لا يعذر بالجهل في الكفر فكلام لشيخ الاسلام رحمه الله مملوء بذلك أنه لا يكفر وكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضا أنه لا يكفر الجاهل ، وأنا الآن أتلو عليكم نصوصا من كلام نقلتها أمكنني أن أنقلها أما كلام شيخ الإسلام كثير ما يمكن أن نقله لكن الفتاوي ارجعوا لها مملوءة بذلك، فالحكم عند الله واحد إذا ترك الصلاة جهلا فهو معذور، وإذا سجد للصنم جهلا كيف لا يعذر ؟ أي فرق وأما دعوة من ادعى أن الله أخذ العهد والميثاق علينا ونحن أمثال الذر بناء على صحة الحديث بذلك فنحن لا نعرف هذا المثال، وكيف نكلف بما لا نعرفه ولو كان هذا حجة ما احتيج إلى أن ترسل الرسل لدعوة الناس الى عبادة الله لأنها قد قامت الحجة من قبل فأنا يعني أتعجب من كونكم لم تستوعبوا هذه المسألة، وهي مسألة لا فرق بينها وبين غيرها، ومن قال أن تارك الأصول يكفر وتارك الفروع لا يكفر تحداهم شيخ الاسلام وقال بينوا لنا ما هي الأصول والفروع ؟ ومن الذي قسم الدين الى أصول وفروع ؟ إلا أهل الكلام، فهم يجعلون مثلا المسائل العظيمة فروعا لأنها عملية كالصلاة مثلا مع أنها أصلا من أصل الإسلام، ويجعلون من بعض المسائل الخبرية التي اختلف بها أهل السنة يجعلونها من الأصول وهي محل خلاف ، فالمهم إن هذه المسائل يجب أننا نتحرى فيها خصوصا مسألة التكفير لا نكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به أما ما نقلته عن شيخ الاسلام عبد الوهاب فها أنا أتلوه عليكم أولا يقول رحمه الله في كتاب وجهه إلى من يصل إليه من المسلمين يعني نصيحة عامة : قال: " أخبركم إني ولله الحمد عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنه والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين " ثم مضى يقول : وأما التكفير نعم، مجلد واحد صفحة 53 " وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعاد من فعله " وفي صفحة 56 في كتاب كتبه الى عالم من العراق مثل هذا الكلام سواء. وفي صفحة 65 في جواب السؤال " ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان أيضا نكفره بعد التعريف إذا عرف " ثم مضى يقول صفحة 66 " وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجره إلينا على من قدر على إظهار دينه وإنا نكفر من لم يكفر ولمن لم يقاتل ومثل هذا وأضعاف أضعافه فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي قبل أحمد الدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إليه " صحيح هذا ولا لا ؟ الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد لأجل جهلهم ، لا نكفرهم لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من يشرك بالله إذا لم يهاجر إليه ". شيخ الإسلام أيضا له كلام أبين من هذا وأكثر وأعظم ، في أنه لا بد من قيام الحجة والله عز وجل رحمته سبقت غضبه ، كيف يؤاخذ من لم يعرف ، رجل يظن أن عبادة هذا الولي أنها قربة وهو مسلم يقول أنا أدين بدين الإسلام، دعونا من الإنسان الذي لم يدخل في دين الاسلام ويدين بدين آخر هذا شيء آخر هذه حكمه حكم أهل الفترة ، لكن رجل يدين بالإسلام ويصلي ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويصوم ويحج لكن يعبد الصنم لكن لم يأته أحد ويقول له أن هذا شرك ، هذا جهل ما يدري ، أما الإنسان الذي لم يدخل في الاسلام ويعرف أن الاسلام شيء وهو على دين آخر هذا لا شك أنه كافر ، أو إنسان لم يدخل في الإسلام على دين قومه وهو لا يعرف عن الإسلام شيء ولا ينتمي للإسلام ، في مجاهيل بالدنيا ما ندري عنهم، هذا حكمه على القول الراجح حكم أهل الفترة وأنه يحاسب يوم القيامه يكلف يوم القيامه بما شاء الله ثم ينظر سبيله ، هذا ما أحببت أن أبينه في هذه المسألة وأن المدار كله على قيام الحجة ، (( لئلا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل )) ، وأي فائدة إذا كان الرسل قد بينوا الحق وأنا لم أعلم به ؟ أنا ومن لم يأته الرسول على حد سواء " وبناء عليه يتبين جواب السؤال الذي ذكره الأخ .