قراءة من شرح ابن حجر وكلامه حول الروايات التي خالف فيها شريك غيره من الرواة المشهورين مع تعليق الشيخ عليه . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " ومجموع ما خالفت به رواية شريك غيره من المشهورين عشرة أشياء بل تزيد على ذلك، الأول : أمكنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السموات وقد أفصح بأنه لم يضبط منازلهم وقد وافقه الزهري في بعض ما ذكر كما سبق في أول كتاب الصلاة، الثاني :كون " .
الشيخ : وش اللي أخطأ فيه ؟ مكان من ؟ إبراهيم وموسى فإنه زعم أن موسى في السابعة وابراهيم في السادسة والأمر بالعكس إدريس؟ نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : أيوا في الرابعة لكن فيها شك هذه ، نعم .
القارئ : " الثاني : كون المعراج قبل البعثة وقد سبق الجواب عن ذلك وأجاب بعض من قوله قبل أن يوحى بأن القبلية هنا بأمر مخصوص وليست مطلقة واحتمل أن يكون المعنى قبل أن يوحي إليه في شأن الإسراء والمعراج مثلا، أي أن ذلك وقع بغته قبل أن ينذر به ويؤيده قوله في حديث الزهري : ( فُرِجَ سقف بيتي ) ".
الشيخ : إذاً هذه تصلح ، ما دام فيه احتمال قبل أن يوحي إليه بشأن المعراج وليس المراد قبل أن يوحى إليه بالرسالة، فإذا وجدت احتمال بطل الاعتراض ، نعم .
القارئ : " الثالث : كونه مناما وقد سبق الجواب عنه أيضا لما فيه غنية "، نقرأ الجواب؟
الشيخ : نعم ، بعضهم قال أن الرسول رؤي المعراج أولا مناماً ثم عُرِجَ به حقيقة ، كذا قال؟
القارئ : " قوله : وهو نائم قال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين النائمة وقلبه يقظان " .
الشيخ : نعم .
القارئ : في قبل هذا .
الشيخ : نعم ؟
القارئ : قد سبق ، هو تكلم على فاستيقظ .
الشيخ : واستيقظ بمكة، طيب ماذا قال ؟
القارئ : " يقول جاز يجوز أن يكون نام بعد أن هبط من السماء فاستيقظ وهو بنفس الحرم، وجاز أن يؤول استيقظ أي أفاق مما كان فيه فإنه كان إذا أوحي إليه يستغرق فيه فإذا انتهى رجع إلى حالته الأولى فكنّى عنه بالاستيقاظ " .
الشيخ : إذا سقط الاعتراض ، لأن فيه احتمال لا الثاني ضعيف الأقرب أنه بعد أن نزل نام، نام وهو على البراق ثم استيقظ بمكة أو معنى استيقظ بمكة أنه جاء وقت استيقاظه وهو عند طلوع الفجر في مكة ، أو يقال اللفظ غير محفوظ وننتهي نعم .
القارئ : " الرابع: مخالفته في محل سدرة المنتهى، وأنها فوق السماء السابعة بما لا يعلمه الا الله ، والمشهور أنها في السابعة أو السادسة كما تقدم ".
الشيخ : والصحيح أنها في السابعة لأن اسمها يدل على ذلك سدرة المنتهى ولا انتهاء قبل السماء السادسة .
القارئ : " الخامس مخالفته في النهرين وهما النيل والفرات وأن عنصرهما في السماء الدنيا والمشهور في غير روايته أنهما في السماء السابعة وأنهما من تحت سدرة المنتهى " .
الشيخ : صحيح ، وما أجاب عن هذا ؟
القارئ : ما أجاب .
الشيخ : هذا يمكن أن يجاب عنه أنهما يمران في السماء الدنيا ، لكن نظرا لكثرة ما يعترض على هذا الحديث على سياق شريك لا ينبغي أن نؤول هذا التأويل البعيد أو المستكره في نظر المحدثين ، بل نقول هذا من جملة الأوهام التي عجت عليه في هذا السياق وإلا فإنه من الممكن أن يقال إن أصلهما في سدرة المنتهى ويمران بالسماء الدنيا من أجل نزولهما إلى الأرض وحينئذ لا يكون في وحي لكني أقول إن هذا يضعفه كثرة الأوهام في سياقه ونقول هذا من جملة الأوهام، نعم .
السائل : ... .
الشيخ : المعنى الصحيح أنهما من سدرة المنتهى ، منبعهما من سدرة المنتهى .
السائل : ... .
الشيخ : ... يبقى النظر هل سيكون النيل والفرات هل إنهما من أصل الجنة أو أن معنى قوله النيل والفرات أي نهران يشبهانهما فالعلماء مختلفون أيضا هل المراد ما في الأرض فيكون الله على كل شيء قدير، أنزلهما من الجنة كما روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة أنزلهما من سدرة المنتهى كما روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة، أو يقال ان الرسول شبههما ، فالنيل والمرات كما يسميه البلاغيون التشبيه البليغ .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا أدري ، لا أدري هل ثبت أم لا
القارئ : " السادس شق الصدر عند الإسراء وقد وافقته روايه غيره كما بينت ذلك في شرحي رواية قتادة عن عن أنس عن مالك ابن صعصعة وقد أشرت إليه أيضا هنا " .
الشيخ : نعم ، إذا ... .
القارئ : " السابع ذكر نهر الكوثر في السماء الدنيا والمشهور في الحديث أنه في الجنه كما تقدم التنبيه عليه ".
الشيخ : صحيح ، هذا المأخوذ به كما قلنا في .
الطالب : النيل والفرات .
الشيخ : النيل والفرات إنه لعله أصله في الجنة وينزل الى الأرض مارا بالسماء الدنيا لأنه يكون يصب في الحوض، لكن لا شك أن الصواب أنه في الجنة .
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : الفرات والنيل نهران ينبعان من الجنة في بعض ألفاظ الحديث .
الشيخ : إذا ثبت ، ثبته لنا. نعم .
القارئ : " الثامن نسبة الدنو والتدلي إلى الله عز وجل والمشهور في الحديث أنه جبريل كما تقدم التنبيه عليه " .
الشيخ : نعم هذا صحيح الذي دنى فتدلى هو جبريل عليه الصلاة والسلام نعم .
القارئ : " التاسع : تصريحه بأن امتناعه صلى الله عليه وسلم من الرجوع إلى سؤال ربه التخفيف كان عند الخامسة ، ومقتضى رواية ثابت عن أنس أنه كان بعد التاسع. العاشر : قوله : " فعلا به الجبار فقال وهو مكانه " وقد تقدم ما فيه "
الشيخ : علشان مكانه ما الذي فيه ؟ ماذا قال ؟
القارئ : " قوله ثم علا به فوق ذلك ، قوله ثم دنا الجبار فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى " .
الشيخ : نعم .
القارئ : " ثم علا به قبل ذلك، لا قبل هذه فيه شيء غيرها " .
الشيخ : إن شئت فعلا به إلى الجبار فقال وهو مكانه .
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ها ؟
السائل : ... .
القارئ : " قوله ( ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ) في رواية ميمون المذكورة ( فدنا ربك عز وجل فكان قاب قوسين أو أدنى ) قال الخطابي ليس في هذا الكتاب - يعني صحيح البخاري - حديث أشنع ظاهرا ولا أشنع مذاقا من هذا الفصل فإنه يقتضي تحديد المسافة بين أحد المذكورين وبين الآخر وتمييز مكان كل واحد منهما ، هذا إلى ما في التدلي من التشبيه والتمثيل له بالشيء الذي تعلق من فوق إلى أسفل ، قال : فمن لم يبلغه من هذا الحديث إلا هذا القدر مقطوعا عن غيره ولم يعتبره بأول القصة وآخرها اشتبه عليه وجهه ومعناه وكان قصاراه ما رد الحديث من أصله ، وأما الوقوع في التشبيه وهما خطتان مرغوب عنهما ، وأما من اعتبر أول الحديث بآخره فإنه يزول عنه الإشكال فإنه مصرح فيهما بأنه كان رؤيا لقوله في أوله ( وهو نائم ) وفي آخره ( استيقظ ) وبعض الرؤيا مثل يضرب ليتأول على الوجه الذي يجب أن يصرف إليه معنى التعبير في مثله ، وبعض الرؤيا لا يحتاج إلى ذلك بل يأتي كالمشاهدة . قلت : وهو كما قال ، ولا التفات إلى من تعقب كلامه بقوله في الحديث الصحيح : ( إن رؤيا الأنبياء وحي ) فلا يحتاج إلى تعبير ، لأنه كلام من لم يمعن النظر في هذا المحل ، فقد تقدم في - كتاب التعبير - أن بعض مرأى الأنبياء يقبل التعبير ، وتقدم من أمثلة ذلك قول الصحابة له عليه الصلاة والسلام في رؤية القميص فما أولته يا رسول الله ؟ قال : الدين ، وفي رؤية اللبن ؟ قال : العلم ، إلى غير ذلك لكن جزم الخطابي بأنه كان في المنام متعقب بما تقدم تقريره قبل ، ثم قال الخطابي مشيرا إلى رفع الحديث من أصله بأن القصة بطولها إنما هي حكاية يحكيها أنس من تلقاء نفسه لم يعزها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا نقلها عنه ولا أضافها إلى قوله ، فحاصل الأمر في النقل أنها من جهة الراوي إما من أنس وإما من شريك فإنه كثير التفرد بمناكير الألفاظ التي لا يتابعه عليها سائر الرواة انتهى . وما نفاه من أن أنسا لم يسند هذه القصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تأثير له ، فأدنى أمره فيها أن يكون مرسل صحابي فإما أن يكون تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي تلقاها عنه ، ومثل ما اشتملت عليه لا يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع ، ولو كان لما ذكره تأثير لم يحمل حديث أحد روى مثل ذلك على الرفع أصلا وهو خلاف عمل المحدثين قاطبة ، فالتعليل بذلك مردود ، ثم قال الخطابي : إن الذي وقع في هذه الرواية من نسبة التدلي للجبار عز وجل مخالف لعامة السلف والعلماء وأهل التفسير من تقدم منهم ومن تأخر ، قال : والذي قيل فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه دنا جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى أي تقرب منه ، وقيل هو على التقديم والتأخير : أي تدلى فلانا ، لأن التدلي بسبب الدنو ، الثاني تدلى له جبريل بعد الانتصاب والارتفاع حتى رآه متدليا كما رآه مرتفعا ، وذلك من آيات الله حيث أقدره على أن يتدلى في الهواء من غير اعتماد على شيء ولا تمسك بشيء ، الثالث : دنا جبريل فتدلى محمد صلى الله عليه وسلم ساجدا لربه تعالى شكرا على ما أعطاه ، قال وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير طريق شريك فلم يذكر فيه هذه الألفاظ الشنيعة ، وذلك مما يقوي الظن أنها صادرة من جهة شريك انتهى . وقد أخرج الأموي في مغازيه ومن طريقه البيهقي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( ولقد رآه نزلة أخرى )) قال دنا منه ربه ، وهذا سند حسن وهو شاهد قوي لرواية شريك ، ثم قال الخطابي : وفي هذا الحديث لفظة أخرى تفرد بها شريك أيضا لم يذكرها غيره وهي قوله : ( فعلا به - يعني جبريل - إلى الجبار تعالى فقال وهو مكانه : يا رب خفف عنا ) قال والمكان لا يضاف إلى الله تعالى إنما هو مكان النبي صلى الله عليه وسلم في مقامه الأول الذي قام فيه قبل هبوطه انتهى . وهذا الأخير متعين وليس في السياق تصريح بإضافة المكان إلى الله تعالى ، وأما ما جزم به من مخالفة السلف والخلف لرواية شريك عن أنس في التدلي ففيه نظر ، فقد ذكرت من وافقه ، وقد نقل القرطبي عن ابن عباس أنه قال ( دنا الله سبحانه وتعالى ) قال والمعنى دنا أمره وحكمه ، وأصل التدلي النزول إلى الشيء حتى يقرب منه " .
الشيخ : دنا أمره وحكمه هذا غير صحيح لأنه لو صح بأن المراد في قوله دنا فتدلى هو الرب عز وجل لم يصح أن نقول دنا أمره وحكمه لأن هذا تحريف للكلم عن مواضعه ، لكن نقول في الأصل بأن الصواب إن الداني والمتدلي هو جبريل ، نعم .
السائل : ... نفرق بين الدنو والتدلي في سورة النجم وفي حديث الإسراء .
الشيخ : ما هو ظاهر، حديث المعراج هو ما في سورة النجم ، ما في سورة النجم إشارة الى المعراج .
القارئ : " وأصل التدلي النزول إلى الشيء حتى يقرب منه قال : وقيل تدلى الرفرف لمحمد صلى الله عليه وسلم حتى جلس عليه " .
الشيخ : تدلى ؟
القارئ : الرفرف .
الشيخ : إيش ؟
القارئ : تدلى الرفرف حتى جلس عليه .
الشيخ : الرفرف نعم .
القارئ : " ثم دنا محمد من ربه انتهى . وقد تقدم في تفسير سورة النجم ما ورد من الأحاديث في أن المراد بقوله ( رآه ) أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح ، ومضى بسط القول في ذلك هناك ، ونقل البيهقي نحو ذلك عن أبي هريرة قال : فاتفقت روايات هؤلاء على ذلك ، ويعكر عليه قوله بعد ذلك (( فأوحى إلى عبده ما أوحى )) ثم نقل عن الحسن أن الضمير في عبده لجبريل ، والتقدير : فأوحى الله إلى جبريل ، وعن الفراء التقدير : فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى ، وقد أزال العلماء إشكاله فقال القاضي عياض في الشفاء : إضافة الدنو والقرب إلى الله تعالى أو من الله ليس دنو مكان ولا قرب زمان وإنما هو بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إبانة لعظيم منزلته وشريف رتبته ، وبالنسبة إلى الله عز وجل تأنيس لنبيه وإكرام له ، ويتأول فيه ما قالوه في حديث : ( ينزل ربنا إلى السماء )، وكذا في حديث : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ) ، وقال غيره الدنو مجاز عن القرب المعنوي " .
الشيخ : هذا أيضا خطأ فإن المراد من نزول الله عز وجل هو نزوله حقيقة إلى السماء الدنيا وكذلك تقربه إلى عبده حقيقة ، نعم .
القارئ : " وقال غيره : الدنو مجاز عن القرب المعنوي لإظهار عظيم منزلته عند ربه تعالى ، والتدلي طلب زيادة القرب ، وقاب قوسين بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن لطف المحل وإيضاح المعرفة وبالنسبة إلى الله إجابة سؤاله ورفع درجته " .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله.
القارئ : " وقال عبد الحق في * الجمع بين الصحيحين * زاد فيه - يعني شريكا - زيادة مجهولة وأتى فيه بألفاظ غير معروفة ، وقد روى الإسراء جماعة من الحفاظ فلم يأت أحد منهم بما أتى به شريك ، وشريك ليس بالحافظ وسبق إلى ذلك أبو محمد بن حزم فيما حكاه الحافظ أبو الفضل بن طاهر في جزء جمعه سماه - الانتصار لأيام الأمصار - فنقل فيه عن الحميدي عن ابن حزم قال : لم تجد للبخاري ومسلم في كتابيهما شيئا لا يحتمل مخرجا إلا حديثين ثم غلبه في تخريج الوهم مع إتقانهما وصحة معرفتهما فذكر هذا الحديث ، وقال : فيه ألفاظ معجمة والآفة من شريك من ذلك قوله قبل أن يوحى إليه وأنه حينئذ فرض عليه الصلاة قال : وهذا لا خلاف بين أحد من أهل العلم إنما كان قبل الهجرة بسنة وبعد أن أوحي إليه بنحو اثنتي عشرة سنة ، ثم قوله : إن الجبار دنا فتدلى حتى كان منه قاب قوسين ".
الشيخ : كان قبل الهجرة بسنة هذا ماهو صحيح المؤرخون بعضهم قال قبل الهجرة بخمس سنوات وبعضهم قال بثلاث وبعضهم قال بسنة ، نعم .
القارئ : " ثم قوله : ( إن الجبار دنا فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ) وعائشة رضي الله عنها تقول : إن الذي دنا فتدلى جبريل انتهى . وقد تقدم الجواب عن ذلك ، وقال أبو الفضل بن طاهر : تعليل الحديث بتفرد شريك ، ودعوى ابن حزم أن الآفة منه شيء لم يسبق إليه فإن شريكا قبله أئمة الجرح والتعديل ووثقوه ورووا عنه وأدخلوا حديثه في تصانيفهم واحتجوا به ، وروى عبد الله بن أحمد الدورقي وعثمان الدارمي وعباس الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: لا بأس به ، وقال ابن عدي مشهور من أهل المدينة حدث عنه مالك وغيره من الثقات ، وحديثه إذا روى عنه ثقة لا بأس به إلا أن يروي عنه ضعيف ، قال ابن طاهر : وحديثه هذا رواه عنه ثقة وهو سليمان بن بلال ، قال وعلى تقدير تسليم تفرده قبل أن يوحى إليه لا يقتضي طرح حديثه فوهم الثقة في موضع من الحديث لا يسقط جميع الحديث ولا سيما إذا كان الوهم لا يستلزم ارتكاب محذور ولو ترك حديث من وهم في تاريخ لترك حديث جماعة من أئمة المسلمين ، ولعله أراد أن يقول بعد أن أوحي إليه فقال قبل أن يوحى إليه انتهى . وقد سبق إلى التنبيه على ما في رواية شريك من المخالفة مسلم في صحيحه فإنه قال بعد أن ساق سنده وبعض المتن ، ثم قال : فقدم وأخر وزاد ونقص وسبق ابن حزم أيضا إلى الكلام في شريك أبو سليمان الخطابي كما قدمته ، وقال فيه النسائي وأبو محمد بن الجارود : ليس بالقوي ، وكان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ، نعم قال محمد بن سعد وأبو داود : ثقة فهو مختلف فيه فإذا تفرد عد ما ينفرد به شاذا وكذا منكرا على رأي من يقول : المنكر والشاذ شيء واحد ، والأولى التزام ورود المواضع التي خالف فيها غيره ، والجواب عنها إما بدفع تفرده وإما بتأويله على وفاق الجماعة ، ومجموع ما خالفت فيه رواية شريك غيره " .
الشيخ : ذكرنه .
القارئ : ذكرناه نعم ، نقرأ المخالفات ؟
الشيخ : ما قرأت التو ؟
القارئ : قرأنا بعضها .
الشيخ : طيب، العاشر .
القارئ: ذكرت العاشر .
الشيخ : طيب كمل.
القارئ : " يقول: الحادي عشر : رجوعه بعد الخمس ، والمشهور في الأحاديث أن موسى عليه الصلاة والسلام أمره بالرجوع بعد أن انتهى . التخفيف إلى الخمس فامتنع كما سأبينه ، الثاني عشر : زيادة ذكر التور في الطست " .
الشيخ : إيش ؟ ذكر ؟
القارئ : " ذكر التور في الطست، وقد تقدم ما فيه فهذه أكثر من عشرة مواضع في هذا الحديث لم أرها مجموعة في كلام أحد ممن تقدم ، وقد بينت في كل واحد إشكال من استشكله والجواب عنه إن أمكن وبالله التوفيق ، وقد جزم ابن القيم في الهدي بأن في رواية شريك عشرة أوهام لكن عد مخالفته لمحال الأنبياء أربعة منها وأنا جعلتها واحدة فعلى طريقته تزيد العدة ثلاثة وبالله التوفيق " ، هذا ما وجدته في الهدي .
الشيخ : عجيب .
القارئ : لكن في الهدي ذكرنا ثمانية ولا سردها .
الشيخ : يمكن بعضهم متداخل ، نعم .
السائل : ... .
الشيخ : كم كانت ؟ لو قلنا عشرة .
القارئ : ذكر ثمانية .
الشيخ : يقول عبد الرحمن ثمانية .
القارئ : هو صرّح بأنها ثمانيه باللفظ .
الشيخ : من ؟
القارئ : ابن القيم .
الشيخ : إيه ثمانية ، لعل ابن حجر يكون فيه مخالفه تتضمن شيئين فيعدها شيئا على كل حال معروف عند العلماء أنه اذا اختلف الثقات في شيء فيؤخذ بالأوثق ويكون ما خالفه إن كان من ثقة شاذاً وإن كان من ضعيف صار منكرا وهذا المشهور .