باب : قول الله تعالى : (( كل يوم هو في شأن )) . (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) . وقوله تعالى (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا )) . وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) . حفظ
القارئ : باب قول الله تعالى : (( كل يوم هو في شأن )) وقوله تعالى : (( وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) وقوله تعالى : (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) وقوله تعالى : .
الشيخ : وقوله : (( ما يأتيهم )) ؟
القارئ : (( ما يأتيهم )) وقوله تعالى : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) وقوله تعالى : (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) وقال ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) .
الشيخ : البخاري رحمه الله ساق هذا الباب وهو مهم بالنسبة لأفعال الله عز وجل، لإثبات أن لله تعالى صفات ذي أفعال يفعلها متى شاء، ويصح أن يطلق عليها حادثة لكنها ليست كحدوث المخلوقين التي قد يعتيرها العجز وقد يعتريها الخفاء وما أشبه ذلك من نواقص حوادث المخلوقين ، يقول الله عز وجل يسأله من في السموات والأرض ، يسألون من ؟ يسألوا الله عز وجل ، كل من في السماوات والأرض يسألون الله مفتقرين إليه، كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى ، كل يوم هو في شأن يغني فقيرا ويفقر غنيا ويوجد معدوما ويعدم موجودا ويمرض صحيحا ويشفي مريضا وهكذا ، كل يوم هو في شأن وهذا الشأن ليس شأنا واحدا بل شؤون عظيمة لا يحصيها إلا الله عز وجل ، لأن كل شيء لا يقوم إلا بأمره وهو قائم على كل نفس بما كسبت ، لو أردت أن تحصي أجناس المخلوقات ما استطعت فكيف بأنواعها
فكيف بأفرادها ، الذرة في جحرها يدبرها هو عز وجل ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، كل يوم هو في شأن عظيم من شؤونه عز وجل يفعل ما يشاء ، وكونه كل يوم هو في شأن يدل على أن الحوادث تكون بأمره عز وجل، وأنه يحدث من خلقه ما شاء، ويحدث من شرعه ما شاء وقت نزول الوحي ، أما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يمكن أن يحدث شيء في الشرع ولا يتغير وقال تعالى : (( وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون )) محدث فأثبت عز وجل أن الذكر الذي يأتي من الله يكون محدث وقال تعالى : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) هذا في المطلقة إذا طلقت طلاقا رجعيا فإنه يجب أن تبقى في بيتها لماذا ؟ لأنه ربما تصلح الأحوال وينقلب بغض الزوج لها محبة وسخطه عليها رضى فيراجعها وهي في البيت لا يعلمه أحد ولهذا قال : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) يعني مراجعه ، وإذا حدث ذلك لم يطلع على ما حصل أحد ، وإن كان يجب أن يكون الطلاق بشروط ويكون الرجوع بشروط أو يستحب على خلاف في ذلك لكن هذا لا يمنع من أن تبقى الزوجة في البيت ، الشاهد قوله : (( يحدث بعد ذلك أمرا )) وهو رجوع الزوج إلى زوجته ، قال : " وأن حدثهم لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السيمع البصير )) " نعم لا يشبه حدث المخلوقين لا من جهة العلم ولا القدرة ولا الإحداث أيضا ، حدثه للشيء بكلمة كن فيكون ، حدث المخلوقين بعمل ومعاناة وقد يحصل وقد لا يحصل، أما الرب عز وجل فإن إحداثه لا يشبه إحداث المخلوقين واستدل البخاري بأنه لا يشبه حدث المخلوقين بقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) وهذا إحداث شرع والأول (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) إحداث قدري لأن مراجعة الزوج لزوجته ليس وحيا ينزل أو حكما يتجدد ولكنه حكم قدري يلقيه الله عز وجل في قلب الزوج فيراجع الزوجة ، إذا فالله تعالى يحدث من أمره الكوني ومن أمره الشرعي ما شاء لكن الأمر الشرعي بالقطع الإحداث بالأمر الشرعي انقطع بماذا ؟ بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يمكن أن يتجدد ولا يمكن أن يتغير
طيب هل خالف أحد في هذا ؟ نعم خالف في هذا عامة المتكلمين من معتزلة وأشعرية وغيرها وقالوا لا يمكن أن تقوم الحوادث بالله أبدا، لأن قيام الحوادث به يستلزم أن يكون حادثا بناءا على أن الحادث لا يقوم إلا بحادث ، فيقال لهم من قال لكم هذا ؟ من قال إن الحادث لا يقوم الا بالحادث ومن أين أتيتم من هذه القاعدة أمن الكتاب ؟ أو من السنة ؟ أو من العقل ؟ كل ذلك لم يكن فنحن نشاهد الآن بأنفسنا أنه تحصل حوادث لنا في هذا اليوم غير ما حصل في اليوم الذي قبله وهل يلزم إذا قامت الحوادث أن تكون موجودة بوجودنا ؟ لا ، لا يلزم فالحوادث تتجدد من الحادث ومن غير الحادث بل إن قيام الحدواث به دليل على إيش ؟ على كمال وأنه يفعل ما يشاء متى شاء ولو قلنا إنه لا يستطيع أن يفعل لكان في هذا نقص وصف لله تعالى بالنقص والله تعالى فعال لما يريد ، ولو شاء الله ما اقتتلوا انظر (( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) واقتتالهم حادث لا شك وهو من فعل الله أي تقديره أن يفعلوا وهذا نص صريح في قيام الأفعال الحادثة به واستواءه على العرش ونزوله الى السماء الدنيا وتكليمه من يكلمه كل هذا .
الشيخ : وقوله : (( ما يأتيهم )) ؟
القارئ : (( ما يأتيهم )) وقوله تعالى : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) وقوله تعالى : (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) وقال ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) .
الشيخ : البخاري رحمه الله ساق هذا الباب وهو مهم بالنسبة لأفعال الله عز وجل، لإثبات أن لله تعالى صفات ذي أفعال يفعلها متى شاء، ويصح أن يطلق عليها حادثة لكنها ليست كحدوث المخلوقين التي قد يعتيرها العجز وقد يعتريها الخفاء وما أشبه ذلك من نواقص حوادث المخلوقين ، يقول الله عز وجل يسأله من في السموات والأرض ، يسألون من ؟ يسألوا الله عز وجل ، كل من في السماوات والأرض يسألون الله مفتقرين إليه، كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى ، كل يوم هو في شأن يغني فقيرا ويفقر غنيا ويوجد معدوما ويعدم موجودا ويمرض صحيحا ويشفي مريضا وهكذا ، كل يوم هو في شأن وهذا الشأن ليس شأنا واحدا بل شؤون عظيمة لا يحصيها إلا الله عز وجل ، لأن كل شيء لا يقوم إلا بأمره وهو قائم على كل نفس بما كسبت ، لو أردت أن تحصي أجناس المخلوقات ما استطعت فكيف بأنواعها
فكيف بأفرادها ، الذرة في جحرها يدبرها هو عز وجل ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، كل يوم هو في شأن عظيم من شؤونه عز وجل يفعل ما يشاء ، وكونه كل يوم هو في شأن يدل على أن الحوادث تكون بأمره عز وجل، وأنه يحدث من خلقه ما شاء، ويحدث من شرعه ما شاء وقت نزول الوحي ، أما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يمكن أن يحدث شيء في الشرع ولا يتغير وقال تعالى : (( وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون )) محدث فأثبت عز وجل أن الذكر الذي يأتي من الله يكون محدث وقال تعالى : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) هذا في المطلقة إذا طلقت طلاقا رجعيا فإنه يجب أن تبقى في بيتها لماذا ؟ لأنه ربما تصلح الأحوال وينقلب بغض الزوج لها محبة وسخطه عليها رضى فيراجعها وهي في البيت لا يعلمه أحد ولهذا قال : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) يعني مراجعه ، وإذا حدث ذلك لم يطلع على ما حصل أحد ، وإن كان يجب أن يكون الطلاق بشروط ويكون الرجوع بشروط أو يستحب على خلاف في ذلك لكن هذا لا يمنع من أن تبقى الزوجة في البيت ، الشاهد قوله : (( يحدث بعد ذلك أمرا )) وهو رجوع الزوج إلى زوجته ، قال : " وأن حدثهم لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السيمع البصير )) " نعم لا يشبه حدث المخلوقين لا من جهة العلم ولا القدرة ولا الإحداث أيضا ، حدثه للشيء بكلمة كن فيكون ، حدث المخلوقين بعمل ومعاناة وقد يحصل وقد لا يحصل، أما الرب عز وجل فإن إحداثه لا يشبه إحداث المخلوقين واستدل البخاري بأنه لا يشبه حدث المخلوقين بقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) وهذا إحداث شرع والأول (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) إحداث قدري لأن مراجعة الزوج لزوجته ليس وحيا ينزل أو حكما يتجدد ولكنه حكم قدري يلقيه الله عز وجل في قلب الزوج فيراجع الزوجة ، إذا فالله تعالى يحدث من أمره الكوني ومن أمره الشرعي ما شاء لكن الأمر الشرعي بالقطع الإحداث بالأمر الشرعي انقطع بماذا ؟ بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يمكن أن يتجدد ولا يمكن أن يتغير
طيب هل خالف أحد في هذا ؟ نعم خالف في هذا عامة المتكلمين من معتزلة وأشعرية وغيرها وقالوا لا يمكن أن تقوم الحوادث بالله أبدا، لأن قيام الحوادث به يستلزم أن يكون حادثا بناءا على أن الحادث لا يقوم إلا بحادث ، فيقال لهم من قال لكم هذا ؟ من قال إن الحادث لا يقوم الا بالحادث ومن أين أتيتم من هذه القاعدة أمن الكتاب ؟ أو من السنة ؟ أو من العقل ؟ كل ذلك لم يكن فنحن نشاهد الآن بأنفسنا أنه تحصل حوادث لنا في هذا اليوم غير ما حصل في اليوم الذي قبله وهل يلزم إذا قامت الحوادث أن تكون موجودة بوجودنا ؟ لا ، لا يلزم فالحوادث تتجدد من الحادث ومن غير الحادث بل إن قيام الحدواث به دليل على إيش ؟ على كمال وأنه يفعل ما يشاء متى شاء ولو قلنا إنه لا يستطيع أن يفعل لكان في هذا نقص وصف لله تعالى بالنقص والله تعالى فعال لما يريد ، ولو شاء الله ما اقتتلوا انظر (( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) واقتتالهم حادث لا شك وهو من فعل الله أي تقديره أن يفعلوا وهذا نص صريح في قيام الأفعال الحادثة به واستواءه على العرش ونزوله الى السماء الدنيا وتكليمه من يكلمه كل هذا .