هل المقصود بالحسد في أمور الدنيا أم في أمور الدين ؟ حفظ
السائل : هل الحسد في أمور الدنيا أم في أمور الآخرة ؟
الشيخ : كلها ، ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، والحاسد هل يحب لأخيه ما يحب لنفسه ؟ نعم ، لا إذن هذا أيضا مما يؤيد أنه من كبائر الذنوب أنه ينتفي عنه الإيمان، لكن قد يقول قائل : ماذا عن الذي يجده الإنسان في نفسه ؟ يجد الإنسان في نفسه أحيانا إذا رأى شخصاً متفوقاً يعني يكون في قلبه شيء، فالجواب عن هذا : أن يقال أعرض عنه ، أعرض عنه ولا تبغ على أخيك ولا تحاول أن تهضمه حقه لأن بعض الناس لا يتمكن من الحيلولة بين نعمة الله وبين العبد لكن قد يحاول أن يهضم من قدره وينقص من قدره فإذا أثني عليه في مجلس مثلا قال والله رجل طيب ثم أتى بلكن ، نعم لكن فيه كذا وكذا من أجل أن هذا العلو الذي صار في قلوب الناس له ينخفض هذا بغي ولهذا قال جاء في الحديث أنه ما من إنسان إلا ويظن وما من إنسان إلا ويحسد فقال : ( إذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ ) فالإنسان ربما يقع في قلبه شيء من هذا فعليه أن يعرض عنه وعليه أن يتذكر أن الحسد من نعمة الله عز وجل وعليه أن يتذكر أنه لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وعليه أن يتذكر أن فضل الله على هذا لا يقتضي حرمانك أنت من الفضل الذي أراده الله لك إذا كان الله قد أراد لك فضلا فإنه سيأتيك ويذكر أشياء توجب له أن يزول هذا من قلبه وإلا فإن الحسد قد يكون في القلب ولا سيما مع الأسف بين العلماء وطلبة العلم ، هذا أكثر ما يكون من الحسد بين العلماء وطلبه العلم وهذا خطير جدا لأن العلماء وطلبه العلم ينبغي بل يجب أن يكونوا هم إيش ؟ أبعد الناس عن هذا وأن يسألوا الله من فضله ، (( لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض )) إلى أن قال : (( واسألوا الله من فضله )) الحجاج يشير إلى أن الوقت انتهى ويشير بكلتا يديه مفرجتي الأصابع ، نعم ، إيش، البحث ، بارك الله فيك، طويل ؟
على كل حال ، عموم قوله تعالى : (( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون )) أي : ما تطلبون يقتضي أن من طلب شيئا حصّله ولكن هل يعطي الله في قلوبهم أن يطلبوا هذا الشيء المعين؟ هذا الله أعلم نقتصر على ما ورد وما عداه، فإنا نقول لا ندري لأن قوله في الحديث : ( اذا اشتهى الولد ) إلا أنه قد يشتهي وقد لا يشتهي فعلى كل حال إذا اشتهى الإنسان شيئا في الجنة حصله، لكن هل يلقى في قلبه أن يشتهي هذا الشيء أو لا الله أعلم ، نعم .