فوائد من الحديث حفظ
الشيخ : هذه القصة فيها فوائد عظيمة أولا : فيها قوه عمر رضي الله عنه وثانيا : أن انفعال الإنسان في صلاته لشيء سمعه لا يؤثر في الصلاة يعني سمع شيئا يفرح ففرح وهو في الصلاة ، سمع شيئا يحزن فحزن وهو في الصلاة ، سمع شيئا يغضب فغضب وهو في الصلاة ، كل هذا جائز، والدليل قوله : ( فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت ) ،أساوره يعني أمسك به في الصلاة لكن تصبر حتى خلص، وفيه أيضا : أنه لا ينبغي للإنسان أن يتسرع فيما دون الأهم لأن بقاءه في صلاته أهم من مساورته إياه، وفيه أيضا : دليل على جواز تلبيب الإنسان بردائه يعني يأخذ بلبته الرداء معروف الكتفين فيأخذ لبتي وينصرف به، وفيه دليل على جواز الإنكار بالقول وبالفعل لقوله : ( لببته فقلت من أقرأك ) وفيه دليل على مسألة مهمة وهي أن إنكار شيء من القرآن جاهلاً لا يكفر به الإنسان ، لأن عمر أنكر القراءة التي قرأها هشام بل قال كذبت ، وهذه فرع من فروع المسألة السابقة التي بحثنا فيه وهي العذر بالجهل ، فإنه لو جاء أحد وأنكر شيء من القرآن وهو عالم فهذا كفر ، قال العلماء : من أنكر حرفا واحدا من القرآن وهو يعلم فإنه كافر، وعمر أنكر عدة حروف لكنه كان جاهلا لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أجازها وفيه دليل على حسن معاملة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،حيث لم يؤاخذ هشام بمجرد قول عمر حتى استمع ما عنده واستمع أيضا إلى ما عند عمر، وفيه أيضا دليل على إيقان الصحابة وإيمانهم فإن عمر رضي الله عنه لم يلحقه الشك حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لهشام اقرأ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك أنزلت ولا وكذلك لعمر لم يقل كذلك أنزلت على خلاف ما أقرأ هشاما ومع ذلك لم يحصل عنده ريب أو شك، وفيه أيضا من فوائده : أن القران أول ما نزل كان على سبعة أحرف أي كان موسعا فيه حتى أنه يوسع لبعض الناس في لغتهم أن يقرؤونه بلغتهم ، لكن بعد ذلك حصره الصحابة رضي الله عنهم على حرف واحد وهو لغة قريش خوفا من الفتنة لأنها وقعت فعلا ففي عهد عثمان رضي الله عنه كاد الناس يقتتلون حيث كان يقرأ بعضهم على حرف والبعض الآخر على حرف أخر، ثم جيء إلى عثمان وشكي عليه الأمر فأقام اللجنة المعروفة لجمع القران على حرف واحد ، وفي فوائد أخرى لكن بعضها قد مر .