قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : " قوله : باب قول الله تعالى : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) قال البخاري في خلق أفعال العباد بعد أن ذكر هذه الآية والذي بعدها : فقد ذكر الله أن القرآن يحفظ ويسطر ، والقرآن الموعى في القلوب المسطور في المصاحف المتلو بالألسنة كلام الله ليس بمخلوق ، وأما المداد والورق والجلد فإنه مخلوق ، قوله : (( والطور وكتاب مسطور )) قال قتادة : * مكتوب * وصله البخاري في خلق أفعال العباد من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله : (( والطور وكتاب مسطور )) قال : * المسطور : المكتوب * ، (( في رق منشور )) : هو الكتاب ، وصله عبد بن حميد من رواية شيبان بن عبد الرحمن وعبد الرزاق عن معمر كلاهما عن قتادة نحوه ، وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : (( وكتاب مسطور )) قال صحف مكتوبة (( في رق منشور )) قال في صحف . قوله : (( يسطرون )) : يخطون أي يكتبون ، أورده عبد بن حميد من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة في قوله : (( والقلم وما يسطرون )) قال وما يكتبون . قوله : (( في أم الكتاب )) جملة الكتاب وأصله وصله أبو داود في كتاب * الناسخ والمنسوخ * من طريق معمر عن قتادة في قوله : (( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) قال جملة الكتاب وأصله ، وكذا أخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة وعند ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( وعنده أم الكتاب )) يقول جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يكتب وما يبدل . قوله : (( ما يلفظ من قول )) ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه ، وصله ابن أبي حاتم من طريق شعيب بن إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة والحسن في قوله : (( ما يلفظ من قول )) قال ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه ومن طريق زائدة بن قدامة عن الأعمش عن مجمع قال : * الملك مداده ريقه ، وقلمه لسانه *. قوله : وقال ابن عباس : ( يكتب الخير والشر ) وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( ما يلفظ من قول )) قال : ( إنما يكتب الخير والشر ) ، وأخرج أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) قال : ( يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قوله : أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر ما كان من خير أو شر وألقي سائره ، فذلك قوله تعالى : (( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) ) وأخرج الطبري هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب بكسر الراء ثم ياء مهموزة وآخره موحدة ، والكلبي متروك وأبو صالح لم يدرك جابرا هذا ، وأخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة والحسن (( ما يلفظ من قول )) ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه وكان عكرمة يقول : * إنما ذلك في الخير والشر * . قلت : ويجمع بينهما برواية علي بن أبي طلحة المذكورة قوله : (( يحرفون )) يزيلون لم أر هذا موصولا من كلام ابن عباس من وجه ثابت مع أن الذي قبله من كلامه وكذا الذي بعده ، وهو قوله : (( دراستهم )) : تلاوتهم وما بعده ، وأخرج جميع ذلك ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقد تقدم في باب قوله : (( كل يوم هو في شأن )) عن ابن عباس ما يخالف ما ذكر هنا وهو تفسير يحرفون بقوله يزيلون ، نعم أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه ، وقال أبو عبيدة في * كتاب المجاز * في قوله : (( يحرفون الكلم عن مواضعه )) قال : يقلبون ويغيرون ، وقال الراغب : التحريف الإمالة وتحريف الكلام أن يجعله على حرف من الاحتمال بحيث يمكن حمله على وجهين فأكثر ".
الشيخ : أحسنت ، انتهى الوقت نعم نقرأ .
القارئ : ما كنا نقرأ به الشرح .
الشيخ : نعم طيب .
القارئ : نقرأ الشرح .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله : وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل ولكن " .
الشيخ : وليس .
القارئ : كذا في الشرح ، وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل .
الشيخ : لفظ كتاب من كتب الله ، لفظ كتاب من كتب الله .
القارئ : نضيف لفظ الجلالة ، " وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه : يتأولونه على غير تأويله في رواية الكشميهني * يتأولونه على غير تأويله * قال شيخنا ابن الملقن في شرحه : هذا الذي قاله أحد القولين في تفسير هذه الآية وهو مختاره - أي البخاري - وقد صرح كثير من أصحابنا بأن اليهود والنصارى بدلوا التوراة والإنجيل وفرعوا على ذلك جواز امتهان أوراقهما وهو يخالف ما قاله البخاري هنا انتهى . وهو كالصريح في أن قوله : * وليس أحد * إلى آخره من كلام البخاري ذيل به تفسير ابن عباس وهو يحتمل أن يكون بقية كلام ابن عباس في تفسير الآية ، وقال بعض الشراح المتأخرين : اختلف في هذه المسألة على أقوال : أحدها : أنها بدلت كلها وهو مقتضى القول المحكي بجواز الامتهان وهو إفراط ، وينبغي حمل إطلاق من أطلقه على الأكثر وإلا فهي مكابرة ، والآيات والأخبار كثيرة في أنه بقي منها أشياء كثيرة لم تبدل ، من ذلك قوله تعالى : (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل )) الآية ، ومن ذلك قصة رجم اليهوديين وفيه وجود آية الرجم ، ويؤيده قوله تعالى : (( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )) ثانيها : أن التبديل وقع ولكن في معظمها وأدلته كثيرة وينبغي حمل الأول عليه ، ثالثها : وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ، ونصره الشيخ تقي الدين بن تيمية في كتابه * الرد الصحيح على من بدل دين المسيح * ".
الشيخ : ... * الجواب الصحيح * لكن يمكن له اسمان يمكن .
القارئ : " رابعها : إنما وقع التبديل والتغيير في المعاني لا في الألفاظ وهو المذكور هنا ، وقد سئل ابن تيمية عن هذه المسألة مجردا فأجاب في فتاويه أن للعلماء في ذلك قولين ، واحتج للثاني من أوجه كثيرة ، منها قوله تعالى : (( لا مبدل لكلماته )) وهو معارض بقوله تعالى : (( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه )) ولا يتعين الجمع بما ذكر من الحمل على اللفظ في النفي وعلى المعنى في الإثبات لجواز الحمل في النفي على الحكم وفي الإثبات على ما هو أعم من اللفظ والمعنى ، ومنها أن نسخ التوراة في الشرق والغرب والجنوب والشمال لا يختلف ومن المحال أن يقع التبديل فيتوارد النسخ بذلك على منهاج واحد ، وهذا استدلال عجيب ، لأنه إذا جاز وقوع التبديل جاز إعدام المبدل والنسخ الموجودة الآن هي التي استقر عليها الأمر عندهم عند التبديل والأخبار بذلك طافحة ، أما فيما يتعلق بالتوراة فلأن بختنصر لما غزا بيت المقدس وأهلك بني إسرائيل ومزقهم بين قتيل وأسير وأعدم كتبهم حتى جاء عزير فأملاها عليهم ، وأما فيما يتعلق بالإنجيل فإن الروم لما دخلوا في النصرانية جمع ملكهم أكابرهم " .