باب : قول الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) . (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) . ويقال للمصورين : ( أحيوا ما خلقتم ) . (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) . قال ابن عيينة : بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) . وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملًا قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( إيمان بالله وجهاد في سبيله ) . وقال : (( جزاءً بما كانوا يعملون )) . وقال وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه وسلم : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فجعل ذلك كله عملًا . حفظ
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى
باب قول الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) ( ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتكم ) (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في سته أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) قال ابن عيينة : " بين الله الخلق من الأمر بقوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) " وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا ، قال أبو ذر وأبو هريرة : ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال : ايمان بالله وجهاد في سبيله ) ، وقال : (( جزاء بما كانوا يعملون )) ( وقال وفد عبد القيس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة ، فأمرهم بالايمان والشهادة وإقام الصلاه وايتاء الزكاه فجعل ذلك كله عملا ) .
الشيخ : بسم الله ، هذا الباب أراد المؤلف أن يبين به أفعال العباد هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة ؟ فصدره بقول الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) خلقكم أمرها واضح ، وما تعملون قيل في إعرابها وجهين ، قيل في إعرابها وجهان الوجه الأول : أن ما مصدرية أي خلقكم وعملكم وقيل ما موصولة وهو الصحيح لأنه قال : (( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون )) أي : ما تنحتونه فأصنامكم مخلوقة فكيف تعبدونها ولا تعبدون الذي خلقكم وخلقها فالصحيح الراجح أن ما مصدرية وليست أن ما موصولة وليست مصدرية ، لأن السياق يعين ذلك وهي من حيث العموم يجوز أن تكون مصدريه والتقدير خلقكم وخلق عملكم ويكون دلالتها على خلق الأصنام من باب دلالة اللزوم لأنه إذا كان العمل مخلوقا كان المعمول مخلوقا كذلك ، أما على الوجه الأول فإنها تدل على أن هذه الأصنام مخلوقة بدلالة التضمن والمطابقة ومع ذلك تدل على أن عمل الإنسان مخلوق بطريق الالتزام فأيهما نأخذ ؟ أن نأخذ أنها تدل على أن العمل مخلوق وأن هذه الأصنام مخلوقة بطريق اللزوم أو بالعكس ؟ بالعكس لأن السياق سياق الآية يراد به بيان بطلان عبادة هذه الأصنام التي نحتموها أنتم فهي مخلوقة فلماذا تعبدونها ولا تعبدون الذي خلقكم وخلقها فتقدير الآية والله خلقكم والذي تعملونه والعائد على الموصول محذوف، طيب من القائل والله خلقكم وما تعملون ؟ القائل ابراهيم أنكر على قومه أن يعبدوا هذه الأصنام التي هم بأنفسهم ينحتونها وهي مخلوقة لله ثم نرجع فنقول هل أعمال العباد أفعال لهم أو أفعال لله ؟ وهل هم مستقلون بها أو غير مستقلين بها ؟ سبق الكلام على هذا وبينّا أن في هذه المسألة ثلاثه أقوال طرفان ووسط طرف يقول : أفعال العباد مخلوقة لله وليست فعلا لهم لأنهم مجبورون عليها يفعلون بغير إرادة ويقولون أن الإنسان الذي يأتي ويركب سيارته ويشغلها ويمشي كالإنسان الذي حمل وهو مغمى عليه ووضع في السيارة ويقولون أن الذي ينزل من السقف الدرج رويدا رويدا كالذي يلقى من السقف أي أن الجميع يفعل بغير إرادة ولا اختيار ولا شك أن هذا قول باطل لأن كل إنسان يعرف الفرق بين ما يفعله باختياره وما يفعله باضطراره والقول الثاني الطرف الثاني بالعكس، يقول إن الإنسان مستقل بعمله ولا علاقه لله فيه وأنه يفعل باختياره ويترك باختياره وبمشيئته وإرادته وأن الله لا علاقة له بفعله لا مشيئة ولا خلقا وهؤلاء هم القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة وسبق لنا بيان وجه كونهم مجوسا أنهم جعلوا للحودث خالقين كما جعلت المجوس للحوادث خالقين . القول الثالث الوسط : أن أفعال العباد أفعالهم هم باختيارهم وإرادتهم لكنها مخلوقة لله من حيث إن فعل العبد صادر عن إرادة جازمة وقدرة تامة والذي خلق هذه الإرادة وخلق هذه القدره هو الله وخالق السبب التام خالق للمسبب لأن المسبب ناشئ عن السبب فباعتبار الأصل يكون المسبب مخلوقا للمسبب الذي خلق السبب وهذا القول هو الصحيح والدليل على هذا أن الإنسان اذا أجبر على الفعل لم يترتب عليه أثره لأنه ليس باختياره وأن الإنسان إذا فعل الشيء وهو نائم لم يترتب عليه اثره إلا ما كان ... التي للخلق وأن الإنسان لو نسي فعمل عملا لم يترتب عليه أثره لأنه بغير قصد ، وهذا القول تدل عليه القواعد الشرعية والواقعية لأننا لو قلنا أن الإنسان يستقل بعمله ويفعل ما شاء ولا علاقة لله بفعله صار في ملك الله ما لا يشاء وهذا ممتنع إذا تنسب أعمالنا إلى الله تعالى خلقا ومشيئة ،
وتنسب إلينا فعلا وكسرا فنحن الساجدون الراكعون الصائمون المتصدقون الحاجون المعتمرون ولا ينسب هذا لله عز وجل ، لكن خالق هذه الأفعال هو الله عز وجل ضرورة أنها صادرة منا وهي من صفاتنا ونحن وصفاتنا مخلوقون لله عز وجل ثم قال المؤلف البخاري : (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) كل شيء هذه مفعول لفعل محذوف ويسميه النحويون الاشتغال لأن العامل اشتغل بضمير ضمير المتقدم فقوله : (( إنا كل شيء خلقناه )) تقديره إنا خلقنا كل شيء ، هذا الخلق إنا خلقنا كل شيء هل يشمل فعل العبد ؟ الجواب : نعم وهذا في قوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وهنا يقول : (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) فالآيتان متساويتان دلالة وإن اختلفتا تعبيرا ، ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتم متى يقال ، يوم القيامة أحيوا ما خلقتم فأضاف الخلق إليهم فصاروا هم الفاعلون وهنا يشكل على بعض الناس كيف سمى فعلهم خلقا ؟ والجواب : لأنهم يضاهئون بخلق الله ويريدون أن يكونوا كالخالق عز وجل في الإبداع والتصوير ، نعم الأخ ماذا قلنا أنت ؟ ما هو الإيراد الذي أوردنا على هذا وأجبنا عنه أحيوا ما خلقتم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : كيف سمى فعلهم خلقا والجواب ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الشيخ : الظاهر أنك اشتغلت بغير ما نحن فيه نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لأنهم بتصويرهم هذا يضاهئون خلق الله فيريدون أن يجعلوا أنفسهم خالقين طيب إذا قال قائل : ألستم تقولون أن الله منفرد بالخلق ؟ فكيف قيل لهؤلاء أحيوا ما خلقتم ؟ الجواب أن الخلق الذي انفرد الله به غير الخلق الذي خلقه هؤلاء ، خلق الله الذي انفرد به إيجاد من عدم أما هؤلاء فإنهم لم يوجدوا من عدم وغاية ما صنعوه التغيير أو التحويل تغيير الشيء أو تحويله فمثلا الباب يقال خلقه النجار ، هل هو أوجد المادة أو الخشب والمسامير وغيرها ؟ لا لكن حوّل هذا الأخشاب والمسامير إلى باب وكذلك المصور عنده مادة ، هل خلق هو المادة ؟ لا الذي خلق ذلك هو الله وهو شكل هذه الصورة (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في سته أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) هذه الآية سبق الكلام عليها وبينا أن الأيام ستة أولها الأحد وآخرها الجمعة ونورد الآن إشكالا وهو كيف قدر خلق السموات والأرض في سته أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة مع أنه ليس هناك شمس يقدر بها اليوم ؟ والجواب أنها تقدر بحركة الشمس على مدى ستة أيام وإن لم توجد الشمس ، ثم قال ابن عيينة بن أبي سفيان : بيّن الله الخلق من الأمر ، بيّنه أي ميزه ، فقال : (( ألا له الخلق والأمر ))، وكيف ذلك ؟ لأنه عطف الأمر على الخلق والأصل بالعطف المغايرة إذا الأمر شيء والخلق شيء آخر الأمر أن يقول كن والخلق هو التكوين والإيجاد لقوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا وسبق وقلنا إن الإيمان عمل ، عمل الانسان آمن أي كوّن الإيمان في قلبه كفر كوّن الكفر في قلبه فهو عمل ، وقال أبو ذر وأبو هريرة : ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ايمان بالله وجهاد في سبيله فجعل الإيمان عملا ) ، وقال تعالى : (( جزاء بما كانوا يعملون )) أي جزاء بالذي كانوا يعملونه سواء الخير أو الشر. وقال وفد أبي القيس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنه ، فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فجعل ذلك كله عملا . عملا للإنسان فيضاف إليه على أنه هو العامل المباشر فيضاف إليه ، أما الخالق فهو الله .
باب قول الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) ( ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتكم ) (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في سته أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) قال ابن عيينة : " بين الله الخلق من الأمر بقوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) " وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا ، قال أبو ذر وأبو هريرة : ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال : ايمان بالله وجهاد في سبيله ) ، وقال : (( جزاء بما كانوا يعملون )) ( وقال وفد عبد القيس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة ، فأمرهم بالايمان والشهادة وإقام الصلاه وايتاء الزكاه فجعل ذلك كله عملا ) .
الشيخ : بسم الله ، هذا الباب أراد المؤلف أن يبين به أفعال العباد هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة ؟ فصدره بقول الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) خلقكم أمرها واضح ، وما تعملون قيل في إعرابها وجهين ، قيل في إعرابها وجهان الوجه الأول : أن ما مصدرية أي خلقكم وعملكم وقيل ما موصولة وهو الصحيح لأنه قال : (( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون )) أي : ما تنحتونه فأصنامكم مخلوقة فكيف تعبدونها ولا تعبدون الذي خلقكم وخلقها فالصحيح الراجح أن ما مصدرية وليست أن ما موصولة وليست مصدرية ، لأن السياق يعين ذلك وهي من حيث العموم يجوز أن تكون مصدريه والتقدير خلقكم وخلق عملكم ويكون دلالتها على خلق الأصنام من باب دلالة اللزوم لأنه إذا كان العمل مخلوقا كان المعمول مخلوقا كذلك ، أما على الوجه الأول فإنها تدل على أن هذه الأصنام مخلوقة بدلالة التضمن والمطابقة ومع ذلك تدل على أن عمل الإنسان مخلوق بطريق الالتزام فأيهما نأخذ ؟ أن نأخذ أنها تدل على أن العمل مخلوق وأن هذه الأصنام مخلوقة بطريق اللزوم أو بالعكس ؟ بالعكس لأن السياق سياق الآية يراد به بيان بطلان عبادة هذه الأصنام التي نحتموها أنتم فهي مخلوقة فلماذا تعبدونها ولا تعبدون الذي خلقكم وخلقها فتقدير الآية والله خلقكم والذي تعملونه والعائد على الموصول محذوف، طيب من القائل والله خلقكم وما تعملون ؟ القائل ابراهيم أنكر على قومه أن يعبدوا هذه الأصنام التي هم بأنفسهم ينحتونها وهي مخلوقة لله ثم نرجع فنقول هل أعمال العباد أفعال لهم أو أفعال لله ؟ وهل هم مستقلون بها أو غير مستقلين بها ؟ سبق الكلام على هذا وبينّا أن في هذه المسألة ثلاثه أقوال طرفان ووسط طرف يقول : أفعال العباد مخلوقة لله وليست فعلا لهم لأنهم مجبورون عليها يفعلون بغير إرادة ويقولون أن الإنسان الذي يأتي ويركب سيارته ويشغلها ويمشي كالإنسان الذي حمل وهو مغمى عليه ووضع في السيارة ويقولون أن الذي ينزل من السقف الدرج رويدا رويدا كالذي يلقى من السقف أي أن الجميع يفعل بغير إرادة ولا اختيار ولا شك أن هذا قول باطل لأن كل إنسان يعرف الفرق بين ما يفعله باختياره وما يفعله باضطراره والقول الثاني الطرف الثاني بالعكس، يقول إن الإنسان مستقل بعمله ولا علاقه لله فيه وأنه يفعل باختياره ويترك باختياره وبمشيئته وإرادته وأن الله لا علاقة له بفعله لا مشيئة ولا خلقا وهؤلاء هم القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة وسبق لنا بيان وجه كونهم مجوسا أنهم جعلوا للحودث خالقين كما جعلت المجوس للحوادث خالقين . القول الثالث الوسط : أن أفعال العباد أفعالهم هم باختيارهم وإرادتهم لكنها مخلوقة لله من حيث إن فعل العبد صادر عن إرادة جازمة وقدرة تامة والذي خلق هذه الإرادة وخلق هذه القدره هو الله وخالق السبب التام خالق للمسبب لأن المسبب ناشئ عن السبب فباعتبار الأصل يكون المسبب مخلوقا للمسبب الذي خلق السبب وهذا القول هو الصحيح والدليل على هذا أن الإنسان اذا أجبر على الفعل لم يترتب عليه أثره لأنه ليس باختياره وأن الإنسان إذا فعل الشيء وهو نائم لم يترتب عليه اثره إلا ما كان ... التي للخلق وأن الإنسان لو نسي فعمل عملا لم يترتب عليه أثره لأنه بغير قصد ، وهذا القول تدل عليه القواعد الشرعية والواقعية لأننا لو قلنا أن الإنسان يستقل بعمله ويفعل ما شاء ولا علاقة لله بفعله صار في ملك الله ما لا يشاء وهذا ممتنع إذا تنسب أعمالنا إلى الله تعالى خلقا ومشيئة ،
وتنسب إلينا فعلا وكسرا فنحن الساجدون الراكعون الصائمون المتصدقون الحاجون المعتمرون ولا ينسب هذا لله عز وجل ، لكن خالق هذه الأفعال هو الله عز وجل ضرورة أنها صادرة منا وهي من صفاتنا ونحن وصفاتنا مخلوقون لله عز وجل ثم قال المؤلف البخاري : (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) كل شيء هذه مفعول لفعل محذوف ويسميه النحويون الاشتغال لأن العامل اشتغل بضمير ضمير المتقدم فقوله : (( إنا كل شيء خلقناه )) تقديره إنا خلقنا كل شيء ، هذا الخلق إنا خلقنا كل شيء هل يشمل فعل العبد ؟ الجواب : نعم وهذا في قوله تعالى : (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) وهنا يقول : (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) فالآيتان متساويتان دلالة وإن اختلفتا تعبيرا ، ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتم متى يقال ، يوم القيامة أحيوا ما خلقتم فأضاف الخلق إليهم فصاروا هم الفاعلون وهنا يشكل على بعض الناس كيف سمى فعلهم خلقا ؟ والجواب : لأنهم يضاهئون بخلق الله ويريدون أن يكونوا كالخالق عز وجل في الإبداع والتصوير ، نعم الأخ ماذا قلنا أنت ؟ ما هو الإيراد الذي أوردنا على هذا وأجبنا عنه أحيوا ما خلقتم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : كيف سمى فعلهم خلقا والجواب ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الشيخ : الظاهر أنك اشتغلت بغير ما نحن فيه نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لأنهم بتصويرهم هذا يضاهئون خلق الله فيريدون أن يجعلوا أنفسهم خالقين طيب إذا قال قائل : ألستم تقولون أن الله منفرد بالخلق ؟ فكيف قيل لهؤلاء أحيوا ما خلقتم ؟ الجواب أن الخلق الذي انفرد الله به غير الخلق الذي خلقه هؤلاء ، خلق الله الذي انفرد به إيجاد من عدم أما هؤلاء فإنهم لم يوجدوا من عدم وغاية ما صنعوه التغيير أو التحويل تغيير الشيء أو تحويله فمثلا الباب يقال خلقه النجار ، هل هو أوجد المادة أو الخشب والمسامير وغيرها ؟ لا لكن حوّل هذا الأخشاب والمسامير إلى باب وكذلك المصور عنده مادة ، هل خلق هو المادة ؟ لا الذي خلق ذلك هو الله وهو شكل هذه الصورة (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في سته أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) هذه الآية سبق الكلام عليها وبينا أن الأيام ستة أولها الأحد وآخرها الجمعة ونورد الآن إشكالا وهو كيف قدر خلق السموات والأرض في سته أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة مع أنه ليس هناك شمس يقدر بها اليوم ؟ والجواب أنها تقدر بحركة الشمس على مدى ستة أيام وإن لم توجد الشمس ، ثم قال ابن عيينة بن أبي سفيان : بيّن الله الخلق من الأمر ، بيّنه أي ميزه ، فقال : (( ألا له الخلق والأمر ))، وكيف ذلك ؟ لأنه عطف الأمر على الخلق والأصل بالعطف المغايرة إذا الأمر شيء والخلق شيء آخر الأمر أن يقول كن والخلق هو التكوين والإيجاد لقوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا وسبق وقلنا إن الإيمان عمل ، عمل الانسان آمن أي كوّن الإيمان في قلبه كفر كوّن الكفر في قلبه فهو عمل ، وقال أبو ذر وأبو هريرة : ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ايمان بالله وجهاد في سبيله فجعل الإيمان عملا ) ، وقال تعالى : (( جزاء بما كانوا يعملون )) أي جزاء بالذي كانوا يعملونه سواء الخير أو الشر. وقال وفد أبي القيس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنه ، فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فجعل ذلك كله عملا . عملا للإنسان فيضاف إليه على أنه هو العامل المباشر فيضاف إليه ، أما الخالق فهو الله .