باب : قول الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) . وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن . وقال مجاهد : القسطاس العدل بالرومية ويقال القسط مصدر المقسط وهو العادل وأما القاسط فهو الجائر . حفظ
القارئ : باب قول الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) وأن أعمال بني آدم وقولهم : يوزن وقال مجاهد : " القسطاس العدل بالرومية " ويقال: القسط مصدر المقسط وهو العادل وأما القاسط فهو الجائر .
الشيخ : باب قول الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) ، ليوم القيامة اللام للتوقيت ، أي في يوم القيامة توضع الموازين وهي موازين قسط أي عدل كما قال تعالى : (( وزنوا بالقسطاس المستقيم )) المستقيم يعني بالعدل وقول المؤلف رحمه الله : وأن أعمال بني أدم وقولهم يوزن هذا هو القول الراجح أن الذي يوزن هو العمل سواء كان فعلا أم قول، وذهب بعض العلماء إلى أن الذي يوزن صحيفة العمل، وذهب آخرون إلى أن الذي يوزن العامل، فأما الذين قالوا بأنه يوزن العمل فأدلتهم من القرآن ظاهرة وكذلك من السنة ، قال الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خرذل أتينا بها )) وقال تعالى : (( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) وقال تعالى : (( فمن ثقلت موزاينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذي خسروا أنفسهم )) وقال تعالى ، نعم ، في آيات أخرى أيضا تدل على أن الذي يوزن العمل ، وقيل الذي يوزن صحائف العمل واستدل هؤلاء بحديث صاحب البطاقة الذي يؤتى بسجلات كثيرة ويقال هذه سيئاتك فإذا رأى أنه قد هلك قيل له إن عندنا لك حسنة فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فيقول يا ربي وما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال إنك لا تظلم ثم توضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فترجح البطاقة وتطيش السجلات وهذا يدل على أن الذي يوزن صحائف العمل .
والقول الثالث : أن الذي يوزن العامل واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن ساقيه يعني عبد الله بن مسعود في الميزان أثقل من أحد ) وبقوله تعالى : (( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) أما الآية فلا دليل فيها لأن المعنى لا نقيم لهم قيمة وإلا فسيقام الوزن لكل أحد أما حديث عبد الله بن مسعود فظاهره أن الذي يوزن العامل ولكن هل نقول إن هذا خاص بابن مسعود رضي الله عنه ؟ أو أنه قد يوزن غيره ؟ ولكنه نادر إنما القول الراجح إن الذي يوزن العمل كما قال البخاري رحمه الله ، وقوله : المقسط وهو العابد وأما القاسط فهو الجائر ، نعم الأمر كما قال رحمه الله قال الله تعالى : (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) وقال : (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )) فالقاسط هو الجائر والمقسط هو العادل وسمي بذلك لأنه مزيل للقسط وهو الجور ، نعم ، ما جاء الحديث .