ما حكم تحديد النسل أو بعضه خصوصاً إذا لم يكن هناك مانع طبي للحمل ولكن التحديد للخوف من الرزق على المستوى الفردي وما الحكم إذا كانت الدولة تأخذه كسياسة لها خصوصاً أن بعض المرتزقة ممن يقال لهم علماء ويفتون بفتاوى للإرضاء أو لإرضاء الحاكم والحصول علي أموال يفتون كل يوم أن الإسلام لا يحرم تحديد النسل ويلعبون بحديث العزل فما الحكم في ذلك ؟ حفظ
السائل : ما حكم تحديد النسل أو بعضه خصوصاً إذا لم يكن هناك مانع طبي للحمل ولكن التحديد للخوف من الرزق على المستوى الفردي وما الحكم إذا كانت الدولة تأخذه كسياسة لها خصوصاً أن بعض المرتزقة ممن يقال لهم علماء ويفتون بفتاوى للإرضاء أو لإرضاء الحاكم والحصول علي أموال يفتون كل يوم أن الإسلام لا يحرم تحديد النسل ويلعبون بحديث العزل فما الحكم في ذلك؟
الشيخ : نقول إن منع الحمل على نوعين، أحدهما أن يكون الغرض منه تحديد النسل بمعنى أن الإنسان لا يتجاوز أولاده من ذكور أو إناث هذا القدر فهذا لا يجوز لأن الأمر بيد الله عز وجل ولا يدري هذا المحدد لنسله فلعل من عنده من الأولاد يموتون فيبقى ليس له أولاد.
السائل : نعم.
الشيخ : والنوع الثاني منع الحمل بتنظيم النسل بمعنى أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب وتتضرر في بدنها أو في شؤون بيتها وتحب أن تقلل من هذا الحمل لمدة معيّنة مثل أن تنظم حملها في كل سنتين مرة فهذا لا بأس به بإذن الزوج.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن هذا يشبه العزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه ولم ينهى عنه الله ولا رسوله وموضوع تحديد النسل أو تنظيمه للخوف من ضيق الرزق هذا لا شك أنه سوء ظن بالله عز وجل.
السائل : سبحانه وتعالى.
الشيخ : وأنه يشبه من بعض الوجوه ما كان يفعله أهل الجاهلية من قتل أولادهم خشية الفقر.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا لا يجوز لأن فيه هذين المحذورين هما سوء الظن بالله سبحانه وتعالى والثاني مشابهة عمل الجاهلية من بعض الوجوه.
السائل : نعم.
الشيخ : والواجب على المسلم أن يؤمن بأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها وأن الله تعالى إذا رزقه أولادا فسيفتح له أبوابا من الرزق حتى يقوم بشؤون هؤلاء الأولاد ورزقهم.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إن بعض الناس قد يقول أنا لا أحدد النسل أو لا أنظمه من خوفي ضيق الرزق ولكن من خوف العجر عن تأديبهم وتوجيههم وهذا أيضا خطأ فإن تأديبهم وتوجيههم كرزقهم الكل بيد الله عز وجل وكما أنك تعتمد على الله تعالى في رزق أولادك كذلك يجب أن تعتمد على الله سبحانه وتعالى في أدب أولادك وهدايتهم فإن الله تعالى هو الهادي سبحانه وبحمده (( من يهد الله فهو المهتدي )) وعلى هذا فالذي ينظم نسله أو يحدده خوفا من غوايتهم وعدم القدرة على تأديبهم هو أيضا مسيء الظن بربه تبارك وتعالى وإلا فالله سبحانه وتعالى بيده الأمور والذي ينبغي للإنسان ألا يفعل شيئا مما يقلل الأولاد إلا إذا دعت الحاجة لذلك أو الضرورة.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم ينبغي أن يعلم المستمعون أن كثرة الأمة وكثرة النسل من نعم الله عز وجل ولهذا شعيب عليه الصلاة والسلام ذكّر قومه بهذه النعمة فقال (( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم )) وكذلك من الله بها على بني اسرائيل حيث قال (( وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا )) فكثرة الأمة لا شك أنه سبب لعزتها وقيامها بنفسها واكتفائها بما لديها عن غيرها.
السائل : نعم.
الشيخ : وربما لكثرتها تكون سببا لفتح مصارد كثيرة من الرزق كما أشرنا إليه أولا بأنه (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) ونحن نعلم أن بعض الدول غزت دولا أكبر منها وأشد منها قوة بسبب كثرة أفرادها لأنهم صاروا يفتحون المعامل والمصانع وينتجون إنجازا بالغا.
السائل : نعم.
الشيخ : لهذا يجب على الأمة الإسلامية أن تعرف أن محاولة تحديد النسل أو تنظيمه إنما هو من كيد أعدائنا بنا وهو مخالف لما يرمي إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولما يوده من تكثير هذه الأمة وتحقيق مباهاته صلى الله عليه وسلم بها الأنبياء.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : سؤاله أو سؤال خليل عبد الفتاح الأخر.