تقول أسمع دائماً من الناس أن الجن يتصور في صورة طيور وقطط وأغنام وأنا أنكر ذلك ولم أصدق به لأن الجن مخلوق مثلنا ولن يستطيع تغيير الخلق إلا الله سبحانه وتعالى فهل هذه صحيح أم لا ؟ حفظ
السائل : وتقول أسمع دائماً من الناس أن الجن يتصور في صورة طيور وقطط وأغنام وأنا أنكر ذلك ولن أصدق به لأن الجن مخلوق مثلنا ولا يستطيع تغيير الخلق إلا الله سبحانه وتعالى فهل هذه صحيح أم لا؟
الشيخ : الحمد لله، هذا الذي ذكرت أمر مشهور بين الناس أن الجن قد يتشكلون بشكل شيء مشاهد ومرئي وربما يشهد له الحديث الثابت في الصحيح أن رجلا شابا من الأنصار كان حديث عهد بعرس فجاء ذات يوم أو ليلة فوجد أهله على الباب فسألهم ما هو السبب فذكرت له ما في الفراش فذهب إلى فراشه فوجد فيه حية فأخذ رمحا فطعنها فماتت هذه الحية ثم مات الرجل فورا فلا يدرى أيهما أسرع موتا الرجل أم الحية.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فهذا يدل على أن هذا كان جنا وقد تصور بصورة الحية والحكاية في ذلك كثيرة ومشهورة ولكن هذا الحديث الصحيح قد يشهد لصحتها وكما أنه يتصور الملائكة عليهم الصلاة والسلام باشكال ليست على هيئتهم التي خلقوا عليها فإن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا بصورة دحية الكلبي وجاء إليه مرة بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه جلسة المتأدب.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الأسئلة المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم ) .
السائل : نعم.
الشيخ : ومن المعلوم أن قدرتهم على التشكل بهذا الشكل إنما هي من الله سبحانه وتعالى فهو الذي أقدرهم على ذلك فلا يبعد أن يكون الجن هكذا يستطيعون أن يتصوروا أو يتشكلوا للناس بأشكال متعددة، هذا ما ظهر لي في هذه المسألة.
السائل : نعم.
الشيخ : وهل في السؤال بقية؟
السائل : لا هي تقول أنا لا أصدق أن الجن تتشكل لأن الذي يغير الخلق هو الله سبحانه وتعالى.