يقول في رسالته لي أبٌ حصل بيني وبينه كلام و رفضت طلبه الذي طلبه مني وهو طلاق زوجتي وطلب مني ذلك الطلب لأنه تشاجر مع ابنة عمه وهو خالي ونسيبي من ذلك المدة وهي عشر سنوات عزلني من العيش معه وقطعني ويسوء علي و يحرمني مما ساهمت فيه أكتب له وهو لا يرد علي يقول إنه طلبت من بعض الأقارب أن يتوسطوا ليصلحوا بيني وبينه لكنه رافض وأنا مريض وزاد علي المرض بسببه وأعاني من مقاطعته لي وأعاني من مرضي وأعاني عن بعدي عن وطني للبحث عن قوت ابني وزوجتي وبنتي أفيدونا عن ذلك أفادكم الله ؟ حفظ
السائل : يقول في رسالته لي أب حصل بيني وبينه كلام ولكن أنه تصرف، غير أنه رفض طلبه الذي، يقول إنه تصرف تصرف وأني رفضت طلبه الذي طلب مني وهو طلاق زوجتي وطلب مني ذلك الطلب لأنه تشاجر مع ابنة عمه وهو خالي ونسيبي من ذلك المدة وهي عشر سنوات عزلني من العيش معه وقطعني ويسوء علي ويحرمني مما ساهمت فيه أكتب له وهو لا يرد علي، يقول إنني أيضا طلبت من بعض الأقارب أن يتوسطوا بيني وبينه ليصلحوا بيننا لكنه رافض وأنا مريض وزاد علي المرض بسببه وأعاني من مقاطعته لي وأعاني من مرضي وأعاني عن بعدي عن وطني للبحث عن قوت ابني وزوجتي وبنتي أفيدونا عن ذلك الوضع أفادكم الله؟
الشيخ : هذا السؤال يتضمن شقين، الشق الأول أنه عصى والده حين أمره بطلاق زوجته وهذا العصيان يجب أن يعرف أنه قد يكون ءاثما به وقد يكون غير ءاثم فإذا كان أبوه أمره بطلاق زوجته لسبب وجده فيها يستلزم مفارقتها كسوء أخلاقها مثلا فإنه يجب عليه طاعة والده بذلك لسببين،
السبب الأول.
السائل : نعم.
الشيخ : أن هذه لا ينبغي للمرء أن يبقيها في ذمته خصوصا إذا كان لا يمكن إصلاحها.
وثانيا: طاعة الوالد، وتارة يكون أمر والده بطلاق زوجته ليس لسبب يقتضي ذلك شرعا ولكنه لكراهة شخصية أو مخاصمة أو ما أشبه ذلك، وطلاقها يوجب ضررا للابن فمثل هذا لا يلزم الولد إجابة والده إلى طلبه.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه لا يلزمه طاعة والده فيما فيه ضرر عليه و ( إنما الطاعة في المعروف ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : أما الشق الثاني في السؤال فهو محاولته الإصلاح مع أبيه وامتناع أبيه من ذلك فهذا لا إثم عليه به مادام قد بذل المجهود في الوصول إلى إصلاح وإلى إزالة هذا الأمر من قلب والده ولم يتمكن فإن الإثم هنا يكون على الوالد لأن قطيعة الرحم صارت من قِبله.
السائل : نعم.
الشيخ : والواجب على أبيه في مثل هذه الحال أن يرجع إلى نفسه وأن يعين على بره وأن يعرف أن هذا أمر صعب يأمر ولده بطلاق زوجته التي يحبها والتي له منها ولد وفي ذلك ضرر عليه. وليتصور نفسه لو كان أبوه أمره بذلك وهو يحب زوجته فما هو موقفه؟ وعلى الإنسان أن يعامل غيره بما يحب أن يعامله الغير به.
السائل : نعم.
الشيخ : وأن ينزّل الناس منزلة نفسه قبل أن يكلفهم الأمور حتى يعرف ويكون مؤمنا حقا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ولو أننا كنا إذا أردنا معاملة الناس فرضنا أنفسنا نحن الذين نعامَل بما نريد أن نعامِل به غيرنا وننظر هل ذلك يؤثر علينا أم لا؟ لكنا ننال خيرا كثيرا.
السائل : نعم.
الشيخ : ونبعد من الأنانية لكن مع الأسف أن أكثرنا لا يولي هذا الأمر اهتمامه والله الموفق.
السائل : أحسنتم.
السائل : بعث من الأردن من الطفيلة المرسل علي بن عودة العواجي.