يقول السائل هل القرآن يفيد الميت أم لا ، فيه بعض الناس أصروا ، أقروا يعني أصروا على أن القرآن لم يفد الميت ، الرجاء إفادتنا وشكراً حفظ
السائل : عن هل القرأن يفيد الميت أم لا، فيه بعض الناس أصروا على أن القرأن لم يُفد الميت، الرجاء إفادتنا وشكراً؟
الشيخ : هذا الأمر يقع على وجهين.
السائل : نعم.
الشيخ : أحدهما أن يأتي إلى قبر الميت فيقرأ عنده فهذا لا يستفيد منه الميت لأن الاستماع الذي يفيد مستمعه إنما هو في حال الحياة حيث يُكتب للمستمع ما يكتب للقارئ وهنا الميت ميت انقطع عمله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له ) .
السائل : نعم.
الشيخ : والوجه الثاني أن يقرأ الإنسان القرأن تقرّباً إلى الله سبحانه وتعالى ويجعل ثوابه لأخيه المسلم أو قريبه فهذه المسألة مما اختلف فيها أهل العلم فمنهم من يرى أن الأعمال البدنية المحضة لا ينتفع بها الميت ولو أهديت له لأن الأصل أن العبادات مما يتعلق بشخص العابد.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنها عبارة عن تذلل وقيام بما كُلِّف به وهذا لا يكون إلا للفاعل فقط إلا ما ورد النص بانتفاع الميت به فإنه حسب ما جاء في النص يكون مخصّصاً لهذا الأصل ومن العلماء من يرى أن ما جاءت به النصوص من وصول الثواب إلى الأموات في بعض المسائل يدل على أنه يصل إلى الميت من ثواب الأعمال الأخرى ما يُهديه إلى الميت.
السائل : نعم.
الشيخ : وبناء على هذا الخلاف بين أهل العلم نقول له إن قراءتك القرأن تقرّباً إلى الله ثم جعلك الثواب للميت المسلم ينبني على هذا الخلاف إن قلنا بأنه ينتفع به ويصل إليه ثوابه فهو واصله وإلا فلا.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن يبقى النظر هل هذا من الأمور المشفوعة أو من الأمور الجائزة؟ يعني هل نقول إن الإنسان يُطلب منه أن يتقرب إلى الله تعالى بتلاوة القرأن ثم يجعلها لقريبه أو أخيه المسلم أو أن هذا من الأمور الجائزة التي لا يُندب إلى فعلها؟ الذي نرى أن هذا من الأمور الجائزة التي لا يُندب إلى فعلها.
السائل : نعم.
الشيخ : وإنما يُندب إلى الدعاء للمسلمين والاستغفار لهم وما أشبه ذلك مما يسأل الله تعالى أن ينفعهم به وأما أن تفعل العبادات وتهديها فهذا أقل ما فيه أن يكون جائزاً فقط.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس من الأمور المندوبة. نعم.
السائل : أحسنتم.
سؤاله الثاني يقول.