يقول السائل : أعرفكم أنا قرأت في كتاب رياض الصالحين عن الإمام المحدث الحافظ محي الدين أبي زكريا بن شرف النواوي قرأت أحاديث كثيرة ، ويذكر وفاته ويذكر عنه شيئاً ، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال في أخر حياته يعني عند موته من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، ومن مات له ثلاثة أولاد أو أقل قبل البلوغ دخل الجنة ، ومن كان له أربع بنات ورباهن على تربية الإسلام دخل الجنة ، ومن مات له ولد في السن الصغير وقال الحمد لله عند موته بني له بيت في الجنة ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله إلا أبعد الله وجهه عن النار عن النار سبعين خريفاً ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب يقال له باب الريان ( يدخل منها الصائمون ) فإذا كان ذلك من الأحاديث الصحيحة فما بال أكل الربا والزاني والقاتل والسارق والكذاب أفتنوني بهذه المسألة لأني في حيرة جزاكم الله عني خير الجزاء ؟ حفظ
السائل : يقول أعرفكم أنا قرأت في كتاب رياض الصالحين عن الإمام المحدث الحافظ محي الدين أبي زكريا بن شرف النواوي قرأت أحاديث كثيرة، ويذكر وفاته ويذكر عنه شيئاً، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال في ءاخر حياته يعني عند موته، من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن مات له ثلاثة أولاد أو أقل قبل البلوغ دخل الجنة، ومن كان له أربع بنات ورباهن على تربية الإسلام دخل الجنة، ومن مات له ولد في السن الصغير وقال الحمد لله عند موته بني له بيت في الجنة ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله إلا أبعد الله وجهه عن النار )
الشيخ : ... بعّد الله.
السائل : نعم، أنا أقول ما كُتِب ( عن النار سبعين خريفاً ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب يقال له باب الريان ( يدخل منها الصائمون ) فإذا كان ذلك من الأحاديث الصحيحة فما بال ءاكل الربا والزاني والقاتل والسارق والكذاب، أفتنوني بهذه المسألة لأني في حيرة جزاكم الله عني خير الجزاء؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، أما بعد فإن هذا السؤال مهم وهو موضع إشكال كما ذكر الأخ الكاتب.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن ما ذكره من الأحاديث التي تُرتّب دخول الجنة على هذه الأعمال يُعارضها أحاديث كثيرة تدل على دخول النار لمن عمل أعمالاً أخرى مع قيام صاحبها بهذه الأعمال الموجبة لدخول الجنة، فجواباً على هذا وأمثاله من الأحاديث بل من النصوص سواء من القرأن أو من السنّة أن يقال إن ذكر بعض الأعمال التي تكون سبباً لدخول الجنّة ما هو إلا ذكر للسبب.
السائل : نعم.
الشيخ : وكذلك ذكر بعض الأحاديث التي ذكر فيها أن بعض الأعمال سبب لدخول النار ما هو إلا ذكر للسبب فقط.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن المعلوم أن الأحكام لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها فهذه الأعمال المذكورة هي سبب لدخول الجنة.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هذا السبب قد يكون له موانع فمثلاُ ( من كان ءاخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) هذا إذا قالها على سبيل اليقين والصدق فإذا قالها على سبيل النفاق وهو بعيد أن يقولها على سبيل النفاق في هذه الحال فإنها لا تنفعه وهكذا ( من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا ستراً له من النار ) هذا سبب من الأسباب، من أسباب وقاية من النار لكن قد يكون هناك موانع تمنع نفوذ هذا السبب وهي الأعمال التي تكون سبباً لدخول النار فإن هذه الموانع وتلك الأسباب تتعارضان ويكون الحكم لأقواهما.
فالقاعدة إذاً " أن ما ذكر من الأعمال مرتباً عليه دخول الجنة ليس على إطلاقه، بل هو مقيّد بالنصوص الأخرى التي تُفيد أن هذا لا بد له من انتفاء الموانع.
السائل : نعم.
الشيخ : فلنفرض مثلاً أن رجلاً من الناس كافر ومات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم وصبر فهل نقول إن هذا الكافر يدخل الجنة ولا يدخل النار؟ لا، كذلك أيضاً في أكل الربا وكذلك في أكل مال اليتيم وكذلك في قتل النفس وغيرها مما وردت فيه العقوبة بالنار، هذا ايضاً مقيّد بما إذا لم يوجد أسباب أو موانع قوية تمنع من نفوذ هذا الوعيد.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا وجدت موانع تمنع من نفوذ هذا الوعيد فإنها تمنع منه لأن القاعدة كما أسلفنا هو أن الأمور لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها.
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : هذه رسالة وردت من، لكن في الحقيقة قبل أن نعقب هذا الإشكال الذي أدلى به المستمع ع أ ك.