أيضاً يقول في رسالته هل صحيح إذا زار شخص قبر النبي عليه السلام حين يسلم عليه لا يسمع الرسول سلامه ؟ حفظ
السائل : أيضاً يقول في رسالته هل صحيح إذا زار شخص قبر النبي عليه السلام حين يسلم عليه لا يسمع الرسول سلامه؟
الشيخ : الذي يظهر لي من الأدلة الشرعية أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كلامه يسمع سلامه عليه وأنه يبلغ إياه، وكذلك أيضاً أهل القبور إذا سلم عليهم فإنهم يسمعون، لأن المسلم يقول : السلام عليكم. بكاف الخطاب، وقد ورد حديث صححه ابن عبد البر وذكره ابن القيم في كتاب الروح ولم يتعقبه أنه ما من رجل مسلم يمر بقبر رجل مسلم يعرفه فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على القتلى -قتلى المشركين- في بدر وقال لهم: يا فلان ابن فلان -يدعوهم بأسمائهم وأسماء ءابائهم-.
السائل : نعم.
الشيخ : ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ) . فقال له عمر أو غيره: ما تكلم يا رسول الله من أناس جيفوا؟ فقال ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) .
السائل : نعم.
الشيخ : فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يسمعون.
وأما قوله تعالى (( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ )) فالمراد أنك لا تسمع الموتى إسماع إدراك ينفعهم، فإن الميت لا يسمع إذا دعي وإذا نودي بحيث يجيب من دعاه، وهذا هو المقصود من قوله إنك لا تسمع الموتى، بدليل قوله تعالى (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) . فنفى السماع عنهم لعدم انقيادهم، فكذلك الموتى ينتفي عنهم السماع أو الإسماع لأنهم لا ينتفعون بذلك ولا يجيبون من أسمعهم، فهذا هو ما ظهر لي في هذه المسألة أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يسمعه. نعم.