يقول في رسالته هناك نوعان من الحياة. الحياة السعيدة ولا أقصد السعادة بالمال والجاه وإنما أقصد تلك السعادة التي تأتي من النفس أي أن يكون الإنسان مرتاحاً من الناحية النفسية ثانياً الحياة الذليلة وأقصد به الذل النفسي أي أن يكون الإنسان ذليلاً من الناحية النفسية والسؤال لماذا يخلق الإنسان ذليلاً في أمة الإسلام حيث قال الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وذكر عدة آيات منها قوله تعالى (إن الله ليس بظلام للعبيد) وعدة آيات يقول هل نستطيع أن نعتبر أن الذين خلقهم الله أذلاء من ناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور ونعتبر هذا ظلماً لهم من الله سبحانه وتعالى ؟ حفظ
السائل : هذه رسالة وردتنا من المستمع يقول الباحث عن الحقيقة من الجمهورية العراقية مدينة كركوك يقول في رسالة هناك نوعان من الحياة، الحياة السعيدة ولا أقصد السعادة بالمال والجاه وإنما أقصد تلك السعادة التي تأتي من النفس أي أن يكون الإنسان مرتاحا من الناحية النفسية.
ثانيا الحياة الذليلة وأقصد به الذل النفسي أي أن يكون الإنسان ذليلا من الناحية النفسية والسؤال لماذا يُخلق الإنسان ذليلا في أمة الإسلام حيث قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) وذكر عدة ءايات منها قوله تعالى (( إن الله ليس بظلام للعبيد )) وعدة ءايات يقول هل نستطيع أن نعتبر أن الذين خلقهم الله أذلاء من الناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور ونعتبر هذا ظلما لهم من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فهذا السؤال الذي سأل عنه الأخ يتعلق بمسألة عظيمة وهي مسألة القضاء والقدر التي ينقسم الناس فيها إلى قسمين منهم من يُوفق للاستقامة ومنهم من يوفق للضلالة وهذا هو محط الإشكال عند كثير من الناس، كيف يكون هذا ضالا وكيف يكون هذا مهتديا ولكننا ننبّه على نقطة مهمة في هذا الباب وهي أن من كان ضالا فإن سبب ضلاله هو نفسه لقول الله تبارك وتعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) ولقوله تعالى (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه بأن كل إنسان قد كتِب مقعده من الجنة والنار فقالوا أفلا نتكل يا رسول الله على العمل قال اعملوا فكل ميسر ثم تلا هذه الأية (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) وعلى هذا فنقول هؤلاء الذين وصفهم السائل بأنهم أذلاء إنما أذلتهم المعصية ولم يُكتب لهم الهدى بسبب أنهم هم الذين تسبّبوا للضلالة حيث لم تكن إرادتهم صادقة في طلب الحق والوصول إليه وفي العمل به بعد وضوحه وبيانه ولو أنهم كانوا حسني النية وصادقي العزيمة لوُفقوا للحق لأن الحق بيّن ميسّر (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) فالذي أنصح به هذا الأخ ومن على شاكلته ممن أشكل عليهم هذا الأمر أن يرجعوا إلى أنفسهم أولا ويحسنوا نيتهم ويصححوا عزيمتهم حتى تكون النية سليمة والعزيمة صادقة في طلب الحق وحينئذ فأنا ضامن أن يوفقوا له لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وعد بذلك (( فسنيسره لليسرى )) وتأمل أن الأية جاءت بالسين الدالة على قرب مدخولها وعلى تحقق مدخولها أيضا لأن السين كما هو معلوم تدل على هذين المعنَيين قرب مدخولها وتحققه ولكن البلاء من أنفسنا وأتلوا الأن أيضا قول الله تبارك وتعالى (( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )) فإن هذا النسيان الذي هو ذهول القلب عن المعلوم وكذلك النسيان الذي بمعنى الترك فهم تُسلب علومهم ولا يوفقون للعمل الصالح بسبب نقض الميثاق.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
ثانيا الحياة الذليلة وأقصد به الذل النفسي أي أن يكون الإنسان ذليلا من الناحية النفسية والسؤال لماذا يُخلق الإنسان ذليلا في أمة الإسلام حيث قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) وذكر عدة ءايات منها قوله تعالى (( إن الله ليس بظلام للعبيد )) وعدة ءايات يقول هل نستطيع أن نعتبر أن الذين خلقهم الله أذلاء من الناحية النفسية لم تشملهم هذه الرحمة الواسعة ولا تزال قلوبهم ونفوسهم تعيش في الظلمات ولم ترى النور ونعتبر هذا ظلما لهم من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فهذا السؤال الذي سأل عنه الأخ يتعلق بمسألة عظيمة وهي مسألة القضاء والقدر التي ينقسم الناس فيها إلى قسمين منهم من يُوفق للاستقامة ومنهم من يوفق للضلالة وهذا هو محط الإشكال عند كثير من الناس، كيف يكون هذا ضالا وكيف يكون هذا مهتديا ولكننا ننبّه على نقطة مهمة في هذا الباب وهي أن من كان ضالا فإن سبب ضلاله هو نفسه لقول الله تبارك وتعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) ولقوله تعالى (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه بأن كل إنسان قد كتِب مقعده من الجنة والنار فقالوا أفلا نتكل يا رسول الله على العمل قال اعملوا فكل ميسر ثم تلا هذه الأية (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) وعلى هذا فنقول هؤلاء الذين وصفهم السائل بأنهم أذلاء إنما أذلتهم المعصية ولم يُكتب لهم الهدى بسبب أنهم هم الذين تسبّبوا للضلالة حيث لم تكن إرادتهم صادقة في طلب الحق والوصول إليه وفي العمل به بعد وضوحه وبيانه ولو أنهم كانوا حسني النية وصادقي العزيمة لوُفقوا للحق لأن الحق بيّن ميسّر (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) فالذي أنصح به هذا الأخ ومن على شاكلته ممن أشكل عليهم هذا الأمر أن يرجعوا إلى أنفسهم أولا ويحسنوا نيتهم ويصححوا عزيمتهم حتى تكون النية سليمة والعزيمة صادقة في طلب الحق وحينئذ فأنا ضامن أن يوفقوا له لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وعد بذلك (( فسنيسره لليسرى )) وتأمل أن الأية جاءت بالسين الدالة على قرب مدخولها وعلى تحقق مدخولها أيضا لأن السين كما هو معلوم تدل على هذين المعنَيين قرب مدخولها وتحققه ولكن البلاء من أنفسنا وأتلوا الأن أيضا قول الله تبارك وتعالى (( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )) فإن هذا النسيان الذي هو ذهول القلب عن المعلوم وكذلك النسيان الذي بمعنى الترك فهم تُسلب علومهم ولا يوفقون للعمل الصالح بسبب نقض الميثاق.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.