له سؤال آخر يقول بعض الحجاج يأتون إلي مكة في وقت مبكر وكل يوم ينزلون إلي الحرم للطواف والجلوس فيه مما يحدث زحمة في الحرم لكثرة القادمين للحج فهل هذا من السنة أو ما حكمه وفقكم الله ؟ حفظ
السائل : له سؤال ءاخر يقول بعض الحجاج يأتون إلى مكة في وقت مبكر وكل يوم ينزلون إلى الحرم للطواف والجلوس فيه مما يُحدث زحمة في الحرم لكثرة القادمين للحج فهل هذا من السنّة أو ما حكمه وفقكم الله؟
الشيخ : ليس من السنّة للحاج أن يُكثر الطواف بالبيت بل السنّة في حقه أن يتبع في ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قدِم إلى مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة وطاف طواف القدوم ثم طاف طواف الإفاضة يوم العيد ثم طاف طواف الوداع صبيحة اليوم الرابع عشر.
السائل : نعم.
الشيخ : فلم يطف بالكعبة إلا ثلاث مرات فقط وكل هذه الأطوفة أطوفة نسك لا بد منها فعمل بعض الناس الأن بتردّدهم على البيت في أيام الحج هذا ليس مشروعا وقد أقول إنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى الأجر لأنهم يضيّقون المكان على من يؤدون مناسك الحج والعمرة.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس ذلك من الأمور المشروعة فيحصل في فعلهم هذا أذية بدون قصد مشروع فينبغي للمسلم أن يكون عابد لله تعالى بحسب الهدى لا بحسب الهوى.
السائل : نعم.
الشيخ : فالعبادة طريق مشروع من قِبل الله ورسوله وليست طريقا مشروعا بحسب ما تهوى وما أكثر المحبين للخير الذين يعبدون الله تعالى بأهوائهم ولا يتبعون في ذلك ما جاء في شرع الله.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا شيء كثير في الحج وفي غيره ولكن الذي ينبغي للإنسان أن يعوّد نفسه على التعبّد بما جاء عن الله ورسوله فقط ويمشي معه ولو ذهبنا نضرب لذلك أمثلة لكثرت.
السائل : نعم.
الشيخ : لكننا لا بأس أن نذكر بعض الأمثلة مثلا بعض الناس إذا جاء والإمام راكع تجده يُسرع لإدراك الركعة وهذا خلاف المشروع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لا تسرعوا ) وقال لأبي بكرة ( لا تعُد ) لما أسرع.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك أيضا أن بعض الناس في الطواف يبدؤون من قبل الحجر الأسود، يقولون نفعل هذا احتياطا ولكن الاحتياط حقيقة هو في اتباع السنّة فالمشروع أن يبدؤوا من الحجر نفسه وأن ينتهوا أيضا بالحجر نفسه والذي أدعو إليه إخواننا المسلمين أن يكونوا في هذا العمل وغيره متبعين للسنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : فأن يتحروا البداءة من الحجر والانتهاء بالحجر.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك أيضا أن بعض الناس عندما يتسحّر في يوم الصيام يمسك عن الأكل والشرب قبل الفجر معتقدا أن ذلك واجب عليه حتى إن في بعض المذكرات المواقيت يقولون وقت الإمساك وقت الفجر فيجعلون وقتين وقتا للإمساك ووقتا للفجر.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا أيضا خلاف المشروع فإن الله تعالى يقول (( كلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( كلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) فلا وجه لكون الإنسان يحتاط فيمسك قبل طلوع الفجر وإنما السنّة أن يكون كما أمر الله وكما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : ولقد نبّه النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الاحتياط للعبادة بسبقها أمر ليس بمشروع ولا بمحبوب إلى الله عز وجل.
السائل : نعم.
الشيخ : في قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقدّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) فهذه ثلاثة أمثلة في الصلاة وفي الحج وفي الصيام.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.