سؤاله الآخر يقول بلاد إسلامية يغلب عليها الشرك ويقل فيها أهل التوحيد بحيث يقال لهم وهابية من ندرتهم يعني من ندرة أهل التوحيد فهل تصح ذبائحهم مع العلم أنهم يذكرون أسم الله عليها ولا يعترفون بشركهم كما هو حال عباد القبور ؟ حفظ
السائل : سؤاله الأخر يقول بلاد إسلامية يغلب عليها الشرك ويقل فيها أهل التوحيد بحيث يقال لهم وهابية من ندرتهم يعني من ندرة أهل التوحيد فيهم.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل تصح ذبائحهم مع العلم أنهم يذكرون اسم الله عليها ولا يعترفون بشركهم كما هو حال عباد القبور؟
الشيخ : المشركون لا تحل ذبائحهم وإن ذكروا الله عز وجل لأنهم مشركون، دل على هذا مفهوم قوله تعالى: (( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ )) فإن مفهومه أن من سوى أهل الكتاب من غير المسلمين لا يحل لنا طعامهم والمراد بطعامهم ذبائحهم وقول من زعم أن الذين أوتوا الكتاب لقب ومفهومه غير معتبر وحاولوا بذلك أن يقول إن ذبائح المشركين حلال، هذا القول المزعوم خطأ لأن الذين أوتوا الكتاب اسم موصول وصلته واسم الموصول وصلته هو بمنزلة الوصل أي بمنزلة الفاعل أو اسم الفاعل فقوله: (( الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )) بمنزلة المؤتوْن الكتاب ومن المعلوم أن اسم الفاعل واسم المفعول مفهومه ليس مفهوم لقب بل مفهوم صفة.
السائل : نعم.
الشيخ : ومفهوم الصفة أمر معتبر عند الأصوليين وعلى هذا فهؤلاء الذين يعبدون القبور ويدعون الموتى مشركون لا تحل ذبائحهم.
وأما تسمية أهل التوحيد منهم بالوهابيين فهذه التسمية في الواقع اصطنِعت لتشويه دعوة التوحيد وإلا فإن الوهابية ليست مذهبا مستقلا خارجا عن مذاهب المسلمين بل إن جميع كتب هؤلاء العلماء من رسائل ومؤلفات كبيرة وصغيرة كلها تدل على أن هؤلاء القوم أخذوا منهجهم من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وأنهم لم يخرجوا عما كان عليه محققو الحنابلة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن نظرا لأن هذه الدعوة قويت بنعمة الله سبحانه وتعالى ثم بما يسّر لها من ملوك ءال سعود الذين قاموا بها خير قيام لما قويت هذه الدعوة دخلت السياسة فيها وصار علماء الدولة لا علماء الملة يشوهون هذه الدعوة بأنها دعوة وهابية خارجة عما كان عليه المسلمون من المذاهب المشهورة يقصدون بذلك تنفير الناس عنها وما مثلهم إلا كمثل قريش حين قالوا في النبي عليه الصلاة والسلام: هذا ساحر كذاب.
السائل : نعم.
الشيخ : وإلا فمن نظر إلى هذه الدعوة بعلم وإنصاف تبيّن له أنها هي حقيقة مذهب الحنابلة وغيرهم من أهل السنة والجماعة وأنها لا تعدو ما كان عليه المسلمون من سلف هذه الأمة، نعم.
السائل : سؤاله الثاني في لقاءنا هذا يسأل عنه وقد مر بنا يقول.