يقول إذا كان هناك إنسان يحب صفة من صفات الخير والفضيلة مثل الشجاعة أو الكرم وهذه الصفة ليست موجودة فيه الآن وهو يريد أن يغرسها في نفسه ويجعلها ملازمة مدى الحياة ويريدها بأي ثمن حتى لو كلف ذلك حياته فهل يستطيع ـ وضع بين فاصلتين يبدو السؤال غريباً ـ ولكني أرجو منكم التكرم بحله لأنه يهمني كثيراً وجزاكم الله خير على ما تقدمونه من خدمة للمسلمين ؟ حفظ
السائل : يقول إذا كان هناك إنسان يحب صفة من صفات الخير والفضيلة مثل الشجاعة أو الكرم وهذه الصفة ليست موجودة فيه الأن وهو يريد أن يغرسها في نفسه ويجعلها ملازمة مدى الحياة ويريدها بأي ثمن حتى لو كلّف ذلك حياته فهل يستطيع -واعترض أو وضع بين فاصلتين يبدو السؤال غريباً - ولكني أرجو منكم التكرم بحله لأنه يهمني كثيراً وجزاكم الله خير على ما تقدمونه من خدمة للمسلمين؟
الشيخ : الأخلاق الفاضلة من الكرم والشجاعة وسَعة البال وغيرها تنقسم إلى قسمين: أحدهما: غريزي جَبل الله العبد عليه والثاني: اكتسابي يكتسبه العبد بالتمرن فأنت أيها الأخ السائل يبدو من كلامك أنك تحب الشجاعة والكرم ولكنك لست متصفا بهما الأن فقد فاتتك الغريزة ولكن القسم الثاني وهو الاكتساب لم يفُتك فإنه بإمكانك أن تمرّن نفسك على الشجاعة والإقدام في الأمور النافعة شيئا فشيئا حتى ترتقي إلى الكمال وكذلك بالنسبة للكرم تعوّد نفسك البذل فيما فيه خير ومنفعة حتى تصل بذلك إلى الكمال وليس الكرم وليست الشجاعة التهوّر في بذل المال أو في بذل النفس وتعريضها للخطر بل إن الكرم هو بذل المال في محله والشجاعة أيضا بذل النفس في محلها وقد قال المتنبي :
" الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني " .
فعندما تريد أن تتعود الكرم لا تسرف في الإنفاق وتبذّر ولكن أنفق حيث يكون الإنفاق خيرا من الإمساك وأمسك حيث يكون الإمساك خيرا من الإنفاق، كذلك أيضاً في الشجاعة عندما تريد أن تكون جريئا لا تأخذك في الله لومة لائم ولا تُبالي من أحد أقدم حيث يكون الإقدام خيرا من الإحجام وأحجم حيث يكون الإحجام خيرا من الإقدام، على كل حال لا بد من اتزان في هذين الأمرين.
السائل : سؤاله الثاني وردت الإجابة عليه وهو يقول فيه هل الشجاعة صفة أو عادة فطرية أم مكتسبة وقد أجبتم عليه أثناء الإجابة لكن عرضناه لكيلا يقول قد أغفل السؤال.