يقول ما مقدار الرشوة بالنقود السعودية وهل الهدايا التي تعطى لبعض الأشخاص هي رشوة نرجو الإجابة بالتفصيل وفقكم الله ؟ حفظ
السائل : يقول ما مقدار الرشوة بالنقود السعودية وهل الهدايا التي تعطى لبعض الأشخاص هي رشوة نرجو الإجابة بالتفصيل وفقكم الله؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الرشوة هي كل ما يتوصل به الإنسان إلى غرضه مشتقة من الرشا وهو الحبل الذي يدلى به الدلو ليستقى به من البئر وهي في الحقيقة تنقسم إلى قسمين، رشوة يتوصل بها الإنسان إلى باطل بدفع حق واجب عليه أو الحصول على ما ليس له فهذه محرمة على الأخذ وعلى المعطي أيضا.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه لعن الراشي والمرتشي ) واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله وهذا يدل على أنها من كبائر الذنوب حيث رتبت عليها هذه العقوبة العظيمة.
والقسم الثاني: رشوة يتوصل بها الإنسان إلى حقه المشروع أو دفع باطل عنه وهذه محرمة في حق الأخذ وجائزة في حق المأخوذ منه لأنه يريد أن يتخلص من الظلم أو يتوصل إلى حقه وهو غير ملوم على هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن إذا حصل مثل هذا في مسؤولين من الدولة فإنه يجب على المواطنين أن يساعدوا الدولة في القضاء على هذه المشكلة بإبلاغ الدولة بما حصل من هذا الجاني الذي جنى على الدولة وعلى المواطنين حيث منعهم حقوقهم المشروعة أو حاول أن يحمّلهم ما لا يلزمهم بسلطة النظام الذي هو مسؤول فيه أو بسلطة العمل الذي هو مسؤول فيه والدولة لا ترضى بهذا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا سيما هنا في المملكة العربية السعودية فإن الدولة كما بلغني تُحارب هذا محاربة بالغة عظيمة وحق لها أن تفعل لما فيه من اختلال النظام والظلم وإضاعة الحقوق.
السائل : نعم.
الشيخ : فالدولة في هذا مشكورة ولكن التقصير منا نحن المواطنين فإن كثيرا من الناس تغلبهم العاطفة بالنسبة لهذا المسؤول، لا يحبون أن يوقعوه تحت يدي العدالة التي تنكل به وتمنع هذا الغشم والظلم منه.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إن بعض الناس أيضا يقول: إن هذا يطول علي، كوني أرفع الأمر إلى الدولة يكون فيه سؤال وجواب وتطويل وأنا لست بمسؤول عن هذا وفي الحقيقة أنه مسؤول عن هذا لأن الدولة إذا بلغها هذا الخبر من هذا الشخص وثبت عندها فإنها سوف تنكل به، تجعله نكالا لمن قبله ولمن بعده ولمن وراءه من المسؤولين وبهذا تحصل الفائدة العظيمة للدولة وللمسؤولين أنفسهم حيث يتورعون عن هذا العمل المشين المحرم.
وخلاصة الأمر أن الرشوة قسمان: رشوة محرمة على الأخذ والمعطي وهي التي يُتوصل بها إلى إثبات باطل أو دفع حق.
السائل : نعم.
الشيخ : ورشوة محرمة على الأخذ دون المعطي وهي التي يتوصل بها المعطي إلى حقه أو دفع الظلم عنه ولكن مع ذلك إذا كان هذا موجودا فإنه يجب أن يُرفع للمسؤولين في الدولة حتى يلقى هذا المجرم جزاءه.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما سؤال السائل عن الهدايا فنقول له: إن الهدايا للمسؤولين في قضية من القضايا التي لك فيها حظ نفس هي في الحقيقة من الرشوة.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رجلا يقال له: عبد الله بن اللتبية عاملاً على الصدقة، فلما رجع قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وقال: ( إنا نستعمل الرجل منكم على العمل فيأتي ويقول: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فيُنظر هل يُهدى له أم لا ) وروى الإمام أحمد وأهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( هدايا العمال غلول ) وهذا وإن كان في سنده ما فيه لكنه يؤيده حديث عبد الله بن اللتبية الذي أشرنا إليه.
السائل : نعم.
الشيخ : فالهدايا للعمال والموظفين في قضية تتعلق بك لأجل أن يسهلوها لك هي من الرشوة في الحقيقة فلا يجوز للإنسان أن يستعملها لأنه يرشيهم إلا على الوجه الذي ذكرناه قبل إذا كان يريد أن يتوصل إلى حقه ولم يصل إليه إلا بذلك فإنه يكون مباحاً له وحراما على الأخذ ومع ذلك فإننا لا نشجعه على هذا العمل بل نرى أنه من الواجب عليه أن يرفع هذا وأمثاله إلى المسؤولين.
السائل : نعم، إذًا هو غير جائز للمُهِدي والمُهَدى إليه؟
الشيخ : هو إذا اضطر المُهْدي إلى هذا ولم يتمكن من الوصول إلى حقه إلا بذلك، فهو في ضرورة لا يمكن أن يضيع حقه.
السائل : نعم.
الشيخ : ويكون الإثم على الأخذ ولكن إذا أمكن أن يرفع الأمر إلى السلطات فتُعاقب هذا الرجل وتعطي صاحب الحق حقه فهو الواجب عليه.
السائل : لكن هل يجوز له أن يدفع مثلا ليأخذ حقه ثم يسكت أيضا ما يرفع بهذا المسؤول؟
الشيخ : يجب أن يرفعه كما قلنا.
السائل : نعم، يجب أن يرفع ..
الشيخ : يجب أن يرفعه للمسؤولين، نعم.
السائل : نعم.
الشيخ : حتى يجروا عليه الجزاء اللازم.
السائل : نعم، هذه الرسالة وردتنا من المستمع يقول أخيكم سعيد أبو بكر من المدينة المنورة. يقول في رسالته ما حكم الولائم؟ في الحقيقة هذا السؤال نعرضه دائما في برنامج نور على الدرب لكثرة ما يأتينا عنه من الأخبار ولكثرة ما يأتينا أيضا فيه من الأسئلة والاستفسارات.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الرشوة هي كل ما يتوصل به الإنسان إلى غرضه مشتقة من الرشا وهو الحبل الذي يدلى به الدلو ليستقى به من البئر وهي في الحقيقة تنقسم إلى قسمين، رشوة يتوصل بها الإنسان إلى باطل بدفع حق واجب عليه أو الحصول على ما ليس له فهذه محرمة على الأخذ وعلى المعطي أيضا.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه لعن الراشي والمرتشي ) واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله وهذا يدل على أنها من كبائر الذنوب حيث رتبت عليها هذه العقوبة العظيمة.
والقسم الثاني: رشوة يتوصل بها الإنسان إلى حقه المشروع أو دفع باطل عنه وهذه محرمة في حق الأخذ وجائزة في حق المأخوذ منه لأنه يريد أن يتخلص من الظلم أو يتوصل إلى حقه وهو غير ملوم على هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن إذا حصل مثل هذا في مسؤولين من الدولة فإنه يجب على المواطنين أن يساعدوا الدولة في القضاء على هذه المشكلة بإبلاغ الدولة بما حصل من هذا الجاني الذي جنى على الدولة وعلى المواطنين حيث منعهم حقوقهم المشروعة أو حاول أن يحمّلهم ما لا يلزمهم بسلطة النظام الذي هو مسؤول فيه أو بسلطة العمل الذي هو مسؤول فيه والدولة لا ترضى بهذا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا سيما هنا في المملكة العربية السعودية فإن الدولة كما بلغني تُحارب هذا محاربة بالغة عظيمة وحق لها أن تفعل لما فيه من اختلال النظام والظلم وإضاعة الحقوق.
السائل : نعم.
الشيخ : فالدولة في هذا مشكورة ولكن التقصير منا نحن المواطنين فإن كثيرا من الناس تغلبهم العاطفة بالنسبة لهذا المسؤول، لا يحبون أن يوقعوه تحت يدي العدالة التي تنكل به وتمنع هذا الغشم والظلم منه.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إن بعض الناس أيضا يقول: إن هذا يطول علي، كوني أرفع الأمر إلى الدولة يكون فيه سؤال وجواب وتطويل وأنا لست بمسؤول عن هذا وفي الحقيقة أنه مسؤول عن هذا لأن الدولة إذا بلغها هذا الخبر من هذا الشخص وثبت عندها فإنها سوف تنكل به، تجعله نكالا لمن قبله ولمن بعده ولمن وراءه من المسؤولين وبهذا تحصل الفائدة العظيمة للدولة وللمسؤولين أنفسهم حيث يتورعون عن هذا العمل المشين المحرم.
وخلاصة الأمر أن الرشوة قسمان: رشوة محرمة على الأخذ والمعطي وهي التي يُتوصل بها إلى إثبات باطل أو دفع حق.
السائل : نعم.
الشيخ : ورشوة محرمة على الأخذ دون المعطي وهي التي يتوصل بها المعطي إلى حقه أو دفع الظلم عنه ولكن مع ذلك إذا كان هذا موجودا فإنه يجب أن يُرفع للمسؤولين في الدولة حتى يلقى هذا المجرم جزاءه.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما سؤال السائل عن الهدايا فنقول له: إن الهدايا للمسؤولين في قضية من القضايا التي لك فيها حظ نفس هي في الحقيقة من الرشوة.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رجلا يقال له: عبد الله بن اللتبية عاملاً على الصدقة، فلما رجع قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وقال: ( إنا نستعمل الرجل منكم على العمل فيأتي ويقول: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فيُنظر هل يُهدى له أم لا ) وروى الإمام أحمد وأهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( هدايا العمال غلول ) وهذا وإن كان في سنده ما فيه لكنه يؤيده حديث عبد الله بن اللتبية الذي أشرنا إليه.
السائل : نعم.
الشيخ : فالهدايا للعمال والموظفين في قضية تتعلق بك لأجل أن يسهلوها لك هي من الرشوة في الحقيقة فلا يجوز للإنسان أن يستعملها لأنه يرشيهم إلا على الوجه الذي ذكرناه قبل إذا كان يريد أن يتوصل إلى حقه ولم يصل إليه إلا بذلك فإنه يكون مباحاً له وحراما على الأخذ ومع ذلك فإننا لا نشجعه على هذا العمل بل نرى أنه من الواجب عليه أن يرفع هذا وأمثاله إلى المسؤولين.
السائل : نعم، إذًا هو غير جائز للمُهِدي والمُهَدى إليه؟
الشيخ : هو إذا اضطر المُهْدي إلى هذا ولم يتمكن من الوصول إلى حقه إلا بذلك، فهو في ضرورة لا يمكن أن يضيع حقه.
السائل : نعم.
الشيخ : ويكون الإثم على الأخذ ولكن إذا أمكن أن يرفع الأمر إلى السلطات فتُعاقب هذا الرجل وتعطي صاحب الحق حقه فهو الواجب عليه.
السائل : لكن هل يجوز له أن يدفع مثلا ليأخذ حقه ثم يسكت أيضا ما يرفع بهذا المسؤول؟
الشيخ : يجب أن يرفعه كما قلنا.
السائل : نعم، يجب أن يرفع ..
الشيخ : يجب أن يرفعه للمسؤولين، نعم.
السائل : نعم.
الشيخ : حتى يجروا عليه الجزاء اللازم.
السائل : نعم، هذه الرسالة وردتنا من المستمع يقول أخيكم سعيد أبو بكر من المدينة المنورة. يقول في رسالته ما حكم الولائم؟ في الحقيقة هذا السؤال نعرضه دائما في برنامج نور على الدرب لكثرة ما يأتينا عنه من الأخبار ولكثرة ما يأتينا أيضا فيه من الأسئلة والاستفسارات.