سؤاله الثاني يقول كنت أعتقد أن النذور مسألة بعيدة عن الدين أو أنها من البدع فما هو أصلها وما موقف التشريع الإسلامي منها أو كيف يتوجب على المسلم أداؤها ؟ حفظ
السائل : سؤاله الثاني يقول كنت أعتقد بأن النذور مسألة بعيدة عن الدين أو أنها من البدع فما هو أصلها وما موقف التشريع الإسلامي منها أو كيف يتوجب على المسلم أداؤها؟
الشيخ : لست أعلم ما يُريد بالنذور فأخشى أنه يريد بالنذور ما ينذَر للأموات فإن كان يريد ذلك فإن النذور للأموات من الشرك الأكبر لأن النذر خاص لله عز وجل فإذا قال قائل لصاحب هذا القبر علي نذر أن أذبح له أو لصاحب هذا القبر نذر أن أصلي له أو ما أشبه ذلك من العبادات التي تُنذر لأصحاب القبور فإن هذا بلا شك شرك مخرج عن الملة أما إن أراد بالنذر النذر لله عز وجل فهذا فيه تفصيل كثير، إن كان النذر نذر طاعة وجب عليه الوفاء به سواء كان النذر مطلقا أو معلّقا بشرط فإذا قال قائل مثلا: لله علي نذر أن أصوم غدا وجب عليه أن يصوم، لله علي نذر أن أصلي ركعتين وجب عليه أن يصلي ركعتين، لله علي نذر أن أحج وجب عليه أن يحج، لله علي نذر أن أعتمر وجب عليه أن يعتمر، لله علي نذر أن أصلي في المسجد النبوي وجب عليه أن يصلي في المسجد النبوي، إلا أنه إذا نذر شيئا فله أن ينتقل إلى ما هو خير منه، لو نذر أن يصلي في المسجد النبوي فله أن يصلي بدلا من ذلك في المسجد الحرام لأنه ثبت أن رجلا قال يوم الفتح للنبي صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله! إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صل ها هنا ) فأعاد عليه الرجل مرتين، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( شأنك إذن ) فهذا دليل على أنه إذا نذر شيئا وفعل ما هو خير منه من جنسه فإنه يكون جائزا وموفيا بنذره.
هذا في نذر الطاعة سواء كان مطلقا كما مثّلنا أو كان معلّقا بشرط كما في هذا الحديث.
السائل : نعم.
الشيخ : " إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس " .
ومثل النذور المعلقة أيضا ما يفعله كثير من الناس، يكون عندهم المريض فيقول إن شفى الله هذا المريض فلله علي نذر أن أفعل كذا وكذا من أمور الخير فيجب عليه إذا شفي هذا المريض أن يوفي بما نذر من طاعة الله.
ومثله أيضا ما يفعله بعض الطلبة يقول إن نجحت فلله علي كذا من أمور الطاعة، لله علي أن أصوم ثلاثة أيام أو عشرة أيام أو يوم الإثنين والخميس من هذا الشهر أو ما أشبه ذلك فكل هذا يجب الوفاء به لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .
ومع هذا فإني أنصح إخواننا المسلمين أنصحهم أن ينذروا على أنفسهم لأن النذر أقل أحواله الكراهة بل إن بعض العلماء حرّمه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال: ( إن النذر لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل ) .
السائل : نعم.
الشيخ : ولأن الناذر ألزم نفسه بأمر هو في عافية منه ولأن الناذر قد يتراخى ويتساهل في الوفاء بالنذر وهذا أمر خطير واستمعوا إلى قول الله تعالى: (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) فإذا تساهل الإنسان فيما نذر لله على شرط فإنه يوشك أن يُعاقب بهذه العقوبة العظيمة يُعقبه الله نفاقا في قلبه إلى أن يموت، نسأل الله السلامة والعافية.
السائل : نعوذ بالله.
الشيخ : ثم إن النذر في هذه الحال كأن الناذر يقول إن الله لا يعطيني ما أريد إلا إذا شرطت له وهذا في الحقيقة سوء ظن بالله عز وجل فالله تبارك وتعالى يتفضل على عباده بدون أن يشترطوا له شرطا أو شيئا فأنت إذا حصل لك مكروه أو أردت مرغوبا فاسأل الله وادعه، هذه طريقة الرسل كما قال الله تعالى عنهم، عن الذين أصيبوا ببلاء أنهم يُناجون الله عز وجل ويدعونه فيستجيب لهم: (( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ )) وهل أيوب نذر لله نذرا إن عافاه الله؟ لا، بل دعا ربه.
السائل : نعم.
الشيخ : وهكذا أيضا سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين إذا أرادوا من الله ما يرغبون توجهوا إليه بالرغبة والدعاء أن يعطيهم ذلك وإذا أرادوا من الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنهم ما يكرهون دعوه سبحانه وتعالى ولجؤوا إليه بأن يصرف عنهم ما يكرهون، هذه سبيل المرسلين من الأولين والأخرين.
السائل : نعم.
الشيخ : ءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يخرج الإنسان عن طريقتهم؟ فالمهم إننا ننصح إخواننا عن هذا الأمر. وكثيرا ما يسأل الناس الذين نذروا على أنفسهم نذورا، يسألون يريدون أن يجدوا من أهل العلم من يُخلصهم منها فلا يجدون من يخلصهم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : هذه رسالة وردتنا من المرسل أحمد موسى القرني.
الشيخ : لست أعلم ما يُريد بالنذور فأخشى أنه يريد بالنذور ما ينذَر للأموات فإن كان يريد ذلك فإن النذور للأموات من الشرك الأكبر لأن النذر خاص لله عز وجل فإذا قال قائل لصاحب هذا القبر علي نذر أن أذبح له أو لصاحب هذا القبر نذر أن أصلي له أو ما أشبه ذلك من العبادات التي تُنذر لأصحاب القبور فإن هذا بلا شك شرك مخرج عن الملة أما إن أراد بالنذر النذر لله عز وجل فهذا فيه تفصيل كثير، إن كان النذر نذر طاعة وجب عليه الوفاء به سواء كان النذر مطلقا أو معلّقا بشرط فإذا قال قائل مثلا: لله علي نذر أن أصوم غدا وجب عليه أن يصوم، لله علي نذر أن أصلي ركعتين وجب عليه أن يصلي ركعتين، لله علي نذر أن أحج وجب عليه أن يحج، لله علي نذر أن أعتمر وجب عليه أن يعتمر، لله علي نذر أن أصلي في المسجد النبوي وجب عليه أن يصلي في المسجد النبوي، إلا أنه إذا نذر شيئا فله أن ينتقل إلى ما هو خير منه، لو نذر أن يصلي في المسجد النبوي فله أن يصلي بدلا من ذلك في المسجد الحرام لأنه ثبت أن رجلا قال يوم الفتح للنبي صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله! إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صل ها هنا ) فأعاد عليه الرجل مرتين، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( شأنك إذن ) فهذا دليل على أنه إذا نذر شيئا وفعل ما هو خير منه من جنسه فإنه يكون جائزا وموفيا بنذره.
هذا في نذر الطاعة سواء كان مطلقا كما مثّلنا أو كان معلّقا بشرط كما في هذا الحديث.
السائل : نعم.
الشيخ : " إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس " .
ومثل النذور المعلقة أيضا ما يفعله كثير من الناس، يكون عندهم المريض فيقول إن شفى الله هذا المريض فلله علي نذر أن أفعل كذا وكذا من أمور الخير فيجب عليه إذا شفي هذا المريض أن يوفي بما نذر من طاعة الله.
ومثله أيضا ما يفعله بعض الطلبة يقول إن نجحت فلله علي كذا من أمور الطاعة، لله علي أن أصوم ثلاثة أيام أو عشرة أيام أو يوم الإثنين والخميس من هذا الشهر أو ما أشبه ذلك فكل هذا يجب الوفاء به لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .
ومع هذا فإني أنصح إخواننا المسلمين أنصحهم أن ينذروا على أنفسهم لأن النذر أقل أحواله الكراهة بل إن بعض العلماء حرّمه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال: ( إن النذر لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل ) .
السائل : نعم.
الشيخ : ولأن الناذر ألزم نفسه بأمر هو في عافية منه ولأن الناذر قد يتراخى ويتساهل في الوفاء بالنذر وهذا أمر خطير واستمعوا إلى قول الله تعالى: (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) فإذا تساهل الإنسان فيما نذر لله على شرط فإنه يوشك أن يُعاقب بهذه العقوبة العظيمة يُعقبه الله نفاقا في قلبه إلى أن يموت، نسأل الله السلامة والعافية.
السائل : نعوذ بالله.
الشيخ : ثم إن النذر في هذه الحال كأن الناذر يقول إن الله لا يعطيني ما أريد إلا إذا شرطت له وهذا في الحقيقة سوء ظن بالله عز وجل فالله تبارك وتعالى يتفضل على عباده بدون أن يشترطوا له شرطا أو شيئا فأنت إذا حصل لك مكروه أو أردت مرغوبا فاسأل الله وادعه، هذه طريقة الرسل كما قال الله تعالى عنهم، عن الذين أصيبوا ببلاء أنهم يُناجون الله عز وجل ويدعونه فيستجيب لهم: (( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ )) وهل أيوب نذر لله نذرا إن عافاه الله؟ لا، بل دعا ربه.
السائل : نعم.
الشيخ : وهكذا أيضا سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين إذا أرادوا من الله ما يرغبون توجهوا إليه بالرغبة والدعاء أن يعطيهم ذلك وإذا أرادوا من الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنهم ما يكرهون دعوه سبحانه وتعالى ولجؤوا إليه بأن يصرف عنهم ما يكرهون، هذه سبيل المرسلين من الأولين والأخرين.
السائل : نعم.
الشيخ : ءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يخرج الإنسان عن طريقتهم؟ فالمهم إننا ننصح إخواننا عن هذا الأمر. وكثيرا ما يسأل الناس الذين نذروا على أنفسهم نذورا، يسألون يريدون أن يجدوا من أهل العلم من يُخلصهم منها فلا يجدون من يخلصهم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : هذه رسالة وردتنا من المرسل أحمد موسى القرني.