يقول لقد ورثت بيتاً من المرحومة والدتي وقد انهدم هذا البيت وجددت عمارته ويوجد بجانبه قبور كثيرة وبينما كنا نحفر أساسه عثرنا على عظام بالية يبدو أنها من القبور المجاورة فأخذت هذه العظام ودفنتها في مكان آخر بعيداً عن البيت وقد أكملت عمارته مع العلم أن بيوتنا تقع كلها بجوار قبور وقد ورثنا هذه البيوت عن أجدادنا ولا نملك بيوتاً غيرها ولا أرضاً لنبني فيها بعيداً عن هذه المقابر فهل يحق لنا السكن في هذا البيت وهل نقلي لهذه العظام إلى مكان جديد ليس علي فيه إثم أم لا أفيدونا بارك الله فيكم ؟ حفظ
السائل : يقول لقد ورثت بيتاً من المرحومة والدتي وقد انهدم هذا البيت وجدّدت عمارته ويوجد بجانبه قبور كثيرة وبينما كنا نحفر أساسه عثرنا على عظام بالية يبدو أنها من القبور المجاورة فأخذت هذه العظام ودفنتها في مكان ءاخر بعيداً عن البيت وقد أكملت عمارته مع العلم أن بيوتنا تقع كلها بجوار قبور وقد ورثنا هذه البيوت عن أجدادنا ولا نملك بيوتاً غيرها ولا أرضاً لنبني فيها بعيداً عن هذه المقابر فهل يحق لنا السكن في هذا البيت وهل نقلي لهذه العظام إلى مكان جديد ليس علي فيه إثم أم لا أفيدونا بارك الله فيكم؟
الشيخ : إذا كانت هذه القبور قبور مسلمين فإن أصحابها أحق بالأرض منكم لأنهم لما دفنوا فيها ملكوها ولا يحِل لكم أن تبنوا بيوتكم على قبور المسلمين ويجب عليكم إذا تيقنتم أن هذا المكان فيه قبور يجب عليكم أن ترفعوا البناء وأن تدعوا القبور لا بناء عليها وكونه لا بيوت لكم لا يقتضي أن تحتلوا بيوت غيركم من المسلمين فإن القبور بيوت الأموات ولا يحل لكم أن تسكنوها مادمتم عالمين بأن فيها أمواتا وبقي علينا تنبيه وهو قولك: المرحومة والدتي المرحومة فإن بعض الناس يُنكر هذا اللفظ يقولون إننا لا نعلم هل هذا الميت من المرحومين أو ليس من المرحومين وهذا الإنكار في محله إذا كان الإنسان يُخبر خبرا عن أن هذا الميت قد رحِم لأنه لا يجوز أن نخبر أن هذا الميت قد رحم أو عذّب بدون علم قال الله تعالى: (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) لكن الناس لا يُريدون بذلك الإخبار قطعا فالإنسان الذي يقول: المرحوم الوالد أو المرحومة الوالدة أو المرحومة الأخت أو الأخ أو ما أشبه ذلك لا يُريدون بهذا الجزم أو الإخبار أنهم مرحومون وإنما يريدون بذلك الدعاء أن الله تعالى قد رحمهم والرجاء وفرق بين الدعاء والخبر ولهذا نحن نقول: فلان رحمه الله، فلان غفر الله له ولا فرق من حيث اللغة العربية بين قولنا: فلان المرحوم وفلان رحمه الله لأن جملة رحمه الله جملة خبرية والمرحوم بمعنى الذي رحِم فهي أيضا خبرية فلا فرق بينهما أي بين مدلوليهما في اللغة العربية فمن منع المرحوم يجب أن يمنع فلان رحمه الله.
على كل حال نقول: لا إنكار في هذه الجملة أي في قولنا: فلان المرحوم وفلان المغفور له وما أشبه ذلك، لأننا لسنا نُخبر بذلك خبرا ونقول: إن الله قد رحمه وإن الله قد غفر له ولكننا نسأل الله ونرجو فهو من باب الرجاء والدعاء وليس من باب الإخبار وفرق بين هذا وهذا.
السائل : جزاكم الله خيرا.
السائل : هذه رسالة من السائلة ه ي من العراق محافظة نينوى.