هذا سؤاله الثاني يقول فيه بعض الناس يقولون إن كل شيء من العبادات مستقل بنفسه ويبررون تركهم لبعض الفرائض وهم يقومون ببعضها الآخر فمثلاً نجد شخصاً يصلي ولا يصوم أو امرأة تصلي ولا تضع الخمار على وجهها فإن قلت لها لماذا تصلين ولا تتحجبين فتقول كل شيء لوحده والله يحاسبني على الصلاة وحدها وعلى الخمار لوحده ومنهن من تقول أعرف أنه واجب ولكن الظروف لا تسمح لي فما رأيكم بذلك أليس هذا من جنس الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض وهل تكون صلاة المرأة التي تخرج سافرة صلاة صحيحة مقبولة وما الحكم لو كان زوجها هو الذي يمنعها من الحجاب ؟ حفظ
السائل : هذا سؤاله الثاني يقول فيه بعض الناس يقولون إن كل شيء من العبادات مستقل بنفسه ويبررون تركهم لبعض الفرائض وهم يقومون ببعضها الأخر فمثلاً نجد شخصاً يصلي ولا يصوم أو امرأة تصلي ولا تضع الخمار على وجهها فإن قلت لها لماذا تصلين ولا تتحجبين فتقول كل شيء لوحده والله يحاسبني على الصلاة وحدها وعلى الخمار لوحده ومنهن من تقول أعرف أنه واجب ولكن الظروف لا تسمح لي فما رأيكم بذلك أليس هذا من جنس الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض وهل تكون صلاة المرأة التي تخرج سافرة صلاة صحيحة مقبولة وما الحكم لو كان زوجها هو الذي يمنعها من الحجاب؟
الشيخ : العبادات لا شك أنها تتجزأ وأن كل عبادة مستقلة بنفسها فهذه صلاة وهذه صدقة وهذه صيام وهذه حج وهذا بر والدين ولكل منها حكم نفسه ويُقبل منها كل واحد وإن كان مفرّطا في الأخر إلا عبادة واحدة وهي الصلاة فإنه إذا تركها لا تُقبل منه عبادة أخرى وذلك لأن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة وإذا كان كفرا مخرجا عن الملة فإن الكافر لا تُقبل منه عبادة لقوله تعالى: (( وَمَا مَنَعَهُمْ أن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ )) إنما غير الصلاة إذا ترك عبادة وفعل عبادة أخرى فإنها تقبل منه التي فعلها إذا كانت على الوجه الشرعي وإن كان متهاونا بالعبادة الثانية إلا إذا كان تركه للعبادة الثانية ترك تكذيب وجحود وهي مما يُخرج عن الملة جحوده فحينئذ لا يُقبل منه، لا تُقبل منه العبادات الأخرى لما ذكرناه قبل قليل وأما بالنسبة للمرأة التي تصلي وهي لا تحتجب الحجاب الشرعي والحجاب الشرعي هو تغطية الوجه واليدين ومواضع الفتنة من المرأة فإن صلاتها تكون صحيحة وهي ءاثمة بترك الحجاب الشرعي وإذا كان زوجها يأمرها بأن لا تحتجب فإنه لا طاعة له ويجب عليها معصيته في طاعة الله، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (( وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ )) وفي هذه الحال إذا عصته فإنه لا يحل له أن يُقصّر في شيء من واجباتها بناء على هذه المعصية بحجة أنها نشزت بمعصيتها إياه لأن هذا ليس من النشوز فإن معصية المرأة زوجها في طاعة الله سبحانه وتعالى ليس من النشوز في شيء بل ينبغي للمرء أن تزيد زوجته غلاء في قلبه إذا كانت عصته في طاعة الله سبحانه وتعالى أي من أجل طاعة الله. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم، هذا سؤال من المستمعة فتاة من الأردن الزرقاء.