لو صعب عليه أن يأخذ من تحت قدميه كما تفضلتم لشدة الزحام ولكنه عاد ورجع مرةً أخرى واستأنف البقية ؟ حفظ
السائل : لو صعُب عليه أن يأخذ من تحت قدميه كما تفضلتم لشدة الزحام ولكنه عاد ورجع مرةً أخرى واستأنف البقية؟
الشيخ : لا حرج عليه يصح.
السائل : يصح؟ يُكمل الباقي.
الشيخ : لو تعذر.
السائل : عدد الذي طاشت منه فقط؟
الشيخ : نعم، لو تعذر عليه ورجع وخرج عن الزحام ثم أخذ حصى ورجع ورمى به فلا حرج يكمّل الباقي الذي طاش.
السائل : يكمّل الباقي فقط.
الشيخ : نعم.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إنه بالمناسبة.
السائل : نعم.
الشيخ : كثير من العامة يعتقدون أن رمي الجمرات رمي للشياطين ويقولون: إننا نرمي الشيطان وتجد الإنسان يأتي منهم بعنف شديد وحنق وغيظ وصياح وشتم وسب لهذه الجمرة والعياذ بالله حتى إني رأيت قبل أن تُبنى الجسور على الجمرات رأيت رجلا وامرأته وقد ركبا على الحصى يضربان بالحذاء أو بالجزمات يضربان هذا العمود الشاخص ويسبانه ويلعنانه والحصى، من العجيب إن الحصى يضربهما ولا يباليان بهذا وهذا من الجهل العظيم فإن رمي هذه الجمرات عبادة عظيمة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعِل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) هذا هو الحكمة من هذه الجمرات ولهذا يُكبّر الإنسان عند كل حصاة ليس يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بل يُكبّر يقول: الله أكبر تعظيما لله الذي شرع رمي هذه الحصى وهو في الحقيقة أعني رمي الجمرات غاية التعبّد والتذلل لله سبحانه وتعالى لأن الإنسان لا يجد، لا يعرف حكمة من رمي هذه الجمرات في هذه الأمكنة إلا أنها مجرّد تعبّد لله سبحانه وتعالى وانقياد الإنسان لطاعة الله وهو لا يعرف الحكمة أبلغ في التذلّل والتعبد لأن العبادات منها ما حكمته معلومة لنا وظاهرة فالإنسان ينقاد لها تعبّدا لله تعالى وطاعة له ثم إتباعا لما يعلم فيها من هذه المصالح ومنها ما لا يعرف حكمته ولكن كوْن الله يأمر بها ويتعبّد بها عبادة فيها حكمة كما قال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) وما يحصل للقلب من الإنابة إلى الله والخشوع والاعتراف بكمال الرب ونقص العبد وحاجته إلى ربه ما يحصل له في هذه العبادة فهو من أكبر المصالح وأعظمها. نعم.