ذكرتم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة وكان على غير طهارة وتذكر فخرج وأشار إليهم ..) ذكرت أن المصلي يبني على صلاته . فكيف يكون البناء في الصلاة ، وهل التذكر كان بعد تكبيرة الإحرام أو قبلها.؟ حفظ
السائل : البناء في الصلاة سمعنا لك أحد الأشرطة ذكرت فيها أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم قام ليؤم أصحابه فتذكر أنه ليس على طهارة فقال ( الزموا أماكنكم ... ) فذهب فرجع و هو يقطر ماء فكبر فصلى فذكرت أنت هناك كلمة البناء أنه بنى فكيف تتم عملية البناء أولا ؟ ثم هل في هذه الصلاة في هذا الحديث الذي ذكر هل كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد صلى بهم ثم ذهب ليغتسل أم قبل التكبير ؟
الشيخ : الجواب هناك أن هناك حديثان اثنان أحدهما من حديث أبي هريرة و الآخر من حديث أبي بكرة الثقفي . الحديث الأول يقول أن النبي صلى الله و سلم قام ليصلي صلاة الفجر فتذكر قبل أن يكبر أنه على جنابة فذهب و اغتسل و جاء و صلى بهم هذا الحديث ليس موضوعنا ، الحديث الثاني هو بحثنا حديث أبي بكرة ( أنّ النبي صلى الله عليه و سلم كبر ذات يوم لصلاة الفجر ثم تذكر فأشار إليهم أن مكانكم فذهب و جاء رأسه يقطر ماء فصلى بهم ) هذا الحديث الثاني نحن نقول أن هذا الحديث فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم بنى على ما صلى من قبل و هنا مسألة خلافية بين العلماء إذا وقع للمصلي ما يبطل صلاته كأن يكون مثلا وهو يصلي خرج منه ناقض للوضوء على خلاف النواقض المعروفة عند العلماء مثلا رعف كمن يقول أن الرعاف ينقض الوضوء هذا بطل وضوءه خرج الدم بطل وضوءه من يقول به أما النواقض فكما قال عليه السلام ( فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) هذه نواقض متفق عليها فأي ناقض خرج من المصلي ثم ذهب و توضّأ فهل يبني على صلاته أي يعتبر الصلاة الماضية التي صلاها على طهارة ثم انتقضت هذه الطهارة هذه الطهارة المنتقضة هل نقضت الصلاة السابقة أم تبقى هذه الصلاة صحيحة فهنا قولان للعلماء منهم من يقول يبني على ما مضى أي ما صلى ركعة مثلا صلاها فانتقض وضوءه بناقض من النواقض فمعنى يبني أي الركعة التي صلاها ما دام صلاها على طهارة فهي ركعة صحيحة فإذا جدد وضوءه يبني أي لو كان يصلي الصبح لا يأتي بركعتين إنما يأتي بركعة واحدة أما من يقول بأنه يستأنف الصلاة فبعد ذلك أن تلك الركعة لا قيمة لها فهو يبتدأ الصلاة من جديد حديث أبي بكرة من الأحاديث الصحيحة التي ترجح أنّ من عرض له ما يبطل صلاته أنه يبني على ما صلى ما دام أنه كان معذورا و من الأعذار هو النسيان و هذا ما وقع للرسول عليه السلام في قصة أبي بكرة حيث دخل في الصلاة و هو جنب فذهب و اغتسل و جاء ورأسه يقطر ماء فصلى ما قال فابتدأ الصلاة هذه واحدة من الناحية الأخرى أنه عليه السلام لو كان يريد أن يبين لأمته أنّ مثل هذه الحادثة التي وقعت لم يكن به من حاجة بأن يشير إليهم أن يقول لهم إشارة بيده أن مكانكم و إنما يقول لهم بلسانه بطلت صلاتي لأنني تذكرت أنني على غير طهارة فاجلسوا استريحوا حتى آتيكم أما أن يشير إليهم إشارة لا يصرح لهم بعبارة و ثانيا أن يوقفهم كأنهم في الصلاة و هم حقيقة في الصلاة فهذه علامات تؤكد أن قوله فصلى أي أتم الصلاة فإذا وضح لك ما هو المقصود بكلمة البناء أولا ؟
السائل : أريد استيضاحا آخرا بارك الله فيه .
الشيخ : تفضل .
السائل : أنه كان على جنابة فإذا صلى بهم ركعة على سبيل المثال أن الإمام صلى بهم ركعة فحسب ما قلت أنه يبني بهم على الركعة الأولى !
الشيخ : أي نعم .
السائل : طيب ألا نقول أن هناك القاعدة التي تقول " ما بني على فاسد فهو فاسد " فصلاته أصلا كانت فاسدة لأنه أصلا كان على جنابة ؟
الشيخ : ما هو الدليل أنها فاسدة ؟
السائل : أنه أصلا كان جنبا عندما دخل في الصلاة !
الشيخ : معليش يا أخي لكن نحن نقول هذا غير متعمد هذا ناسي (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) هذا السؤال يشبه تماما ما حكم من يأكل في رمضان ناسيا هل يبطل صيامه ؟ الجواب لا لأنه كان ناسيا فهل يصح أن نقيس الناسي على العامد ؟ فنقول الذي يأكل ناسيا في رمضان كالذي يأكل عامدا في رمضان لا يستويان مثلا فحينما نريد أن نقول " ما بني على فاسد فهو فاسد " القاعدة صحيحة لكن سنطبق القاعدة نفسها " ما بني على فاسد فهو فاسد " نحن نقول أنت تبني على فاسد لماذا ؟ لأنه لا دليل على أنّ الذي يصلي و هو ناس لوضوءه و تذكر هذا الوضوء أو نسيا لجنابته فتذكرها و هو في الصلاة فبنى عليها لو بنى على فاسد لا نحن بحاجة إلى دليل و الدليل الآن على خلاف المدّعى ، واضح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : بارك الله فيك .
سائل آخر : شيخنا توضيح لماذا نقول أنه الذي يصلي الصلاة تامة و هو على غير طهارة و هو ناس ...
الشيخ : لأثر عمر .
سائل آخر : نقول إذا نتبع الحديث لأن النبي صلى الله عليه و سلم اعتدّ بالركعة .
الشيخ : لو كان الحديث بعد الصلاة لو كانت القصة كما وقع لعمر لقلنا بالحديث لكن الحديث خاص في جزئيّة فطبّقناها ، أثر عمر في جزئية أعم من ذلك فطبقناه ووضعنا كل شيء في مكانه .
السائل : شيخنا في هذه المسألة بالذات بعض المذاهب يشيرون إلى استدبار القبلة ؟ كيف العمل هنا بأن الرسول عليه الصلاة و السلام كان لا شك أنه استبدر القبلة ؟
الشيخ : لا نحن لا نقول أنه لا شكّ ممكن هذا يعني ممكن هلا هنا ممكن أنه إنسان تذكر أن لا ينحرف عن القبلة يأتي و يقف هنا و يتوضّأ ممكن هذا فإذا أمكن فعليه أن يحرص على أن لا ينحرف عن القبلة أما إذا كان و لا بد أنه المكان في وضع دبر القبلة لابد له أن يذهب إليها منحرفا عن القبلة فالإنحراف عن القبلة كالحدث تماما . كل منهما أي استقبال القبلة شرط و الطهارة شرط لكن هذه الطهارة إذا اغتفرت بسبب عذر شرعي فكذلك استدبار القبلة يلحق بنفس الحكم هذا . عندما لا يمكن إلا كذلك .
سائل آخر : شيخنا إذا كان الإمام تذكر في ركوعه أو سجوده هل يبقي المصلين على هذه الهيئة و هل يجوز له من فهمنا للحديث السابق أنه أشار إليهم هل هذا يعني أنه لا يجوز له أن يتكلم معهم ؟
الشيخ : لا يجوز أن يتكلم ؟
سائل آخر : أي مثلا كانوا ساجدين ...
الشيخ : لا تعد الصورة ، الصورة فهمتها فسؤالك أخيرا هو أنه لا يجوز للإمام أن يتكلم ؟
سائل آخر : هل يجوز له أن يتكلم معهم أو يوحي لهم إيحاء فقط ؟
الشيخ : هذا يختلف باختلاف الجماعة الذين هو يؤمهم إذا كانوا ربوا على عينه و يفهمون عليه إذا أشار إليهم أن مكانكم فلا يجوز له أن يتكلم لأنه لا يزال في الصلاة أما إذا كان الجماعة ليسوا كذلك كما هو واقع اليوم فحينئذ لا بد أن ينيب أحدهم و هذا مما يترتب على الحكم السابق يعني يبقى الصلاة السابقة صحيحة فيقدم أحدهم ليتم بهم الصلاة فالمسالة إذا تختلف من جماعة إلى أخرى .
سائل آخر : شيخنا هنا لما رجع الإمام و أدرك شيئا من الصلاة كيف الآن هو وضعه يعني صلى بهم شيئا ... .
الشيخ : فهمت يا أخي
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : افترض أنه كان يصلي الفجر و صلى بهم ركعة فيأتي هو و يكمل على حسب الوضع إن كان فيما سبق أكمل الركعة أي بركوعها و سجودها وسجدتيها فيعتبر أنه أدرك ركعة و إلا فلا يكون صلى ركعة فيصلي هو ركعتين .
سائل آخر : يعني شيخنا يحرم من جديد ؟
الشيخ : لالا ما يحرم . إذا لم يتكلم و لم يفعل شيئا يبطل الصلاة عمدا فهو في صلاة . ما أدري اخذت جواب سؤالك ؟