تقول قرأت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن صبغ الشعر بالسواد فما مدى صحته وهل هو عامٌ للرجال والنساء أم هو خاصٌ بالرجال وما هي الحكمة من هذا النهي ؟ حفظ
السائل : تقول فيها قرأت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن صبغ الشعر بالسواد فما مدى صحته وهل هو عامٌ للرجال والنساء أم أنه خاصٌ بالرجال وما هي الحكمة من هذا النهي؟
الشيخ : هذا الحديث صحيح فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بتغيير الشيب وأمر بتجنيبه السواد، وتوعّد من يخضبون لحاهم بالسواد بأنهم لا يريحون رائحة الجنة وهذا يدل على أن الصبغ بالسواد من كبائر الذنوب فعلى المرء أن يتقي الله عز وجل وأن يتجنب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون ممن أطاع الله ورسوله وقد قال الله تعالى: (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) وقال: (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) ثم إن الحكمة من ذلك هو أن في صبغه بالسواد مضادّة لحكمة الله تعالى التي خلق الخلق عليها فإنه إذا حوّل شعره الأبيض إلى السواد فكأنه يُريد أن يرجع بشيخوخته إلى الشباب فيكون بذلك مضادا للحكمة التي جعل الله تعالى الخلق عليها بكونهم إذا كبروا ابيضّ شعرهم بعد السواد ومن المعلوم أن مضادة الخلق أمر لا ينبغي ولا يجوز للمرء أن يُضاد الله تعالى في خلقه كما لا يجوز له أن يضاد الله في شرعه.
أما إزالة العيوب غير الطبيعية فهذه لا بأس بها مثل أن يكون في الإنسان أصبع زائدة فيجري له عملية بقلعها إذا لم يكن هناك ضرر أو مثل أن يكون إحدى شفتيه فيها ثلم فيسوي عملية بسد هذا الثلم وما أشبه ذلك فإنه لا بأس به لأن هذا من باب إزالة العيوب الطارئة.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.