إذا كان الإنسان يريد السفر مسافة قصر وخرج من بيته وأتى عليه وقت الظهر وهو لا يزال في المدينة التي يقيم فيها فهل يجوز له أن يؤخر الظهر إلى العصر ويصليهما جمعا وقصرا أم يجب عليه أن يصلي الظهر في وقتها ما دام لم يفارق المدينة بعد ؟ حفظ
السائل : يقول في سؤاله الأول إذا كان الإنسان يريد السفر مسافة قصر وفعلاً خرج من بيته ولكن أتى عليه وقت الظهر مثلاً وهو لا زال في المدينة التي سيُسافر منها، فهل يجوز له أن يؤخره مع العصر ويصليهما جمعاً وقصراً أم يجب عليه أن يصليها في وقتها مادام لم يفارق المدينة بعد؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب على هذا السؤال يتوقف على معرفة أسباب الجمع فالجمع لا يقتصر سببه على السفر وحده بل السفر سبب من أسباب الجمع وإلا هناك أسباب أخرى غير السفر يجمعها ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما حين أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر فسئل رضي الله عنه لِمَ صنع ذلك فقال: أراد ألا يحرج أمته، أي أراد ألا يوقعها في حرج.
السائل : نعم.
الشيخ : وعلى هذا فمتى كان في ترك الجمع حرج ومشقة فإنه يجوز الجمع فهذا الذي مشى من منزله يريد السفر ولكن المدينة كانت واسعة كبيرة مترامية الأطراف ويشق عليه أن يتوقف ليصلي الظهر في وقتها فإن له أن يجمع فيؤخرها إلى وقت العصر أما إذا كان لا يشق عليه أن يتوقف في أي مكان فإنه يجب عليه أن يقف ويصلي الظهر في وقتها لأنه إلى الأن لم يكن له سبب يبيح الجمع حيث لم يخرج من بلده فيكون قد فارق البلد ودخل في السفر.
واعلم أن الجمع كما يكون عند الحاجة إليه يكون أيضاً بفوات مصلحة الجماعة فإذا كان هؤلاء الجماعة سيتفرقون ولا يصلون جماعة فإن لهم الجمع ولهذا جاز الجمع للمطر من أجل الجماعة فإن الناس في أيام الشتاء في أيام الأمطار يجمعون بين المغرب والعشاء جمع تقديم وما هذا الجمع إلا لخوف فوات الجماعة إذ من الممكن أن ينصرفوا بدون جمع ويقال أو ويقال لهم صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم من أجل المشقة بالحضور إلى المسجد لكن الجماعة لها شأن كبير فهي واجبة لا يجوز تركها إلا من عذر شرعي. نعم.
السائل : السؤال الثاني.