هل من نصيحة لمن يتول الإفتاء بغير علم ؟ حفظ
السائل : لكن هل من نصيحة إلى مثل هؤلاء الذين يتولون الإفتاء؟ نعم.
الشيخ : نعم، النصيحة إلى هؤلاء الذين يتولون الإفتاء بغير علم.
السائل : نعم.
الشيخ : أن نقول لهم ولأمثالهم ... من هذا العمل المحرّم فإن الله سبحانه وتعالى يقول (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تُشركوا بالله ما لم يُنزّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) فقرَن سبحانه وتعالى القول عليه بلا علم قرنه بالشرك به ومعلوم أن الشرك أعظم الذنوب وأكبرها والقول على الله بلا علم يتضمن القول على الله في ذاته والقول على الله في أسمائه وصفاته والقول على الله في أحكامه والقول على الله في أفعاله، فالمفتون بالأحكام الشرعية قائلون على الله في أحكامه فلا يحل لهم أن يفتوا بغير علم وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) فهؤلاء المفتون في الحقيقة يرتكبون إثماً عظيماً ولا أدري ماذا يحمل هؤلاء المفتين على التسرّع في الفتوى وعلى التسابق فيها، ما أدري ما الذي يحملهم مع أن الأمر خطير جداً وعظيم والإنسان المفتي واسطة بين الله وبين عباده في تبليغ شرعه (( ومن أظلم ممن كذب على الله وكذَّب بالصدق إذ جاءه )) .
فأنا أنصح هذا الأخ المفتي أن يفتي بغير علم، أنصحه يعني عن الفتوى بغير علم وأحذره من ذلك هو وغيره أيضاً وأقول الحمد لله إذا كنت تعلم وعندك علم فأفتِ بما تعلم واستعن بالله عز وجل واسأله التوفيق والهداية وإن كنت لا تعلم فإنما عليك بالصبر حتى تُراجع المسألة وتتبيّنها من كلام أهل العلم، ثم إنه ينبغي للإنسان إذا نزلت به نازلة لا سيما النوازل المُشكلة أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى في سؤال التوفيق للصواب وأن يستغفر الله عز وجل عند إصدار الفتوى وقد استنبط بعض العلماء ذلك من قوله تعالى (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما، واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيما )) .
السائل : هذا المستمع أبو بكر حبيب الحاتمي من الصومال ... .