أنا أعمل بالعراق منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً وقد جمعت مبلغاً من المال و لكني لم أخرج زكاته نظراً لصعوبة أحوالي المادية فعلي الكثير من الدين وأهلي في بلدي ينتظرون مساعدتي لهم بإرسال المال إليهم فهل علي شيء في ذلك ؟ وكذلك بالنسبة للصلاة فعملي يستمر ثلاثة عشرة ساعة متواصلة فلا أتمكن من أدائها ولو صليتها يوماً ما صليتها في اليوم الآخر فما الحكم في فعل هذا ؟ حفظ
السائل : يقول : أنا أعمل بالعراق منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً وقد جمعت مبلغاً من المال ولكني لم أخرِج زكاته نظرا لصعوبة أحوالي المادية فعلي الكثير من الدين وأهلي في بلدي ينتظرون مساعدتي لهم بإرسال المال إليهم فهل علي شيء في ذلك؟ وكذلك بالنسبة للصلاة فعملي يستمر ثلاث عشرة ساعة متواصلة فلا أتمكن من أدائها ولو صليتها يوماً ما صليتها في اليوم الأخر، فما الحكم في فعلي هذا؟
الشيخ : تضمن فعلك هذا أمرين، أحدهما ترك الصلاة والثاني ترك الزكاة، وهما أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين فأما الصلاة فإنك لا تُعذر بتركها أبداً بأي حال من الأحوال، يجب عليك أن تصلي الصلاة لوقتها مهما كان الأمر حتى لو قدِّر أنك تُفصل من هذه الوظيفة إلى وظيفة أخرى أو إلى أن تخرج إلى البر وتحتطب وتبيع الحطب وتأكله فإنه يجب عليك أن تؤدي الصلاة ولا يحل لك أن تؤجلها كما يفعله بعض الجهلة إلى أن يناموا فإذا جاءوا للنوم صلوا الصلوات الخمس، هذا محرم ولا يجوز وهو من كبائر الذنوب بل من أكبر الكبائر والعياذ بالله لأنه قد يؤدي إلى الكفر.
وأما الزكاة فإن هذا المال الذي تكتسبه إذا بقي عندك حتى تَمّ عليه الحول فإنه يجب عليك أن تؤدي زكاته وكوْن أهلك ينتظرون ما تُرسل إليهم من الدراهم لا يمنع وجوب الزكاة والزكاة ليست شيئاً صعباً وليست جزءاً كبيراً من المال ما هي إلا واحِدٌ في الأربعين فقط يعني اثنين ونصف في المائة فهو أمر بسيط وأمر يسير وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الصدقة لا تنقص المال فهي -أي الصدقة- تزيده بركة ونمواً ويفتح الله للإنسان من أبواب الخير ما لا يخطر على باله إذا أدى ما أوجب عليه الله في ماله، فعليك أن تُزكي كل مال تم عليه الحول عندك أما ما أنفقته أو قضيت به ديناً قبل أن يتم الحوْل عليه فإنه لا زكاة عليك فيه.