ما معنى قوله تعالى (( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )) ؟ حفظ
السائل : يقول ما معنى قوله تعالى (( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرّمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )) ؟
الشيخ : سبحان الله، معنى هذه الأية إن الله يخبر بأنه حرم على الذين هادوا وهم اليهود، حرم عليهم كل ذي ظفر من البهائم.
السائل : نعم.
الشيخ : وذو الظفر قال أهل العلم هو الذي ليس فيه شق في يديه ولا في رجليه تكون يداه ورجلاه طبقة واحدة بمعنى أنه يقول كخف البعير مثلا.
السائل : نعم.
الشيخ : غير مشقوق لأن الأرجل في البهائم منها ما هو مشقوق كالماعز والبقر ومنها ما هو غير مشقوق كالإبل.
السائل : نعم.
الشيخ : فحُرّم عليهم كل ذي ظفر وحرّم عليهم من البقر والغنم شحومهما إلا ما استثني إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما أختلط بعظم فإنه حلال لهم، وبيّن الله سبحانه وتعالى أن هذا التحريم إنما هو ببغيهم وعدوانهم وأنهم لما بغوا واعتدوا حرّم عليهم بعض الطيبات كما قال تعالى في ءاية ءاخرى (( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا )) .
السائل : يعني هذا كنوع من العقاب في الدنيا؟
الشيخ : أي نعم، هو نوع من العقاب (( ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )) .
السائل : نعم.
الشيخ : وهنا الضمير يعود إلى الله عز وجل وإنما جاء بصيغة الجمع للتعظيم وهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ويؤخذ من هذه الأيات الكريمة أن الإنسان بمعصيته لربه وببغيه قد يُحرم بعض الطيبات إما شرعاً كما حصل لليهود وإما قدَرا فإن الإنسان قد يُصاب بآفات تمنعه من تناول بعض الطيبات بسبب عدوانه وبغيه وكذلك أيضا قد يُحدث الله تعالى الجدب والقحط وقلة الثمار بسبب المعاصي والذنوب فرزق الله عز وجل والطيبات التي أحلّها للعباد إذا بغوا واعتدوا فقد يُحرمون إياها إما شرعاً وإما كوناً وقدراً لكن اذا اتقى الناس وألتزموا ما أمر الله به ورسوله وقاموا بطاعة ربهم فإن الله يقول (( ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء واللأرض )) نسأل الله تعالى أن يحقق للمسلمين الإيمان والتقوى.