رجل كان مقصرا في الدين وقد صدر منه أيمان كثيرة ولم يكفرها كما أنه طلق زوجته عدة طلقات لا يعلم عددها وهو مستمر معها ثم تاب إلى الله فما الحكم في أيمانه التي حلفها وحنث فيها وما الحكم في الطلاق الذي صدر منه وهو يجهل عددها وما الحكم في الواجبات التي تركها من صلاة وصيام وسرقة لأموال الناس ؟ حفظ
السائل : بارك الله فيكم هذه رسالة من المستمع إبراهيم محمد عيسى سوداني مقيم بالكويت يقول لقد كنت في شبابي مقصراً في الدين إلى درجة كبيرة فكنت لا أصلي ولا أصوم وأسرق من أموال الناس وقد حلفت أيماناً كثيرة وحنثت فيها أنا لا أحصي عددها الأن كما قد صدر مني طلاق لزوجتي مرات كثيرة ولا أعرف العدد بالتحديد وعشرتنا لا زالت مستمرة وقد أنجبت بنتين فما الحكم في تركي لما مضى من الفروض والواجبات وما الحكم في الأيمان التي حلفتها وحنثت فيها وما الحكم في الطلاق الذي صدر مني وأجهل عدده الأن؟
الشيخ : أما بالنسبة للعبادات التي تركتها في ذلك الوقت فإنك إذا تبت توبة نصوحا إلى الله عز وجل غفر الله لك ما سلف لقوله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) وأما بالنسبة للأيمان فإن عليك أن تُكفّر كفارة يمين واحدة وتُجزئ عن جميع الأيمان على المشهور من مذهب الإمام أحمد وذلك لأن الأيمان مهما تعدّدت فإن الواجب فيها شيء واحد وهو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة وذهب بعض أهل العلم بل أكثر أهل العلم على أن الأيمان إذا كانت على أشياء متعدّدة فإن عليه لكل يمين كفارة وعلى هذا القول وهو أبرأ للذمة، على هذا القول يجب عليك أن تتحرّى الأيمان التي حلفت وهي متباينة فتُخرج عن كل يمين منها كفارة وأما بالنسبة للطلاق الذي وقع منك فإذا كان الطلاق الذي وقع منك أكثر من ثنتين فإن زوجتك الأن لا تحِل لك لأن الإنسان إذا طلّق زوجته ثلاثاً فإنها لا تحِل له حتى تنكح زوجاً غيره لقوله تعالى (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) إلى أن قال سبحانه وتعالى (( فإن طلّقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره )) فعليك إذا تيقّنت أنك قد طلّقت ثلاثاً فأكثر عليك أن تُفارقها ولا تحل لك حينئذٍ وعليك أن تتقي الله في هذا الأمر وتعلم أنك إذا تركت شيئا لله عوّضك الله خيراً منه والله الموفق.
السائل : جزاكم الله خيراً.
أيها الإخوة الأعزاء عرضنا رسائلكم في حلقتنا اليوم على الشيخ محمد بن صالح العثيمين المدرس بكلية الشريعة بجماعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم وإمام وخطيب المسجد الجامع الكبير بعنيزة وقد أجاب مشكوراً عن أسئلة الإخوة ج ع ظ من معهد النماص العلمي والمستمع م ز خ من العراق الموصل والمستمع محمد قاسم أبو إدريس سوداني مقيم باليمن والمستمع إبراهيم محمد عيسى مقيم بالكويت.
أيها الإخوة الكرام لكم جزيل شكرنا على حسن متابعتكم وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة إن شاء الله نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.