رجل يعمل في شركة ووكل إليه صرف رواتب العمال فكان يأخذ من كل عامل شيئا من المال بحجة عدم وجود الصرف وقد تاب إلى الله وعلم أن فعله ذلك محرم فماذا يفعل خصوصا أنه يتعذر عليه نصيب كل واحد ويتعذر عليه معرفتهم ومكانهم فماذا يفعل الآن ؟ حفظ
السائل : هذا المستمع أ أ ف مقيم بالمدينة المنورة بعث بهذا السؤال يقول كنت أعمل موظفاً في إحدى الشركات وكانت توكَل إلي أحياناً مهمة الصرف للعمال رواتبهم ولكني كنت لا أقوم بها على الوجه الأكمل وذلك لأنني كنت ءاخذ جزءً يسيراً من راتب كل واحد منهم بحجة أنه لا يوجد لدي صرف وصرت على هذه الطريقة لمدة عام وقد تركت العمل بها منذ أربعة أعوام وندمت ندماً شديداً على ما فعلت خصوصاً لما علمت أن حق العباد لا تكفي فيه التوبة بل لا بد من إرجاعه إلى أصحابه وأصحابه يتعذّر علي معرفتهم الأن خصوصاً وأن عهدي بهم قد طال وكذلك يتعذّر علي معرفة نصيب كل واحد منهم على وجه التحديد فماذا أفعل أفيدوني أثابكم الله؟
الشيخ : ما قاله السائل في أن التوبة لا تتم فيما يتعلق بحق العباد إلا بأداء الحق إليهم أو استحلالهم منه هذا صحيح والطريق إلى التخلّص من حق هؤلاء الذين ظلمتهم به أن ترجع إلى السجلات في الوقت الذي كنت تعمل هنالك فإذا رجعت عرفت الموظفين الذين تصرف لهم ثم تتصل بهم وتستحلهم مما صنعت فإن أحلوك فذاك وإن لم يُحلوك فإنك تتفق معهم على مصالحة وأي مصالحة تتفقون عليها فإن ذلك جائز فإن تعذّر عليك هذا الأمر وصار أمراً غير ممكن فإنك تتصدّق بما يغلب على ظنك أنك أخذته منهم تنوي بذلك الخلاص منه لا التقرّب به الى الله لأن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما لا يحل لا يكون قربة للفاعل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) .
السائل : أحسن الله إليكم، هذا المستمع لم يذكر اسمه سوداني مقيم بالمملكة منطقة الباحة.