شاب يهوى كتابة الروايات والقصص في مواضيع اجتماعية فما حكم كتابة هذه الروايات وأخذ المال عليها كجوائز تقديرية في المسابقات ونحوها وهل يجوز ممارستها كمهنة لطلب الرزق ؟ حفظ
السائل : السؤال الأول في رسالته يقول : أنا شاب أهوى الكتابة وأقدِم على كتابة الروايات والمسرحيات والقصص عن مواضيع اجتماعية طيبة من نسج خيالي وتصوّري وإني أسأل عن حكم كتابة هذه الروايات والقصص وتقاضي المال عنها كجوائز تقديرية في المسابقات أو كممارستها كمهنة لطلب الرزق؟ نعم.
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، هذه الأمور التي تتصوّرها في ذهنك ثم تكتب عنها لا يخلو إما أن تكون لمعالجة داء وقع فيه الناس حتى ينقذهم الله منه بمثل هذه التصويرات التي تصوّرها، وإما أن يكون تصويراً لأمور غير جائزة في الشرع فإن كان تصويراً لأمور غير جائزة في الشرع فإن هذا محرّم ولا يجوز بأي حال من الأحوال بما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) .
أما إذا كانت لمعالجة داء وقع فيه الناس لعل الله يُنقذهم منه بها فإن هذا لا بأس به بشرط أن تعرضه عرضاً يفيد أنه غير واقعي وإنما تجعله أمثالاً تضربها حتى يأخذ الناس من هذه الأمثال عِبراً أما أن تحكيها على أنها أمر واقع وقصة واقعة وهي إنما هي في الخيال فإن هذا لا يجوز لما فيه من الكذب والكذب محرم ولكن من الممكن أن تحكيه على أنه ضرب مثل يتضح به المآل والعاقبة لمن ارتكب مثل هذا الداء.
السائل : نعم.
الشيخ : واتخاذ ذلك سبباً ووسيلة لطلب الرزق هذا ليس فيه بأس إذا كان في معالجة أمور دنيوية لأن الأمور الدنيوية لا بأس أن تُطلب بعلم دنيوي أما إذا كان في أمور دينية فإن الأمور الدينية لا يجوز أن تُجعل سبباً للكسب وطلب المال لأن الأمور الدينية يجب أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى.
السائل : الدينية.
الشيخ : الأمور الدينية، نعم.
السائل : نعم.
الشيخ : يجب أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى لقوله تعالى : (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) .
والحاصل : أن هذه التصورات التي تصوغها بصيغة قصص إن كان فيها إعانة على إثم وعدوان فإنها محرمة بكل حال وإن كان فيها إعانة على الخير ومصلحة الناس فإنها جائزة بشرط أن تصوغها صيغة التمثيل لا صيغة الأمر الواقع لأنها لم تقع وأنت إذا صغتها بصيغة الأمر الواقع وهي لم تقع صار ذلك كذباً أما اتخاذها وسيلة للكسب المادي فإن كان ما تريده إصلاحاً دنيوياً ومنفعة دنيوية فلا حرج لأن الدنيا لا بأس أن تُكتسب بالدنيا، وأما إذا كان ما تريده إصلاحاً دينياً فإن الأمور الدينية لا يجوز للإنسان أن يجعلها وسيلة للدنيا لأن الدين أعظم وأشرف من أن يكون وسيلة لما هو دونه.
السائل : بارك الله فيكم.
السؤال الثاني يقول.