ما مدى صحة هذا الحديث وما معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال أبو ذر وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق . وفي رواية ( على رغم أنف أبي ذر ) ؟ حفظ
السائل : السؤال الثاني يقول ما مدى صحة هذا الحديث وما معناه، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ) فقال أبو ذر : وإن زنا وإن سرق؟ قال : ( وإن زنا وإن سرق ) وفي رواية ( علي رغم أنف أبي ذر ) .
الشيخ : هذا الحديث صحيح.
السائل : نعم.
الشيخ : ومعناه أن الرسول عليه الصلاة والسلام بيّن في هذا الحديث أن من حقّق التوحيد وقال لا إله إلا الله فإنه يدخل الجنة ولو عمل بعض المعاصي والكبائر، لأن المعاصي والكبائر لا تُخرج من الإيمان.
السائل : نعم.
الشيخ : كما هو المذهب الحق مذهب أهل السنّة والجماعة أن الإنسان يكون مؤمناً بإيمانه فاسقا بكبيرته ولا يخرج من الإيمان بالكبائر، فها هو الرجل لو قتل نفساً محرّمة بغير حق فإن ذلك من أكبر الذنوب ومع هذا لا يكون بهذا كافرا خارجا من الملة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الطائفتين المقتتلتين أننا نصلح بينهما أمرنا أن نصلح بينهما وقال : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وهذا دليل على أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بفعل الكبائر فهو يدخل الجنة وإن زنا وإن سرق ولكن هو مستحق للعذاب على هذه الكبيرة إن كانت ذات حد في الدنيا فعوقب به وإلا عوقب به في الأخرة إلا أن يشاء الله لأن الله يقول : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ، نعم.
السائل : أحسن الله إليكم، هذا السؤال من المستمع إبراهيم حاسن جار الله المالكي من قطاع الليث.