رجل يعمل في ذبح البهائم الوطنية وبيع لحمها في المسلخ الحكومي ولكن يذبح خفية فيه بعض الأغنام المستوردة ويبيعها ضمن الأغنام الوطنية بنفس السعر مع أن المستورد أقل ثمنا من الوطني بدون بيان وإذا سأله أحد عنها بين له الوطني منها والمستورد فما حكم هذا العمل وما حكم المال الذي كسبه ؟ حفظ
السائل : يقول أنا أعمل في ذبح البهائم وبيع لحمها وبالذات نقوم بذبح الأغنام ونقوم بذبحها وسلخها في المسلخ الحكومي المعَدّ لذلك بعد أن يختم عليها من قبل المراقبين والأغنام التي نسلخها من الأغنام المحلية البلدية كما يُقال وهذه أقيامها تزيد عن غيرها من المستورد ولكنني أقوم بذبح بعض الأغنام المستوردة كالتي ترد من أستراليا أو تركيا مثلاً خفية وخارج المسلخ وأقوم ببيعها ضمن تلك التي هي من البلد بينما هي أقل قيمة بكثير وأبيعها بنفس سعر المحلية على من يشتري مني دون سؤال معتمداً على ثقته في أو على عادتي وما عرفه عني أنني لا أذبح إلا المحلي أما من يسأني فإني أخبره بالصحيح فما حكم عملي هذا وما حكم المال الذي كسبته بهذه الطريقة؟
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، تضمن هذا السؤال شيئين، الشيء الأول أن هذا الرجل كان يذبح خارج المسلخ المعد للذبح فيه خفية وهذا العمل محرّم إذا كانت الدولة قد أصدرت نظاماً بمنعه لأن فيه مخالفة لولاة الأمور في غير معصية الله، ومخالفة ولاة الأمور في غير معصية الله محرمة لقوله تعالى : (( يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اسمع وأطع ) ولأن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا وعلى هذا فعليه أن يتوب إلى الله من هذا العمل ويرجع إليه ويُقلع عن فعله هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : أما الشيء الثاني الذي اشتمل عليه هذا السؤال فهو إدخاله هذا اللحم مع اللحوم البلدية التي هي أرغب عند الناس وأحب إليهم وهذا من الغش لأنه يجعل هذا اللحم في صفاف اللحم الجيد وهو دونه رغبة ودونه شهية عند الناس فيكون من الغش وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من غش فليس مني ) فعليه أيضاً أن يتوب من معاملة الناس بالغش وأن تكون معاملته للناس صريحة بيّنة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( البيّعان بالخيار فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محِقت بركة بيعهما ) .
أما ما اكتسبه من هذا المال المحرّم فالذي أرى أن يتصدّق بما يزيد على قيمة اللحم الذي أدخله في اللحوم الجيدة يتصدّق به تائباً إلى الله متخلصاً منه لا متقرباً به إلى الله تعالى لأن هذه الزيادة جاءت نتيجة لفعل محرّم وما كان نتيجة لفعل محرم فإن تحقيق التوبة منه أن يتبرأ منه ويبتعد عنه ونرجو من الله تعالى أن يتوب عليه وأن يهدينا جميعاً للنصح والبيان.
السائل : بارك الله فيكم.
هذه الرسالة لمستمع من ليبيا لم يذكر اسمه.