رجل ابتلي بمرض في الجلد في أماكن خفية من جسده وتقدم لخطبة امرأة ولم يخبرها بمرضه خوفا من عدم قبولهم له واعتبر ظهور هذا المرض في يده اليمنى كافيا من إخبارهم وبعد الزواج رأت زوجته هذا المرض واعتبرته مخادعا لها وتمردت عليه ثم استسلمت للأمر الواقع فهل يعتبر عدم مصارحته لها ظلما منه لها وهل زواجه صحيح أم يجب عليه شيء ؟ حفظ
السائل : قدر الله تعالى علي بمرض البهاق ولطف بي إذ جعل أغلب ظهوره على الجلد في أماكن خفية من جسدي وبدأ هذا المرض في الظهور في سن العشرين وقد سعيت للعلاج ولكن لم يأذن الله لي بعد بالشفاء لحكمة يعلمها سبحانه، وبعدها بخمسة عشر سنة تقدّمت للخطبة وكان في ذاك الوقت ظاهراً على ظهر يدي اليمنى ثلاث بقع ملحوظة بالإضافة إلى غيرها في أجزاء خفية من سائر جسدي وأثناء مدة الخطبة التي دامت ستة أشهر لم أشأ أن أصارح خطيبتي عن شيء من هذا المرض ولا أهلها خشية العدول عن قَبولي واعتبرت أنا أن ظهوره بيدي اليمنى ورؤيتهم لذلك طوال فترة الخطبة يدلهم على احتمال وجوده في أجزاء أخرى من جسدي وتم الزواج على ذلك ولكن لما انتقلت إلى بيت الزوجية ورأت زوجتي ما بجسدي من المرض ساءها ذلك وتمردت تمرداً شديداً واعتبرت أني مخادع لها بسبب عدم الإفصاح ولازمها الشعور بأنها باءت بالحسرة والخسران في عقد هذا الزواج، وأشهد أنني قابلت تمردها حين ذاك بالقسوة والشدة أحياناً وبالضرب أحياناً أخرى ولكنها لم تطلب مني الإنفصال وبعد مرور سنوات من العيش معي على مضض اعتادت بعدها ما قدره الله لي واستسلمت للأمر الواقع والأن أنجبت ثلاثة أولاد ومر على زواجنا ثلاث عشرة سنة لكن كثيراً ما يلازمني الندم الشديد على أن الزواج تم على هذه الصورة لدرجة أنني وددت لو أنها طلبت مني الإنفصال حتى لا أكون ظالماً لها فهل كنت ظالماً لها بعدم المصارحة بما في جسدي رغم ظهور المرض نفسه على يدي أثناء فترة الخطبة وهل زواجي بهذا الشكل صحيح أم يجب علي شيء ءاخر أفعله الأن؟
الشيخ : لا ريب أن عدم تصريحك لها بما حصل لك من المرض أو بما كان خفيا من المرض لا ريب أنه خداع وأنه غش والبقعة التي تُرى في يدك اليمنى لا نعلم هل هي بيّنة ظاهرة تدل على هذا المرض أو إنها صغيرة خفية لا تدل على المرض أو أنها بصورة يُظن أنها أثر احتراق أو ما أشبه ذلك، الحاصل أن تمام النصح أنك بيّنت لها ولأهلها ما خفي عليهم في هذا الأمر وما عاملتها به بعد ذلك فإنك ءاثم به ولكن الحق لها هي وحدها وليس لك الأن إلا أن تطلب منها السماح عما مضى من إخفاء ما فيك من هذا العيب وعما حصل منك من القسوة عليها فإذا عفت عن ذلك وسمحت ونرجوا أن تعفو عن ذلك وتسمع فإن ذلك خير كثير لقول الله تعالى : (( فمن عفا وأصفح فأجره على الله )) وقال تعالى في وصف أهل الجنة (( والعافين عن الناس )) فالعفو مع الإصلاح خير وفيه ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى فنصيحتي لك أن تتحلّل من زوجتك وأن تطلب منها السماح ونصيحتي لها أن تعفو عنك لأنها أم أولادك والحياة بينكما شركة الأن ونسأل الله تعالى أن يتوب على الجميع.
السائل : نعم.