ماذا يجب على الرجل إذا جامع زوجته وهو محرم ؟ حفظ
السائل : ماذا يجب على الرجل إن واقع زوجته وهو محرم؟
الشيخ : إذا واقع الرجل زوجته وهو محرم فإما أن يكون محرماً بعمرة أو محرماً بحج فإن كان محرماً بعمرة فإن عليه على ما ذكره أهل العلم إما شاة يذبحها ويتصدّق بها على الفقراء وإما أن يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع وإما أن يصوم ثلاثة أيام، هو في ذلك على التخيير لكن إن كان مواقعته لزوجته قبل تمام سعي العمرة فإن عمرته تفسد ويجب عليه قضاءها لأنها وقعت فاسدة، أما إذا كان الوطء، أو إذا كان مواقعة زوجته في الحج فإنه يجب عليه بدنة يذبحها ويتصدّق بها على الققراء إذا كان ذلك قبل التحلل الأول ويفسد نسكه أيضاً فيلزمه قضاءه مثل لو جامع زوجته في ليلة المزدلفة فإنه يكون قد جامعها قبل التحلّل الأول وحينئذٍ يفسد حجه ويلزمه الاستمرار فيه حتى يكمّله ويلزمه أن يقضيه من العام القادم ويلزمه ذبح بدنة يذبحها ويوزّعها على فقراء الحرم.
أما إذا كان مواقعته لزوجته في الحج بعد التحلّل الأول وقبل التحلل الثاني مثل أن يُجامعها بعد أن رمى جمرة العقبة يوم العيد وبعد أن حلق أو قصّر فإنه لا يفسد حجه ولكن الفقهاء رحمهم الله ذكروا أنه يفسد إحرامه أي ما بقي منه، فيلزمه أن يخرج إلى الحل فيُحرم ثم يطوف طواف الإفاضة وهو محرم ويسعى سعي الحج وفي هذه الحال لا تلزمه بدنة وإنما يجب عليه شاة أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع لأن فقهاءنا رحمهم الله يقولون كل ما أوجب شاة من مباشرة أو وطء فإن حكمه كفدية الأذى أي أنه يُخيّر الجاني فيه بين أن يصوم ثلاثة أيام أو يُطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع أو يذبح شاة يوزّعها على الفقراء.
ثم إن كلامنا هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : في بيان ما يجب على الفاعل وليس معنى ذلك أن الأمر سهل وهيّن بمعنى أنه إن شاء فعل هذا الشيء وقام بالتكفير والقضاء وإن شاء لم يفعله بل الأمر صعب ومحرّم ومن أكبر بل هو من الأمور الكبيرة العظيمة حيث يتجرّأ على ما حرّم الله عليه فإن الله يقول (( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )) وبهذه المناسبة أود أن أنبّه على مسألة يظن بعض الناس أن الإنسان فيها مخيّر وهي ترك الواجب والفدية.
يظن بعض الناس أن العلماء لما قالوا في ترك الواجب دم أن الإنسان مخيّر بين أن يفعل هذا الواجب وأن يذبح الدم ويوزّع على الفقراء، مثال ذلك يقول بعض الناس إذا كان يوم العيد سوف أطوف وأسعى وأسافر إلى بلدي ويبقى علي المبيت بمنى ورمي الجمرات وهما واجب من واجبات الحج فأنا أفتي عن كل واحد منهما بذبح شاة يظن أن الانسان مخيّر بين فعل الواجب وبين ما يجب فيه من الفدية والأمر ليس كذلك ولكن إذا وقع وصدر من الإنسان ترك الواجب فحينئذٍ تكون الفدية مكفّرة له مع التوبة والاستغفار. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.