رجل مبتلى بكثرة الوساوس وتحدثه نفسه بالطلاق كثيرا فهل يقع الطلاق إذا حدث نفسه به ولم يتلفظ به وماذا يفعل ليتخلص من هذا الوسواس ؟ حفظ
السائل : يقول أنا رجل متزوج ولي ثمانية أشهر منذ تزوّجت ولكني كثير الوسوسة ودواماً أشعر بنفسي توسوس في الطلاق وليس بيني وبين زوجتي أي مشكلة ولا أستطيع أن أطلقها وأكثر الأحيان تأتي هذه الوسوسة وأنا في الصلاة يعني أشعر بنفسي تقول إذا ما وقع كذا وكذا على أي شيء معيّن فعلي بالطلاق وبعض الأحيان قد يقع ذلك صحيح وبعض الأحيان لا يقع، وأيضاً في بعض الأيام أجلس أنا وزوجتي فنتحدث في أي حديث كان لا يتعلق بهذا الشيء ولكني لا أشعر إلا بنفسي تقول طالقة ولكني لا أنطق بهذه الوسوسة عند زوجتي وقد دخلني الشك من هذا الأمر أفيدوني ماذا أفعل جزاكم الله خيراً حتى أتخلص من ذلك الوسواس وهل يقع شيء بذلك أم لا؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبيّن للأخ السائل ولغيره ممن يستمعون إلى هذا البرنامج بأن الله تعالى يقول (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) فللشيطان هجمات على القلب يُدخل فيها القلق على الإنسان والتعب النفسي حتى يكدّر عليه حياته واستمع إلى قول الله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله )) يتبيّن لك أن الشيطان حريص على ما يُحزن المرء كما أنه حريص على ما يُفسد دينه وطريق التخلص منه أن يلجأ الإنسان إلى ربه بصدق وإخلاص ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم )) وليتحصن بالله عز وجل حتى يحميه من هذا الشيطان العدو له وإذا استعاذ بالله منه ولجأ إلى ربه بصدق وأعرض عنه بنفسه حتى كأن شيئاً لم يكن من هذه الوساوس فإن الله تعالى يُذهبه عنه ونصيحتي لهذا الأخ الذي ابتلي بهذا الوسواس في طلاق امرأته أن لا يلتفت إلى ذلك أبداً وأن يُعرض عنه إعراضاً كلياً فإذا أحس به في نفسه فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يُذهبه الله عنه.
أما من الناحية الحُكمية فإن الطلاق لا يقع بهذه الوساوس لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) فما حدّث الإنسان به نفسه من طلاق أو غيره فإنه لا يُعتبر شيئاً وإذا كان طلاقاً فإنه لا يُعتبر حتى لو عزم في نفسه على أن يُطلق لا يكون طلاقاً حتى ينطق به فيقول مثلاً زوجتي طالق ثم إن المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفّظ به في لسانه إذا لم يكن عن قصد لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة بل هو مغلق عليه، مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا طلاق في إغلاق ) فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة فهذا الشيء الذي يكون مرغماً عليه الإنسان بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق وقد ذكر لي بعض الناس الذين ابتلوا بمثل هذا أنه قال مرة من المرات مادمت في قلق وتعب سأطلّق فطلّق بإرادة حقيقية تخلّصاً من هذا الضيق الذي يجده في نفسه وهذا خطأ، خطأ عظيم والشيطان لا يريد من ابن ءادم إلا مثل هذا أن يفرق بينه وبين أهله ولاسيما إذا كان بينهم أولاد فإنه يحب أن يُفرّق بينهم أكثر لعظم الضرر والعدو كما هو معلوم لكل أحد يحب الإضرار بعدوه بكل طريق وبكل وسيلة.
والطريقة التي فعلها هذا الذي ذكر لي طريقة ليست بصواب وليس دواء من ابتلي بالوسواس أن يوقع ما يُريده الشيطان منه بل دواؤه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
ونظير هذا إن بعض الناس يكون على طهارة فيشك في الحدث هل أحدث أم لا؟ فيذهب ويتبول أو يخرج الريح من دبره من أجل أن ينتقض وضوءه يقيناً ثم يتوضأ وهذا أيضاً خطأ وهو خلاف ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث سئل عن الرجل يجد الشيء في صلاته فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجِد ريحاً ) فالمهم أن كل هذه الشكوك التي ترد على ما هو حاصل وكائن يقيناً يجب على الإنسان أن يرفضها ولا يعتبر بها وليُعرض عنها حتى تزول بإذن الله عز وجل.
السائل : بارك الله فيكم، هذا المستمع ع ط أ ه من المدينة المنورة.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبيّن للأخ السائل ولغيره ممن يستمعون إلى هذا البرنامج بأن الله تعالى يقول (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) فللشيطان هجمات على القلب يُدخل فيها القلق على الإنسان والتعب النفسي حتى يكدّر عليه حياته واستمع إلى قول الله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله )) يتبيّن لك أن الشيطان حريص على ما يُحزن المرء كما أنه حريص على ما يُفسد دينه وطريق التخلص منه أن يلجأ الإنسان إلى ربه بصدق وإخلاص ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم )) وليتحصن بالله عز وجل حتى يحميه من هذا الشيطان العدو له وإذا استعاذ بالله منه ولجأ إلى ربه بصدق وأعرض عنه بنفسه حتى كأن شيئاً لم يكن من هذه الوساوس فإن الله تعالى يُذهبه عنه ونصيحتي لهذا الأخ الذي ابتلي بهذا الوسواس في طلاق امرأته أن لا يلتفت إلى ذلك أبداً وأن يُعرض عنه إعراضاً كلياً فإذا أحس به في نفسه فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يُذهبه الله عنه.
أما من الناحية الحُكمية فإن الطلاق لا يقع بهذه الوساوس لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) فما حدّث الإنسان به نفسه من طلاق أو غيره فإنه لا يُعتبر شيئاً وإذا كان طلاقاً فإنه لا يُعتبر حتى لو عزم في نفسه على أن يُطلق لا يكون طلاقاً حتى ينطق به فيقول مثلاً زوجتي طالق ثم إن المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفّظ به في لسانه إذا لم يكن عن قصد لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة بل هو مغلق عليه، مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا طلاق في إغلاق ) فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة فهذا الشيء الذي يكون مرغماً عليه الإنسان بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق وقد ذكر لي بعض الناس الذين ابتلوا بمثل هذا أنه قال مرة من المرات مادمت في قلق وتعب سأطلّق فطلّق بإرادة حقيقية تخلّصاً من هذا الضيق الذي يجده في نفسه وهذا خطأ، خطأ عظيم والشيطان لا يريد من ابن ءادم إلا مثل هذا أن يفرق بينه وبين أهله ولاسيما إذا كان بينهم أولاد فإنه يحب أن يُفرّق بينهم أكثر لعظم الضرر والعدو كما هو معلوم لكل أحد يحب الإضرار بعدوه بكل طريق وبكل وسيلة.
والطريقة التي فعلها هذا الذي ذكر لي طريقة ليست بصواب وليس دواء من ابتلي بالوسواس أن يوقع ما يُريده الشيطان منه بل دواؤه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
ونظير هذا إن بعض الناس يكون على طهارة فيشك في الحدث هل أحدث أم لا؟ فيذهب ويتبول أو يخرج الريح من دبره من أجل أن ينتقض وضوءه يقيناً ثم يتوضأ وهذا أيضاً خطأ وهو خلاف ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث سئل عن الرجل يجد الشيء في صلاته فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجِد ريحاً ) فالمهم أن كل هذه الشكوك التي ترد على ما هو حاصل وكائن يقيناً يجب على الإنسان أن يرفضها ولا يعتبر بها وليُعرض عنها حتى تزول بإذن الله عز وجل.
السائل : بارك الله فيكم، هذا المستمع ع ط أ ه من المدينة المنورة.