رجل زوجته مصابة بالسحر وحاول معالجتها بكل طريقة ولكن بدون جدوى فهل يجوز له أخذها إلى رجل يعالج السحر بالسحر وهل يجوز لهذا الرجل أن يعمل هذا العمل ؟ حفظ
السائل : يقول عندي صديق سُحرت زوجته من قِبل أناس أعداء له ولأهله وحاول أن يعالجها بشتى الطرق مثل الكي وغيره ولكن دون فائدة ودلنا رجل على إنسان يُعالج السحر بالسحر فهل عليه إثم لأنه يستخدم السحر في نفع الناس من السحرة الأخرين ولم يضر به أحد وهل على صديق هذا إثم لأنه ذهب إلى هذا الساحر لعلاج زوجته مما أصابها من السحر؟
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فقبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبيّن أن السحر من أكبر المحرّمات بل هو من الكفر إذا كان الساحر يستعين بالأحوال الشيطانية على سحره أو يتوصل به إلى الشرك وقد قال الله تبارك وتعالى (( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر )) فهذا دليل على أن تعلّم السحر كفر، السحر المتلقى من الشياطين وعلى هذا فيجب الحذر منه والبعد عنه حتى لا يقع الإنسان في الكفر المخرج من الملة والعياذ بالله.
وأما حل السحر عن المسحور فإنه ينقسم إلى قسمين، أحدهما أن يكون بالأدعية والأدوية المباحة وبالقرأن فهذا جائز لا بأس به.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن أحسن ما يُقرأ به على المسحور (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) فإنه ما تعوّذ متعوّذ بمثلهما، وتارة يكون حل السحر بسحر وهذا مختلف فيه سلفاً وخلفاً فمن العلماء من رخّص فيه لما فيه من إزالة الشر عن هذا المسحور ومنهم من منعه وقال " إنه لا يحل السحر إلا ساحر " .
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا أحسن لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال ( هي من عمل الشيطان ) وعمل الشيطان هو ما كان بالسحر أما ما كان بالقرأن أو بالأدعية المباحة فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه وعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يصبر وأن يُكثر من القراءة والأدوية المباحة والأدعية المباحة حتى يشفيه الله تعالى من ذلك.