هل يجوز للمسلمة أن تتخذ صديقة كافرة وموالاتها طمعا في إسلامها ؟ حفظ
السائل : إنني أعمل في دائرة، وهذه يكثر فيها النصارى جداً، ونحن نتعامل معهم ونودهم أحياناً أكثر من المسلمين، وأنا سمعت وقرأت أن هذا لا يجوز، على الرغم من أنني أصوم وأصلي وأرتدي الحجاب الشرعي وأخاف الله، وأحياناً أجادلهم إلى درجة الخصومة، ولكن دون جدوى، وأحياناً أو كثيراً ما يكذبون ما أقول، ولكن بعد يوم أعود وأتكلم معهم طمعاً في إسلامهم، لأنهم يودونني كثيراً، وأنا أظل في حيرة من هذه الصداقة ، وخصوصاً مع إحداهن فهي لا تؤذيني ولا تسيء إلي، ولكني أخاف الله تعالى وأخشى أن يكون علي إثم في صداقتي لها وإخلاصي لها، ولكن يعلم الله أنني أطمع كثيراً في دخولها ورفاقها في الإسلام، ولذلك حافظت على علاقتي بها، فهل علي شيء في هذا؟
الشيخ : لاشك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله وأن يتبرأ منهم، لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم قال الله تعالى: (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ))، وقال تعالى: (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ )) وعلى هذا فلا يحل لك أن يقع في قلبك محبة ومودة لأعداء الله الذين هم أعداء لك في الواقع، قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )).
أما كونك تعاملينهم باللين والرفق طمعا في إسلامهم وإيمانهم فهذا لا بأس به، لأنه من باب التأليف على الإسلام ولكن إذا أيست منهم فعامليهم بما يستحقون أن تعامليهم به.