هل يرجع تحديد مال المختلعة للزوج وهل يشترط أن يكون مالا وهل يجوز أخذ الأولاد مقابل المال وما معنى الآية :" ولا جناح عليهما فيما افتدت به " ؟ حفظ
السائل : المال الذي تريد الزوجة أن تفتدي به نفسها من زوجها هل يرجع أمر تحديده إلى الزوج برغبته؟ وما معنى قوله تعالى: (( فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ))؟ وهل لابد أن يكون مالاً أم لا يشترط ذلك بل بما يرضي الزوج أياً كان؟ ومن ذلك أن رجلاً اشترط على زوجته شرطاً هو أنها إذا طلبت الطلاق فيكون ثمن ذلك هو أن ما عندها وقت الطلاق من الأطفال يكونون معه بدون شرط ولا حساب، وإلا فلن يطلقها حتى يبلغ الأطفال سبع سنين، فهو يقول لأهلها: سأقبل تسريحها إذا هي أرادت إذا كان ولدي المنفطم بيدي آخذه متى شئت بلا شرط، ففداؤها عدم حضانتها، فهل يصح مثل هذا أم لا؟
الشيخ : هذه المسألة تسمى مسألة الخلع أو الطلاق على عوض كما هو عند أكثر أهل الفقه، وإن كان بعض أهل العلم يقولون: إن الطلاق على عوض خلع ولو وقع بلفظ الطلاق، وذلك أن المرأة إذا لم تستطع البقاء مع الزوج ولم يرغب أن يطلقها بدون عوض فلا جناح عليهما فيما افتدت به.
واختلف أهل العلم: هل يجوز أن يطلب منها في الخلع أكثر مما أعطاها أو لا يجوز؟ فمنهم من قال: إنه لا يجوز أن يأخذ أكثر مما أعطاها، بل ليس له الحق إلا أن يأخذ ما أعطاها فقط، وذلك لأن أكثر مما أعطاها فيه شيء من الظلم لها، واستدلوا بأن هذا الرجل أخذ مقابل ما أعطاها بما استحله من فرجها، فإذا أخذ منها أكثر كان ظلما.
وقال بعض أهل العلم: إنه يجوز أن يخالعها بأكثر مما أعطاها لعموم قوله تعالى: (( فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )) وما اسم موصول فهو من صيغ العموم.
إلا أن القائلين بأنه لا يأخذ أكثر قالوا: إن هذا الاستثناء عائد على ما سبق وهو قوله: (( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )) أي فيما افتدت به مما أعطاها، ولاشك أن هذا القول الثاني أنه لا يأخذ أكثر مما أعطاها أبرأ لذمته وأسلم، اللهم إلا أن يكون قد تزوجها في وقت المهورُ فيه رخيصة ولو اقتصر على ما أعطاها لم يجد به زوجة وهو لا يجد ما يكمل المهر فهنا قد نقول بأنه لا حرج عليه في طلب أكثر مما أعطاها.
أما ما ذكره السائل من كون العوض إسقاط حقها من حضانتها فظاهر الآية أنه يصح لعموم قوله: (( فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ))، ولكن المعروف عند أهل العلم أنه لا يصح إلا بالمال، بما يصح مهرا، وإسقاط حقها من الحضانة ليس من هذا الباب، وعلى هذا فنقول: إذا أراد أن يخالعها فليجعل عوضا ولو يسيرا لو عشرة دراهم وما أشبهها، وحينئذ يتم الخلع، وإذا أسقطت حقها من الحضانة فلا حرج في ذلك.
السائل : نعم جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذه المسألة تسمى مسألة الخلع أو الطلاق على عوض كما هو عند أكثر أهل الفقه، وإن كان بعض أهل العلم يقولون: إن الطلاق على عوض خلع ولو وقع بلفظ الطلاق، وذلك أن المرأة إذا لم تستطع البقاء مع الزوج ولم يرغب أن يطلقها بدون عوض فلا جناح عليهما فيما افتدت به.
واختلف أهل العلم: هل يجوز أن يطلب منها في الخلع أكثر مما أعطاها أو لا يجوز؟ فمنهم من قال: إنه لا يجوز أن يأخذ أكثر مما أعطاها، بل ليس له الحق إلا أن يأخذ ما أعطاها فقط، وذلك لأن أكثر مما أعطاها فيه شيء من الظلم لها، واستدلوا بأن هذا الرجل أخذ مقابل ما أعطاها بما استحله من فرجها، فإذا أخذ منها أكثر كان ظلما.
وقال بعض أهل العلم: إنه يجوز أن يخالعها بأكثر مما أعطاها لعموم قوله تعالى: (( فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )) وما اسم موصول فهو من صيغ العموم.
إلا أن القائلين بأنه لا يأخذ أكثر قالوا: إن هذا الاستثناء عائد على ما سبق وهو قوله: (( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )) أي فيما افتدت به مما أعطاها، ولاشك أن هذا القول الثاني أنه لا يأخذ أكثر مما أعطاها أبرأ لذمته وأسلم، اللهم إلا أن يكون قد تزوجها في وقت المهورُ فيه رخيصة ولو اقتصر على ما أعطاها لم يجد به زوجة وهو لا يجد ما يكمل المهر فهنا قد نقول بأنه لا حرج عليه في طلب أكثر مما أعطاها.
أما ما ذكره السائل من كون العوض إسقاط حقها من حضانتها فظاهر الآية أنه يصح لعموم قوله: (( فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ))، ولكن المعروف عند أهل العلم أنه لا يصح إلا بالمال، بما يصح مهرا، وإسقاط حقها من الحضانة ليس من هذا الباب، وعلى هذا فنقول: إذا أراد أن يخالعها فليجعل عوضا ولو يسيرا لو عشرة دراهم وما أشبهها، وحينئذ يتم الخلع، وإذا أسقطت حقها من الحضانة فلا حرج في ذلك.
السائل : نعم جزاكم الله خيرا.