ما هي حقيقة الصراط ، وما حكم من أنكره ، ومتى يؤذن لمن تجاوزه بدخول الجنة ، وما مدى صحة الحديث :" أن طوله مسيرة مائة عام في الإستواء ومائة عام في الطلوع ومائة عام في الهبوط وأنه على متن جهنم " ؟ حفظ
السائل : نعرف أن الصراط حق لا ريب فيه، وأنه لابد من العبور عليه، ولكننا سمعنا حديثاً عن صفته يقول: بأن طوله مسيرة مائة عام في الاستواء، ومائة عام في الطلوع، ومائة عام في الهبوط، وأنه على متن جهنم، فهل هذا الحديث صحيح؟ وإن لم يكن كذلك فما هي حقيقته؟ ومتى يؤذن لمن تجاوزه بدخول الجنة؟ وما حكم من أنكر وجوده؟
الشيخ : الصراط كما ذكر السائل حق واعتقاد وجوده واجب، وهو مما يعتقده أهل السنة والجماعة، والصراط عبارة عن جسر ممدود على متن جهنم، أدق من الشعر وأحد من السيف، وأما كون طوله كما ذكر السائل فإني لا أعلم في ذلك حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الصراط يعبر الناس عليه على قدر أعمالهم، منهم السريع، ومنهم البطيء على حسب سيرهم على صراط الله المستقيم في هذه الدنيا، فمن كان مستقيما على الصراط في هذه الدنيا مسابقا إلى الخيرات كان مستقيما على صراط الآخرة سابقا فيه، ومن كان دون ذلك كان دون ذلك، وربما يمر بعض الناس به فيلقى في جهنم ويعذب فيها بقدر عمله، ثم ينجو.
وأما الكافرون فإنهم لا يعبرون على هذا الصراط وإنما يحشرون إلى جهنم (( وِرْدًا )) كما قال الله عز وجل بدون أن يعبروا على ذلك الصراط، لأنهم لم يكونوا عابرين على الصراط في هذه الدنيا فيكون جزاؤهم أن يحشروا إلى النار بدون أن يعبروا على هذا الصراط، وأول من يجوز بأمته محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعد هذا الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض، ثم يدخلون الجنة بعد أن يشفع النبي عليه الصلاة والسلام إلى ربه في فتح أبواب الجنة فيشفع إلى الله عز وجل أن تفتح أبواب الجنة فتفتح، ويكون أول من يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم.
السائل : ويقول ما حكم من أنكر وجوده؟
الشيخ : حكم من أنكر وجوده إن كان جاهلا فإنه يعلم حتى يتبين له فإذا بلغ بالأحاديث الواردة في ذلك فإنه يجب عليه أن يعتقده، فإن أنكره مع علمه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به كان مرتدا كافرا لتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صل على محمد، جزاكم الله خير الجزاء.