أنا أعمل طبيبا وهناك مشكلة تواجه الأطباء وهي أنه قد يموت المريض ولا يعرف مرضه أو يكون قد عرف ولكن للأغراض العلمية وتطوير العلاج يستلزم الأمر أخذ عينة من جثته ويكون ذلك إما بوخز إبرة في جسمه أو إجراء عملية جراحية لاستئصال عضو لدراسته ثم يدفن هذا الجزء في المقبرة فما الحكم في هذا العمل وإذا كان جائزا فهل يجب استئذان أهل الميت قبل ذلك أم لا ؟ حفظ
السائل : أنا أعمل طبيباً، وهناك مشكلة تواجه الأطباء كثيراً، وهي أنه قد يموت المريض ولم يعرف مرضه، أو يكون قد عرف ولكن للأغراض العلمية وتطوير العلاج يستلزم الأمر أخذ عينة من جثة المريض أو من جثة الميت، ويكون ذلك إما بوخز إبرة في جسمه أو إجراء عملية جراحية لاستئصال قطعة أو عضو لدراسته، ثم يدفن هذا الجزء في المقبرة، فما حكم ذلك العمل؟ وإن كان جائزاً فهل يجب استئذان أهل الميت قبل ذلك أم لا؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إذا كانت القضية كما قال السائل : وخز إبرة أو شبهها مما لا يحصل به جرح الجسم ولا قطع شيء منه فإن هذا جائز لما فيه من المصلحة وعدم الضرر على هذا الميت، أما إذا كانت المسألة تحتاج إلى قطع شيء من الميت فإن ذلك لا يجوز، اللهم إلا لمصلحة تتعلق بذلك الميت نفسه، مثل: أن يكون الغرض الاطلاع على سبب موته: هل هو موت طبيعي أو بسبب شيء أعطي إياه أو ما أشبه ذلك؟ يعني عند الشك في موته هل هو بسبب طبيعي أو أن أحدا اعتدى عليه بما يقتضي موته، فمثل هذا لا بأس أن يؤخذ من الميت جزء يُجرى عليه اختبار ثم بعد ذلك يعاد إلى نفس بدن الميت ويدفن معه، وأما إذا كان الغرض من ذلك مصلحة خارجية عن الميت ولا تعلق للميت بها، فإنه لا يجوز، لأن الميت محترم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( كسر عظم الميت ككسره حياً )، وهذه مصلحة لا تتعلق به شخصيا، فلا يجوز أن نعتدي عليه لمصلحة غيره.