لي ولد في الثانية والعشرين من عمره ، مقاطعني من عشرين سنة تقريباً وأنا والدة قلبي دائماً يدعوا له بالتوفيق والهداية ولم أعمل أي عمل يجعله يقاطعني هذه المدة الطويلة عدا أنه حصل طلاق بيني وبين والده وحتى الآن لم يلن قلبه أو يأتي إلي ليعتذر ، فضيلة الشيخ : هل يجب عليه أن أدعو له لأن قلبي لا يتحمل أن أدعو عليه .؟ وما حكم عمله هذا بارك الله فيكم .؟ حفظ
السائل : لي ولد في الثانية والعشرين من عمره، يقاطعني منذ عشرين سنة تقريباً، وأنا والدته وقلبي دائماً يدعو له بالتوفيق والهداية، ولم أعمل له أي عمل يجعله يقاطعني هذه المدة الطويلة، عدا أنه حصل طلاق بيني وبين والده، وحتى الآن لم يلن قلبه أو يأتي إلي ليعتذر، فضيلة الشيخ هل يجب علي أن أدعو له أم لا، لأن قلبي لا يتحمل أن أدعو عليه، وما حكم عمله هذا، بارك الله فيكم؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هذا الولد الذي انفصل عنك مع أبيه منذ عشرين سنة وكان لا يهتم بك ولا يزورك ولا يصلك قد أتى أمرا عظيما من المنكر، وذلك لأنه أخل بالبر الذي أمر الله به في قوله: (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ))، وقوله: (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ))، وقال تعالى: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )) فعلى هذا الولد أن يتوب إلى الله عز وجل من هذه القطيعة ومن هذا العقوق، وأن يرجع إلى رشده، ويقوم بواجب الإحسان وواجب البر، وإلا فإنه على خطر عظيم والعياذ بالله.
أما بالنسبة لك أنت فأنت مشكورة على ما تقومين به من الدعاء له، وأنت على خير، وأنت بهذا العمل تكونين قد وصلت الرحم، وقد التزم الله عز وجل للرحم أن يصل من وصلها وأن يقطع من قطعها، فأنت استمري في الدعاء له، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يهديه بدعائك له. أما نصيحتي لهذا الرجل أو لهذا الابن بأن يقلع عن عقوقه وقطيعته وأن يتجه إلى البر والإحسان إليك والشكر لك على ما قدمت له، وإذا تاب تاب الله عليه.