ما معنى قوله تعالى (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )) .. الآية .؟ وكيف كانت صفة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس ؟ حفظ
السائل : ما معنى قوله تعالى: (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ )) الآية وكيف كانت صفة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس؟
الشيخ : معنى هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يسبح نفسه عن كل نقص وعيب فإن (( سبحان )) اسم مصدر من سبح يسبح، والتسبيح هو التنزيه، والله عز وجل منزه عن كل نقص وعيب، منزه عن مماثلة المخلوقين منزه عن الأنداد قال الله تعالى: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) وقال تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))، وقد أسرى الله تعالى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام مسجد الكعبة الذي بمكة المكرمة ليلا إلى المسجد الأقصى الذي في فلسطين في القدس، وكيفية الإسراء أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدابة يقال لها البراق، دون البغل وفوق الحمار، يضع خطوه في منتهى بصره، بمعنى أن خطوته بعيدة جدا تكون بقدر منتهى بصره، فوصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس، ثم عرج به من هناك إلى السماء الدنيا بصحبة جبريل، ولما بلغ السماء استفتح جبريل، فقيل له: من هذا؟ فقال: جبريل؟ قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ثم ما زال جبريل يعرج به سماء بعد سماء حتى وصل إلى السماء السابعة فوجد فيها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهناك رفعه الله أي رفع الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سدرة المنتهى وفرض الله عليه الصلوات خمسين صلاة كل يوم وليلة فقبل واستسلم عليه الصلاة والسلام، حتى نزل راجعا فمر بموسى فأخبره بما فرض الله عليه وعلى أمته من الصلوات فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك واسأله التخفيف فما زال النبي عليه الصلاة والسلام يراجع الله عز وجل ويسأله التخفيف حتى صارت الصلوات الخمسون خمس صلوات بالفعل، لكنها في الميزان خمسون صلاة، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم من ليلته إلى مكة. واختلفت الروايات هل صلى الفجر في مكة أو صلى في بيت المقدس؟ وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس به، فاتخذت قريش من ذلك فرصة لإظهار كذب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: كيف يمكن ذلك؟ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ألقمهم حجرا حين قالوا: إن كنت صادقا فصف لنا بيت المقدس، فرفع جبريل له بيت المقدس حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاهده فيصفه لقريش فألقموا حجرا لتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وتبين بذلك صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: (( لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا )) فهذا بيان للحكمة من الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يريه من آياته العظيمة الدالة على قدرته وحكمته وتمام سلطانه، وقد رأى من آيات ربه الكبرى ما يكون عبرة للمعتبرين.
وقوله: (( إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) يعني إن الله تعالى هو السميع البصير الذي وسع سمعه كل صوت، قالت عائشة رضي الله عنها حين أنزل الله تعالى: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) قالت رضي الله عنها: " تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، والله إني لفي طرف الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها " والرب عز وجل على عرشه فوق سبع سموات يسمع كلام هذه المرأة التي تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وتشتكي إلى الله، فهو عز وجل يسمع كل صوت وإن كان خفيا، قال الله تعالى: (( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ))، وإذا آمن الإنسان بهذه الصفة العظيمة صفة السمع فإن إيمانه بذلك يقتضي أن لا يُسمع الله تعالى ما يكون سببا لغضبه على عبده.
وأما قوله: ((الْبَصِيرُ )) فالبصير معناه الذي أدرك بصره كل شيء، وهو سبحانه وتعالى قد جمع بين هاتين الصفتين: السمع والبصر، وهما من كمال صفاته جل وعلا، فما من شيء إلا والله عز وجل يراه وإن دق وخفي.
الشيخ : معنى هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يسبح نفسه عن كل نقص وعيب فإن (( سبحان )) اسم مصدر من سبح يسبح، والتسبيح هو التنزيه، والله عز وجل منزه عن كل نقص وعيب، منزه عن مماثلة المخلوقين منزه عن الأنداد قال الله تعالى: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) وقال تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))، وقد أسرى الله تعالى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام مسجد الكعبة الذي بمكة المكرمة ليلا إلى المسجد الأقصى الذي في فلسطين في القدس، وكيفية الإسراء أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدابة يقال لها البراق، دون البغل وفوق الحمار، يضع خطوه في منتهى بصره، بمعنى أن خطوته بعيدة جدا تكون بقدر منتهى بصره، فوصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس، ثم عرج به من هناك إلى السماء الدنيا بصحبة جبريل، ولما بلغ السماء استفتح جبريل، فقيل له: من هذا؟ فقال: جبريل؟ قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ثم ما زال جبريل يعرج به سماء بعد سماء حتى وصل إلى السماء السابعة فوجد فيها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهناك رفعه الله أي رفع الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سدرة المنتهى وفرض الله عليه الصلوات خمسين صلاة كل يوم وليلة فقبل واستسلم عليه الصلاة والسلام، حتى نزل راجعا فمر بموسى فأخبره بما فرض الله عليه وعلى أمته من الصلوات فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك واسأله التخفيف فما زال النبي عليه الصلاة والسلام يراجع الله عز وجل ويسأله التخفيف حتى صارت الصلوات الخمسون خمس صلوات بالفعل، لكنها في الميزان خمسون صلاة، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم من ليلته إلى مكة. واختلفت الروايات هل صلى الفجر في مكة أو صلى في بيت المقدس؟ وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس به، فاتخذت قريش من ذلك فرصة لإظهار كذب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: كيف يمكن ذلك؟ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ألقمهم حجرا حين قالوا: إن كنت صادقا فصف لنا بيت المقدس، فرفع جبريل له بيت المقدس حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاهده فيصفه لقريش فألقموا حجرا لتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وتبين بذلك صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: (( لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا )) فهذا بيان للحكمة من الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يريه من آياته العظيمة الدالة على قدرته وحكمته وتمام سلطانه، وقد رأى من آيات ربه الكبرى ما يكون عبرة للمعتبرين.
وقوله: (( إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) يعني إن الله تعالى هو السميع البصير الذي وسع سمعه كل صوت، قالت عائشة رضي الله عنها حين أنزل الله تعالى: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) قالت رضي الله عنها: " تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، والله إني لفي طرف الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها " والرب عز وجل على عرشه فوق سبع سموات يسمع كلام هذه المرأة التي تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وتشتكي إلى الله، فهو عز وجل يسمع كل صوت وإن كان خفيا، قال الله تعالى: (( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ))، وإذا آمن الإنسان بهذه الصفة العظيمة صفة السمع فإن إيمانه بذلك يقتضي أن لا يُسمع الله تعالى ما يكون سببا لغضبه على عبده.
وأما قوله: ((الْبَصِيرُ )) فالبصير معناه الذي أدرك بصره كل شيء، وهو سبحانه وتعالى قد جمع بين هاتين الصفتين: السمع والبصر، وهما من كمال صفاته جل وعلا، فما من شيء إلا والله عز وجل يراه وإن دق وخفي.